11-يونيو-2024
تعاني النساء في إقليم دارفور والمناطق التي تشهد اشتباكات في العاصمة والولايات ظروف بالغة التعقيد (Getty)

أوضاع إنسانية قاسية يعيشها النازحون في إقليم دارفور

لليوم الثاني على التوالي لا تكون مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بمعزل عن القصف المدفعي الذي طال الأحياء الجنوبية والغربية ووسط المدينة في وقت مبكر من صباح اليوم.

يحفظ المواطنون في الفاشر أوقات القصف المدفعي

وأكد المتطوع في مركز سيد الشهداء خالد عبد الحميد آدم لـ"الترا سودان" تعرض الأحياء الجنوبية بالفاشر إلى قصف مدفعي عنيف صباح الثلاثاء.

وهدأت أصوات المدافع عند حلول الظهيرة حسب ما أفاد شهود عيان فيما تعيش المدينة وضعاً مزرياً.

ولم تفلح دعوات دولية لخفض التصعيد في مدينة الفاشر بين القوات المسلحة والقوات المشتركة التي تقاتل ضد الدعم السريع. ومن الناحية الميدانية فإن الدعم السريع لا تزال تحشد المقاتلين إلى تخوم الفاشر.

والسبت هاجمت الدعم السريع المستشفى الجنوبي واعتدت على الأطباء والعاملين والمرضى والمرافقين ونهبت الرواتب من مكاتب المستشفى الذي جرى تعليق العمل فيه إلى حين تحسن الوضع الأمني.

وأوضح الصحفي معمر إبراهيم من الفاشر، في حديث لـ"الترا سودان"، أن القصف المدفعي المعتاد والذي تمارسه قوات الدعم السريع من الناحية الشرقية إلى الأحياء الجنوبية والغربية توقف خلال الظهيرة.

وقال إبراهيم إن القذائف انهمرت على الأحياء المدنية، ويبحث الناس عن أجوبة عما إذا كان ممكناً وقف هذه العمليات التي تتكرر يومياً وتسببت في مقتل عشرات المدنيين منذ شهر.

دفعت الدعم السريع بآلاف المقاتلين إلى جبهة الفاشر خلال الشهرين الماضيين، وفرضت حصاراً عليها من ثلاثة اتجاهات، وانقطعت حيال ذلك قوافل السلع التجارية، كما لم تتمكن الأطراف من الاتفاق على صيغة لإدخال المساعدات الإنسانية.

وتثير هجمات الدعم السريع على الفاشر مخاوف المواطنين من وقوع آخر معاقل الجيش تحت سيطرة هذه القوات المتهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين في الجنينة والجزيرة والعاصمة الخرطوم وكردفان.

وكان المتحدث  باسم حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور - محمد عبد الرحمن الناير أكد، الإثنينن أن الآلاف يصلون يومياً من الفاشر إلى مناطق سيطرة الحركة وهم يواجهون نقص الغذاء والدواء والمعينات الأساسية للإيواء.

وحذر الناير من فقدان أرواح عشرات النازحين يومياً بسبب نقص الغذاء والدواء داعياً الضمير العالمي إلى التحرك قبل حلول الكارثة.

سيطرة الدعم السريع على الفاشر تجعل هذه القوات مستحوذة بالكامل على إقليم دارفور

ويدفع الأطفال ثمن  القتال والقصف المدفعي على أحياء المدنيين في الفاشر، إذ فارق ستة أطفال الحياة بسبب القذائف والقتال منذ يوم الجمعة حسب منظمة اليونسيف التي أكدت أن ذلك حدث بالتزامن مع توقف مستشفى الفاشر الجنوبي بسبب هجوم الدعم السريع.

كما إن سيطرة الدعم السريع على الفاشر تجعل هذه القوات مستحوذة بالكامل على إقليم دارفور الذي يتشكل من خمس ولايات، هي غرب وشمال ووسط وشرق وجنوب دارفور. وتجاور الولايات أربع دول، هي ليبيا وتشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى.

ورغم تمكن الجيش من الحفاظ على مدن مثل الفاشر وبابنوسة والأبيض من الوقوع تحت سيطرة الدعم السريع لأشهر طويلة وبعضها أكثر من عام، إلا أن الحصار الذي تفرضه الدعم السريع على الفاشر يحمل وفقاً للمراقبين عسكريين وجهات النظر المتعددة.

ويذهب مراقبون عسكريون إلى أن الدعم السريع بتنفيذها هجمات شبه يومية في الفاشر تود إنهاك القوات المسلحة والقوات المشتركة حتى لا تستخدم في القتال في مواقع أخرى.

بينما تذهب تحليلات أخرى إلى أن الدعم السريع تسعى للسيطرة على الفاشر لوضع إقليم كامل تحت سيطرتها، وهي ذات الاتهامات التي صدرت من حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أكثر من مرة: الدعم السريع تريد ولادة دولة جديدة غرب السودان استجابة لأجندة دول إقليمية.