كشف مدير حديقة السودان للحياة البرية عثمان محمد صالح عن تفاصيل صادمة لقتل الحيوانات وهروبها من الحديقة. وقال في حوار مع "الترا سودان" إن عدد حيوانات الحديقة التي فُقدت بسبب الحرب بلغ (50) حيوانًا، مشيرًا إلى أن عدد الحيوانات التي كانت لديهم قبل اندلاع الحرب بلغ حوالي (200) حيوان من مختلف الأنواع، ولكن تبقى لهم (150) حيوانًا فقط بعد مرور ثلاثة أشهر على الحرب في السودان.
وأعلن مدير حديقة السودان للحياة البرية لـ"الترا سودان"، أنه دفع بطلب لبعض الدول لاستضافة حيوانات الحديقة لديها، قائلًا إنه وجد استجابة من دولة الأردن، بيد أن مطالبتهم للحديقة بتصنيع أقفاص الحيوانات تقف عائقًا أمام تنفيذ عملية النقل.
في حواره مع "الترا سودان" يكشف عثمان محمد صالح عن خسائر كبيرة في الحديقة وعمليات صيد للحيوانات قامت بها قوات الدعم السريع بجانب هروب عدد من الأنواع
في حواره مع "الترا سودان" يكشف عثمان محمد صالح عن خسائر كبيرة في الحديقة، وعمليات صيد للحيوانات قامت بها قوات الدعم السريع، بجانب هروب عدد من الأنواع نتيجة للأضرار التي تعرضت لها مباني الحديقة الواقعة في منطقة الباقير جنوبي الخرطوم، وهي واحدة من أسخن مناطق الاشتباكات منذ اليوم الأول للحرب في السودان.
- بعد مرور أكثر من ثلاث أشهر على الحرب بالسودان، كيف يمكن وصف وضع الوضع بالحديقة الآن؟
- نعاني بشدة منذ بداية الحرب وحتى الآن، وتواجهنا مخاطر كبير ومشاكل مركبة، ولكننا الآن استطعنا التأقلم على هذه الظروف ونهتم بجميع الحيوانات.
- منطقة الباقير شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ هل هناك إصابات وسط فريق العمل والحيوانات؟
- نعم. سقطت أعداد كبيرة من القذائف داخل الحديقة مما أدى إلى ضرب أقفاص السلاحف والطيور والثعالب وهروبها جميعًا، والآن الحديقة خالية من الطيور والسلاحف والثعالب، وأيضًا ضُرب سياج الأسود. أما بالنسبة للفريق العامل فجميعهم بخير ولم يصب أحد بأذى، ولكن قبل عشرة أيام استُهدفت الحديقة بصاروخ في الجزء الشمالي أدى إلى إتلاف جزء كبير من الحديقة يقدر بملايين الجنيهات، وحرق عدد كبير من الأشجار التي كانت مصدر غذاء للحيوانات، وهناك إصابة في البطن لواحدة من لبوات الحديقة، وحتى الآن لم نستطع إجراء عملية جراحية لها، وهي حية تقاوم.
- في ظل هذه الظروف، كيف تصرفتم مع الحريق الذي اندلع بالحديقة؟
- استغرقت عملية إخماد الحريق يومًا كاملًا. ومنذ نشوب الحريق وحتى انتهائه كانت قوات الدعم السريع تتواجد في الحديقة بكثرة، ولم نستطع إطفاءه أو تصوير ما يحدث.
- هل تشكل الثعالب التي هربت من الأقفاص خطورة على الإنسان؟
- لا وذلك لأنها صغيرة جدًا، ولكنها ستقضي على الدجاج.
- بعد انقطاع المياه والكهرباء كانت هناك محاولة لنقل الحيوانات إلى مكان آخر، ماذا حدث في هذا الجانب؟
- جميع الإجراءات الإدارية جاهزة لنقل حيوانات الحديقة إلى دولة الأردن، والمشكلة التي تقف عائقًا أمام نقلها أن المنظمة التي تريد مساعدتنا طالبتنا بتصنيع أقفاص الحيوانات، وهي مكلفة وفوق طاقتنا.
- كم تبلغ عدد حالات الوفيات وسط الحيوانات بالحديقة منذ اندلاع الحرب بالسودان؟
- فقدنا ثلاثة من الأشبال التي ولدت أثناء الحرب، وضبعًا وببغاء وتمساح.
- ما مدى صحة الأنباء عن اصطياد الدعم السريع لحيوانات بالحديقة وأكلها؟
- قتلت قوات الدعم السريع أربعة من الغزلان وأكلتها، كما اصطادت واحدًا من صغار الإبل رميًا بالرصاص وأخذته لتناوله كوجبة. وقالوا إنهم سيأتون إلى الحديقة مرة أخرى لأخذ مزيد من الإبل.
- ما هي خسائر حديقة السودان للحياة البرية من الحيوانات منذ نشوب الحرب؟
- فقدنا حوالي (50) من حيوانات الحديقة، ورغم نقل عدد منها إلى "سوبا"، إلا أن قوات الدعم السريع اقتحمت المكان الذي نقلت إليه الحيوانات وتوفيت جميعها. وبلغ عدد حيوانات الحديقة (150) حيوانًا من أصل (200).
- كيف يمكن وصف الموقف الغذائي بالحديقة الآن؟
- الموقف الغذائي جيد؛ لدينا من الغذاء ما يكفي لأسبوعين قادمين. لكن نعاني من عدم استقرار التيار الكهربائي وعدم توفر سيارات لجلب المياه، ولا نستطيع توفيرها إلا بدفع مبالغ مالية. ونعمل على شراء الوقود من السوق الموازية بمبالغ باهظة.
- ما هي المخاطر التي تواجهكم الآن؟
- أكبر المخاطر التي تواجهنا تتمثل في استمرار انتهاكات قوات الدعم السريع، حيث يدخلون إلى الحديقة بين الفينة والفينة ويهددون العمال ويصطادون الحيوانات، ذلك بجانب صعوبة الحصول على نقود ورقية، بجانب البحث المستمر عن ترحيل للعامل المسؤول من شراء الغذاء.
- في الختام، هل لديك أي رسائل لأي من الجهات؟
- أوجه نداء للجيش السوداني وقوات الدعم السريع والقائمين على إدارة الحياة البرية بالسودان، وذلك لتوفير بيئة آمنة لفريق العمل والحيوانات وعدم مضايقتنا في الحديقة: دعونا نعمل في خدمة الحيوانات دون تعدٍ. ونطالب بمعاملة الحديقة مثل المرافق المحمية كالمستشفيات وغيرها.