02-سبتمبر-2020

(تلفزيون السودان)

لم يمنع نشر مدرعات عسكرية جوار مبنى التلفزيون السوداني المطل على شارع النيل بمدينة أمدرمان الضفة الثانية للعاصمة السودانية، من سرقة أقراص صغيرة كادت أن تعطل تغطية التلفزيون الحكومي لتوقيع اتفاق سلام السودان الإثنين الماضي.

مصدر هندسي: هناك خلل كبير في مبنى التلفزيون لأنه بلا كاميرات مراقبة

جاءت سرقة الأقراص في وقت متأخر مساء الأحد الماضي، أي قبل ساعات من تغطية التلفزيون لوقائع اتفاق السلام من العاصمة جوبا، ولم يتوانى مدير التلفزيون والإذاعة لقمان أحمد في وصف الحادثة بـ"التخريبية" بحسب بيان أصدره مساء الثلاثاء.

اقرأ/ي أيضًا: مستشار رئيس الوزراء: لم نبذل المجهود الكافي لضم عبدالواحد للسلام

ويقول أحد العاملين في التلفزيون إن "مبنى التلفزيون يعاني من خلل كبير في النظام الأمني الداخلي والرقابة الفعالة، والحادثة شبيهة بحوادث تكررت في عهد النظام السابق حيث وقعت حوادث سرقات للأجهزة والأقراص، والدوافع متعددة".

ويضيف المصدر الذي اشترط حجب اسمه لـ"الترا سودان": "مبنى التلفزيون بلا كاميرات مراقبة منذ (25) عامًا، وجميع ردهات التلفزيون من الأستوديوهات إلى المكاتب خالية من كاميرات المراقبة التي ترصد حركة الأشخاص وفق نظام المحطات الفضائية".

ويشير المصدر إلى أن التلفزيون يعاني من خلل كبير ووزارة الثقافة والإعلام لم تتدخل بالشكل المطلوب لتأهيله واعتمدت على منح خارجية شحيحة لتطويره، حتى الأخطاء التي وقعت أثناء نشرات الأخبار لا تعالج بالصورة المطلوبة.

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون #بيان_صحفي تعرض تلفزيون السودان لعملية تخريبية كبرى في الفترة...

Posted by ‎وزارة الثقافة و الإعلام‎ on Tuesday, September 1, 2020

وكان مدير التلفزيون لقمان أحمد قد أقال أحد الفنيين في شهر أيار/مايو الماضي بعد أن رفع أذان المغرب قبل موعده بخمسة دقائق.

وتابع المصدر: "بعض كاميرات التلفزيون معطلة ولا تتوفر بصورة دائمة، وأحيانًا يلجأ إلى كاميرات قناة النيل الأزرق، والسرقات في التلفزيون ليست جديدة حيث تعرض العاملون لسرقة المقتنيات الشخصية والأجهزة والأقراص، لأن التدهور الذي طال التلفزيون يحتاج إلى ثورة حقيقية من وزارة الإعلام".

اقرأ/ي أيضًا: اتفاق بين السودان وجنوب السودان على تنشيط اللجنة الفنية المشتركة للنفط 

وتعد حادثة السرقة للأقراص هي الثانية من نوعها فقد وقعت حادثة مشابهة في عهد النظام السابق في السنوات الأخيرة.

مصدر: الكروت التي سرقت لا يمكن نزعها من الأجهزة إلا من قبل أشخاص ذوي خبرة والحادثة وقعت قبل ساعات من نقل توقيع السلام

ويقول المصدر: "الكروت التي تعرضت للسرقة التي وصفها مدير التلفزيون لقمان أحمد بأنها عملية تخريبية موجودة في غرفة تحكم داخلية لا يدخلها أي شخص سوى المهندسين، وهي أقراص لا تستخدم إلا في المحطات الفضائية ولا يمكن بيعها حتى نقول إن دافع السرقة هو المال".  وأضاف المصدر: "سحب الكروت من الأجهزة يحتاج إلى أشخاص لديهم الخبرة".

ويوضح المصدر أن الحادث وقع مساء الأحد إثر نشرة الأخبار الرئيسية الساعة التاسعة بتوقيت السودان حيث عقب فراغ المهندسين والعاملين من تجهيزات البث المباشر لتوقيع السلام في جوبا.

وتساءل المصدر: "هل هناك من لديه مصلحة في عدم نقل توقيع السلام من جوبا حتى يعرقل مهمة البث في ساعاته الأخيرة ويعطله تمامًا لولا تدخلات المهندسين؟".

وأشار المصدر إلى أن مبنى التلفزيون يحتاج إلى إجراءات أمنية صارمة تمنع دخول الأشخاص عدا العاملين وضيوف البرامج والأعمال الأخرى.

وعلم "الترا سودان"، أن إدارة التلفزيون قررت تنظيم العمل في المبنى والتعاقد لتركيب كاميرات مراقبة، إلى جانب تشديد الحراسات على المبنى وتشديد الرقابة على دخول الأشخاص والزيارات، وتطوير المؤسسة بما يجعلها تقدم العمل الإعلامي بالصورة المطلوبة، والحرص على عدم تكرر حوادث سرقة الأقراص والكروت والأجهزة.

اقرأ/ي أيضًا: محامي شهير: "علي الحاج" سيحاكم بالقانون السوداني غض النظر عن جنسيته

فيما كشف مسؤول من لجنة تفكيك النظام وإزالة التمكين لـ"الترا سودان"، أن اللجنة تنتظر تقريرًا من وكيل وزارة الثقافة والإعلام الرشيد سعيد يعقوب.

مسؤول في لجنة تفكيك التمكين: اللجنة ستنظر في الأمر بناءً على تقرير وزارة الثقافة والإعلام لكن عناصر النظام موجودون في جميع أجهزة الدولة

وحول سؤال لـ"ألترا سودان" عما إذا كان التلفزيون يضم عناصر من النظام السابق أجاب المسؤول أن: "اللجنة ستنظر في الأمر بناءً على تقرير وزارة الثقافة والإعلام لكن عناصر النظام موجودون في جميع أجهزة الدولة والغرض من التفكيك إبعادهم".

اقرأ/ي أيضًا

وزارة الري تعلن استقرار منسوب النيل ومخاطر الفيضانات ترتفع شمال البلاد

جائحة كورونا مستمرة في السودان.. لكن هل فرض الوضع الاقتصادي نفسه؟