18-مارس-2020

كان لأهل السوق الأفرنجي مشاركتهم في مختلف مراحل ثورة ديسمبر (فيسبوك)

أطلق التاجر السوداني الذي يعمل بالسوق الأشهر في السودان "السوق الإفرنجي" وسط العاصمة عاصم عبد الله، مبادرة لإغلاق جميع المتاجر التي تعمل في السوق لأسبوع، بغرض تفادي الإصابة بفيروس كورونا الجديد والالتزام بموجهات الحكومة لمجابهة الفيروس، والتي تبدأ غدًا الخميس وتستمر حتي نهاية الأسبوع المقبل.

أوضح عبد الله أن المبادرة وجدت قبولًا وحماسًا كبيرين وسط أصحاب المحلات التجارية، الذين أعلنوا تأييدها وتنفيذها تزامنًا مع انطلاقتها

ويكتسب السوق الأفرنجي أهمية اقتصادية كبيرة، لكونه السوق الموازي الأكبر لبيع العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، وتعتمد عليه الحكومة في شراء "الدولار" حال عجز بنك السودان المركزي عن توفيره لشراء السلع الاستراتيجية من وقود ودقيق ودواء. 

اقرأ/ي أيضًا: السودان يتوقع تأثر أسواقه بسبب فايروس كورونا وقلق بين شركات التأمين

وقال صاحب محل "نعمة موبايل" عاصم عبد الله، لـ "ألترا سودان" إنه خاطب المصلين اليوم في صلاة العصر بالمسجد الكبير للدعوة للمبادرة التي تهدف لإغلاق السوق لمدة أسبوع، لكبح جماح انتشار "كوفيد19" القاتل، مشيرًا إلى أنهم أبدؤوا ترحيبهم واستعدادهم لتنفيذ المبادرة، متوقعًا استجابة واسعة منذ الاطلاق إلى آخر يوم فيها، ويضيف :"نحن مجموعة من أصحاب المحلات نعمل جنبًا إلى جنب لإنجاح المبادرة".

وأشتهر "الإفرنجي" بالمتاجر العريقة في مجالات الأقمشة والأحذية والمستلزمات الفخمة والنادرة من الماركات العالمية، ومؤخرًا شهد السوق ازدهارًا بعد افتتاح عدد كبير من محلات بيع الهواتف الذكية، وقطع غيارها التي يعز الحصول على كثير منها في الأسواق الأخرى، كما يستوعب السوق مئات المحال التجارية التي تعمل في المجالات المختلفة.

ويتاخم السوق الأفرنجي الذي يتوسط العاصمة الخرطوم من الناحية الشمالية، القصر الجمهوري ومقر مجلس الوزراء وعدد من الوزارات الاتحادية والمؤسسات الحكومية المهمة، بجانب المجلس التشريعي لولاية  الخرطوم، ومن الناحية الجنوبية المسجد الكبير وعمارة الذهب، وهي أكبر سوق لشراء المعدن النفيس، ويتوسطه برج البركة الذي يضم محلات تجارية ومؤسسات مالية منها سوق الخرطوم للأوراق المالية.

اقرأ/ي أيضًا: كورونا يتسبب في تأجيل المؤتمر الاقتصادي فما هي خطة الحكومة؟

وأوضح عبد الله أن المبادرة التي ستدشن غدًا الخميس وتستمر لأسبوع وجدت قبولًا وحماسًا كبيرين وسط أصحاب المحلات التجارية، الذين أعلنوا تأييدها وتنفيذها تزامنًا مع انطلاقتها، وأضاف :"المبادرة وجدت تأيدًا كبيرًا ليس من أصحاب المتاجر فحسب، بل ثمة  جهات من خارج السوق أبدت موافقتها للمشاركة منها عمارة الذهب، و"السريحة" الذين يعملون في بيع العملات الأجنبية".

ويواجه السودان فيروس "كورونا" بإجراءات حاسمة أعلنتها السلطات المختصة عقب وفاة مصاب  بالفيروس قادم من دولة الإمارات الأسبوع الماضي. حيث أعلن مجلس الأمن والدفاع منذ يومين حالة الطوارئ بالبلاد، إضافة لإغلاق المعابر الجوية والبرية والبحرية لمدة أسبوعين، كإجراءات احترازية تفاديًا لتفشي "كورونا"، كما قالت وزارة الصحة بأن الوضع الصحي في السودان هش ولا يتحمل.

وتوقع عاصم عبد الله تأثير المبادرة على القوى الشرائية والإقبال، وأن الأمر سيلقي بظلاله بالأخص على قيمة العملات الأجنبية مقابل العملة الوطنية، وقد يفتح الباب أمام ارتفاع "الدولار" في حالة الإقبال الواسع، قائلًا إن إغلاق السوق الذي يضم  أكبر سوق موازي للعملات الأجنبية، من المحتمل أن يؤثر على تدني سعر الجنيه، كما أن إغلاق المحلات التجارية سيؤثر على الوضع التجاري بالسلب أو الإيجاب، لأن معظم زوار السوق من الأجانب أو السودانيين العائدين من الاغتراب.

تتدهور العملة الوطنية يومًا بعد يوم إلى أن وصل سعر شراء الدولار مقابل الجنيه "116"

ونفى وزير الصحة السوداني أكرم علي التوم في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، وجود إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، وفي ذات الوقت أعلن الوزير عن إخضاع "54" شخصًا للحجر والعزل الصحي بسبب الاشتباه في إصابتهم بالفيروس.

ويشهد السودان أزمة اقتصادية خانقة تحاصر الحكومة الاتقالية التي يقودها عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء منذ تقلدها في سبتمبر/أيلول الماضي، والعملة الوطنية تتدهور يومًا بعد يوم إلى أن وصل سعر شراء الدولار مقابل الجنيه "116" بحسب تجار في السوق الموازي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جنوب السودان يحظر السفر للبلدان المتأثرة بفيروس كورونا

وزارة الصحة: الإجراءات بشأن كورونا ضرورية والإشاعات كاذبة