بدأت الولايات اليوم الأحد رسميًا إجراءات استخراج الجواز للمواطنين، وتدافع الآلاف إلى مجمعات السجل المدني في المدن التي حددتها الإدارة العامة للجوازات، فيما وضعت بعض الولايات زيادات غير معلنة في الرسوم.
في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل ابتدر مجمع الجمهور التابع للشرطة العمل منذ وقت مبكر، وشهد محيط المركز زيادة في أعداد طالبي الخدمة التي انطلقت لأول مرة منذ بداية النزاع المسلح منتصف نيسان/أبريل الماضي.
مواطن لـ"الترا سودان": من وصلوا إلى النوافذ سددوا نحو (171) ألف جنيه فيما تبلغ قيمة الجواز التي أقرتها وزارة الداخلية (150) ألف جنيه
يقول مهند (29 عامًا) لـ"الترا سودان" إنه سجل اسمه في قوائم طالبي الجواز تحت رقم تجاوز (500) شخص رغم أنه جاء مبكرًا إلى الموقع، لكن هناك المئات حضروا في الساعات الأولى من الصباح قبل شروق الشمس - يضيف.
وقال إن من وصلوا إلى النوافذ سددوا نحو (171) ألف جنيه، فيما تبلغ قيمة الجواز التي أقرتها وزارة الداخلية (150) ألف جنيه، وأضاف: "لا ندري هل هي رسوم محلية أم ماذا؟".
وكانت وزارة الداخلية أعلنت عن تسليم (1200) جواز في مدينة بورتسودان، حيث بدأ العمل هناك منذ الخميس الماضي في خطوة قد تعكس رغبة الشرطة في تسريع وتيرة العمل وامتصاص التدافع الكبير للمواطنين.
ومع ذلك ترتفع الشكاوى من زيادة أعداد طالبي الجواز، وقال مواطنون في مدينة دنقلا بالولاية الشمالية إن المركز بدأ عمله مبكرًا صباح اليوم وشهد إقبالًا كبيرًا.
وتعبر لمياء التي مكثت نحو أربعة أشهر في دنقلا لعدم إمكانية حصولها على الجواز كونها غادرت منزلها بالخرطوم في ظروف القتال - تعبر عن أملها في الوصول إلى النافذة سريعًا وعدم الانتظار في الطوابير الممتدة، فهي تخشى من ظهور "السوق الموازي" لاستخراج الجواز إذا خرجت الأمور عن السيطرة ولم يلتزم المواطنون بالصفوف.
وتضيف: "الصفوف غير مزعجة إذا ضمنت أن المعاملات تسير بشكل سلس دون توقف".
أما في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض يقول عبدالله الذي ذهب إلى مركز الجوازات، إن الإجراءات بدأت لكن ما يزال هناك ترتيبات في نظام الشبكة الخاصة بالجوازات وربطها مع المخدم الرئيسي، لذلك لم تمض الأمور كما هي .
يأمل عبدالله في حديثه لـ"الترا سودان" عن أمله في إنجاح مشروع استخراج الجواز ومحاربة ظاهرة السماسرة، خاصة مع الصفوف التي تشكلت منذ وقت مبكر من صباح اليوم.
بينما قال مصعب من مدينة كسلا إن الرسوم التي المحددة في نوافذ خدمة استخراج الجوازات (175) ألف جنيه للكبار، مشيرًا إلى أن البعض أظهر استياءه من زيادة غير معلنة في الرسوم، لكنهم مضطرون لطلب الجواز لمغادرة البلاد طلبًا للعمل أو الدراسة لانعدام اليقين بشأن توقف النزاع المسلح في السودان.
كانت الإدارة العامة للجوازات أكدت في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي أنها دشنت استخراج الجواز رسميًا إلى جانب المعاملات المتعلقة بالسجل المدني
وكانت الإدارة العامة للجوازات أكدت في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي أنها دشنت استخراج الجواز رسميًا إلى جانب المعاملات المتعلقة بالسجل المدني لشهادات الميلاد والرقم الوطني ورخصة القيادة.
وتم استثناء ولايات دارفور وغرب كردفان وجنوب كردفان وشمال كردفان من مشروع استخراج الجواز والسجل المدني، وقالت الإدارة العامة للجوازات إن العمل هناك غير ممكن في الوقت الراهن، وتأمل أن تبدأ خلال فترة وجيزة.