30-أغسطس-2020

سجلت أولى الحالات في آذار/مارس في السودان الماضي (Arab Weekly)

هل انتهى فيروس كورونا في السودان؟ للإجابة على السؤال يمكنك أن تلاحظ عودة الحركة إلى الشوارع واستئناف المتاجر عملها بجانب انخفاض انشغالات الرأي المحلي بالوباء العالمي، لكن ثمة إجابات صادمة لدى مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية، والذي حذر من أن الخطر لا يزال قائمًا من خلال حملة ينفذها منذ نيسان/أبريل الماضي.

المسؤول الإعلامي للحملة: مبادرات اجتماعية عديدة فشلت في الوصول إلى وزارة الصحة الاتحادية لرداءة الوضع الإداري داخل الوزارة 

ضرب فيروس كورونا السودان اقتصاديًا بشكل كبير، لدرجة تعطيل العديد من المشاريع التي كانت تأمل الحكومة الانتقالية أن تنقذها من الأزمات، مثل الكهرباء والدعومات الخارجية لتحسين موقف الجنيه السوداني.

اقرأ/ي أيضًا: إدارة التعليم الخاص لـ"الترا سودان": حسم مسألة الرسوم الدراسية نهاية الأسبوع

أما الشبكات الاجتماعية الفقيرة فقد نالت النصيب الأكبر من الآثار الجانبية للفيروس، سواء بإغلاق أنشطتها الصغيرة أو تسريح العمال من المؤسسات والقطاع الخاص وتخفيض الأجور، ورغم ذلك لا تزال المعاناة مستمرة ولم تنهها تدخلات حكومية بصرف مساعدات شهرية لحوالي نصف مليون عائلة بحسب وزارة العمل والتنمية والاجتماعية.

ولاحظت حملة أطلقته مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية من مقره بالخرطوم، أن انشغال الرأي العام بالفيروس انحسر لدرجة الاعتقاد أن الوباء رحل إلى الأبد كما يقول المسؤول الاعلامي للحملة، طلال نادر محجوب لـ"الترا سودان".

ويضيف نادر: "في الحملة التي بدأت في نيسان/أبريل الماضي، عزمنا على سد الثغرات بفريق من المتطوعين عمل في خدمة الرد على استفسارات المواطنين عبر الهاتف، وإجلاء العالقين من مطار الخرطوم ".

ويتابع نادر: "الاتجاه الثالث كان إنشاء منصة إلكترونية لربط الجماعات المانحة مع المجموعات التي تحتاج الدعم".

ويرى نادر، أن فيروس كورونا ظهر في وقت حرج للغاية في البلاد، مع تشكيل الحكومة الانتقالية وتلمسها خطواتها الأولى، حيث اصطدمت بظروف الجائحة وعطلت خططها، بالتالي انعكس الأمر على الاقتصاد.

اقرأ/ي أيضًا: الهيئة القومية للطرق تحذر مستخدمي طرق ولائية من الفيضانات

وبعد ثلاثة من عقود من حكم المخلوع وجد السودانيون أنفسهم أمام قطاع صحي شبه منهار، وقطاع صحي خاص أغلق أبوابه خوفًا من الفيروس الذي عطل العديد من المستشفيات في الفترة بين شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو الماضيين، وفقًا للتقارير التي نقلتها وسائل الإعلام.

ساهم المجتمع بشكل كبير في تخفيف الآثار الكبيرة لكوفيد-19 بتوزيع أقنعة الوجه أو توفير المعينات والمساعدات الغذائية

ويشيد نادر بالدور الاجتماعي الذي ظهر في التصدي لفيروس كورونا من خلال لجان المقاومة والمبادرات الشبابية والاجتماعية في توزيع معينات الوقاية من الوباء ومستلزمات الرعاية الصحية الأولية في بلد يفتقر لنظام صحي من الحد الأدنى.

ويعرب نادر عن قلقه من تأثير فيروس كورونا على الشبكات الاجتماعية التي تعتمد على المهن الصغيرة، مثل بيع الأطعمة والمشروبات والعمالة لأنها تضررت من الإغلاق الكلي بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو بشكل كبير، وأضاف: "بعض المؤسسات خفضت الأجور وبعض القطاعات أوقفتها نهائيًا".

