تداولت الأسافير السودانية منشورًا لقي حظه من الرواج لموظف بمجموعة شركات دال الغذائية يقول فيه إنه تم فصله من عمله نتيجة لانتقاده ما يراه استغلالًا لجائحة الكورونا للإعلان لمنتج غذائي خاص بالمجموعة.
رأى الكثير منهم أن الشركة قد أخطأت بفصل الموظف وذلك بدلًا من أن تتراجع عن سياستها الترويجية التي يرون أنها تستغل فيها كارثة تحدق بالعالم
وكان المنشور سبب الفصل يحوي تقريعًا ونقدًا لكيفية تعامل الشركة مع الجائحة، إذ يقول فيه الموظف بشركة دال للألبان، إنه كان الأحرى بالشركة أن تقوم بدورها المجتمعي وأن تدعم القطاع الصحي في السودان بدلًا من استغلال الجائحة العالمية لدعوة الناس لاستهلاك منتجها. المنتج الذي تروج له الشركة في الإعلان موضع الانتقاد بأنه يعمل على تقوية المناعة لما يحتويه من معادن حسب الإعلان المنشور على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
اقرأ/ي أيضًا: احتجاجًا على لائحة داخلية.. عمال مياه الخرطوم يهددون بالتوقف عن العمل
ليأتي بعدها الموظف المذكور موضحًا في منشور آخر أنه قد تلقى للتو خبر فصله من عمله نتيجة لانتقاده سياسة الشركة الترويجية في استغلال الكارثة الصحية للكسب المادي والترويج لمنتجاتها.
وتعتبر مجموعة شركات دال للصناعات الغذائية واحدة من أكبر المجموعات في السودان ان لم تكن الأكبر والأوسع انتشارًا على الإطلاق، بمنتجاتها المتنوعة ونشاطاتها التجارية الواسعة، إذ تعمل المجموعة في مجالات إنتاج وتصنيع وتوزيع المنتجات الغذائية ذائعة الرواج وعلى رأسها منتجات الألبان ومشتقاتها، وهو القطاع الذي يعمل فيه الموظف الذي تم فصله، وهو القطاع الذي أصدر الإعلان موضع الانتقاد.
وقد لاقى الخبر رواجًا في الأوساط السودانية بمواقع التواصل الاجتماعي حيث تضامن عدد كبير من المستخدمين مع الموظف المفصول، ورأى الكثير منهم أن الشركة قد أخطأت بفصل الموظف وذلك بدلًا من أن تتراجع عن سياستها الترويجية التي يرون أنها تستغل فيها كارثة تهدد ليس فقط السودان بل العالم أجمع، مستشهدين بشركات محلية وعالمية بادرت بنشر الوعي بطرق انتشار المرض والوقاية منه في مساحاتها الإعلانية والترويجية.
اقرأ/ي أيضًا: نجاح اليوم الأول لإضراب ديوان الضرائب
وقد انتظم في السودان عدد كبير من المبادرات الطوعية الفردية والجماعية التي تعمل على نشر الوعي بطرق انتشار المرض والوقاية منه، وذهب البعض حتى لإنتاج المعقمات والمطهرات محليًا وبالجهد الذاتي لمواجهة شحها وارتفاع أسعارها في الأسواق، وهو الأمر الذي كان قد حذر منه وزير الصحة السوداني الدكتور أكرم علي التوم وتوعد الذين يستغلون الأزمة لمصالحهم المادية بإجراءات قاسية.
وقد سجل السودان حتى الآن عدد حالتين مؤكدتين للإصابة بكورونا، بينما يرفل عدد من المواطنين في الحجر الصحي والعزل المنزلي بسبب الاشتباه في إصابتهم بالمرض. وكان مجلس الأمن والدفاع السوداني قد أعلن الاثنين الماضي حالة الطوارئ الصحية بكامل أرجاء البلاد؛ حيث أمرت السلطات بإغلاق الحدود والمعابر والمطارات، ومنعت التجمعات والتظاهرات، وطالبت المواطنين بالبقاء في منازلهم قدر الإمكان وتجنب الازدحام واتباع إرشادات وزارة الصحة، تحسبًا للجائحة العالمية التي ضربت جميع أنحاء المعمورة.
القطاع الصحي في معظم الدول الأفريقية ضعيف جدًا، وسيتم إنهاكه بسرعة في حال تزايد توافد الحالات التي في حاجة للمتابعة اللصيقة والرعاية الصحية الفائقة
الجدير بالذكر أن رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كان قد صرح بأنه وعلى الرغم من قلة عدد الحالات في أفريقيا جنوب الصحراء حتى الآن؛ فإن على أفريقيا الاستيقاظ والاستعداد للأسوأ في مواجهة كورونا، خصوصًا أن القطاع الصحي في معظم الدول الأفريقية ضعيف جدًا، وسيتم إنهاكه بسرعة في حال تزايد توافد الحالات التي في حاجة للمتابعة اللصيقة والرعاية الصحية الفائقة، الأمر الذي سيكون صعبًا توفيره لأعداد كبيرة من المرضى في حال انتشار المرض بسرعة عالية، كما حدث في النموذج الإيطالي مع وضع الاعتبار للفروقات في القدرات البشرية والمادية بين معظم الدول الأفريقية وإيطاليا، التي انهار نظامها الصحي في مدى أيام وتمر بكارثة صحية غير مسبوقة.
اقرأ/ي أيضًا:
الصحة العالمية: ضعف البنية التحتية ونقص الأطباء يضع السودان تحت خطر كورونا
كورونا تغلق السوق الإفرنجي لأسبوع كامل