ويشير نادر إلى أن حملة "سوا بنسلم" التي أطلقها مركز الأيام، تواصلت مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في حزيران/يونيو الماضي، لمعرفة وضع المجتمعات المتضررة من تداعيات كوفيد-19.

وتابع: "أبلغتنا الوزارة أنها قدمت مساعدات لـ(457) ألف أسرة بالمواد التموينية، وصرف معينات شهرية بقيمة ثلاثة آلاف جنيه، ورغم ذلك هناك قناعة لدى هذه الأسر أن المساعدات غير كافية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة".

ومع استمرار الإغلاق الكلي حتى تموز/يوليو الماضي، يبدو أن اعتقادًا ساد لدى الرأي العام المحلي بضرورة تخفيفه، واضطرت الحكومة إلى تخفيف القيود عن حركة الأسواق والمؤسسات الحكومية، واستئناف بعض الجامعات وتنظيم امتحانات شهادة الأساس في تموز/يوليو الماضي، فيما ينتظر تنظيم امتحانات الصف الثالث للمرحلة الثانوية، في 13 أيلول/سبتمبر القادم.

وربما لم تجد الحكومة مفرًا من تخفيف القيود، خاصة مع تدهور الوضع المعيشي ونقص الإيرادات الحكومية التي أثرت سلبًا على الموازنة بنسبة (42) % من إيراداتها لدرجة أنها اضطرت إلى تعديلها مطلع آب/أغسطس الجاري.

ويعتقد المسؤول الإعلامي لحملة "سوا بنسلم" طلال نادر محجوب، أن "بعض الدول تأقلمت مع الوباء وخففت القيود عن الإغلاق، لكنها أدارت الأزمة بشكل ناجح، أما السودان يعتبر اسوأ دولة تأثرت بجائحة كورونا في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والصحية".

ويضيف نادر: "هناك سؤال يطرح في أي دولة ما هو المخرج في ظل استمرار فيروس كورونا لوقت طويل، هل التأقلم وفك القيود أم الاغلاق وخسائر اقتصادية فادحة؟ أما في السودان الوضع معقد في البينة الاجتماعية وتدخل الدولة ضعيف".

وينتقد نادر  الوضع الإداري داخل وزارة الصحة السودانية، مشيرًا إلى أن العديد من المبادرات الاجتماعية واجهت صعوبات التنسيق مع الوزارة، لأن التغييرات الإدارية المستمرة، وعدم الاستقرار داخل المؤسسة عطل الاستفادة من المبادرات.

وتابع: "مبادرات عديدة كانت لديها الرغبة في تقديم المساعدات اصطدمت بعدم الاستقرار الإداري وعدم فاعليتها في إتمام الإجراءات اللازمة للمبادرات وتوجيهها إلى مواقع الخلل لسد الثغرات".

اقرأ/ي أيضًا: لجنة المعلمين تستبعد تأجيل امتحانات الشهادة السودانية

ويلقي نادر باللائمة على الإعلام الرسمي لعدم اهتمامه بالاستمرار في نشر الإرشادات الصحية لتفادي فيروس كورون،ا وكأن الفيروس رحل إلى الأبد. قائلًا إن آخر تنوير إعلامي قدمه وزير الصحة السابق أكرم علي التوم من منصة كورونا.

رغم فرض اللجنة العليا للطوارئ الصحية حظر التجول ليلًا في ولاية الخرطوم، لكن القرار وكأنه معطل

ورغم فرض اللجنة العليا للطوارئ الصحية حظر التجول ليلًا في ولاية الخرطوم، لكن القرار وكأنه معطل، حيث أصبح منسيًا في نظر طلال نادر محجوب الذي انتقد عدم استمرار النشاط الإعلامي الرسمي في تنوير الرأي العام، بخطورة الفيروس وضرورة اتخاذ التدابير الصحية والالتزام بحظر التجول.

اقرأ/ي أيضًا

صناعة ولاية الخرطوم: ضبط أسعار السلع ومراقبتها ضرورة ملحة

فوضى التطبيع تفتح النقاش عن مستقبل الانتقال الديمقراطي في السودان