09-سبتمبر-2020

هدم الفيضان آلاف المنازل في المدينة الصغيرة وقطع الطرقات (سوشيال ميديا)

تدخل مدينة طوكر جنوب شرق البلاد، أسبوعها الرابع وهي تعاني من فيضانات نهر بركة الموسمي الذي يصل المنطقة بين شهري حزيران/يونيو - أيلول/سبتمبر من كل عام، حيث أسفر الفيضان لهذا العام حتى الآن عن عدد كبير من الخسائر في الأرواح والممتلكات والمباني السكنية والحكومية بالإضافة لنفوق المواشي، كما دفن عددًا كبيرًا من الآبار ما تسبب في انعدام مياه الشرب، إلى جانب جرف المحاصيل الزراعية مما أحال المدينة الزراعية إلى قطعة أرض بور. 

الوضع كارثي في طوكر، ويواجه السكان صعوبة في مغادرة المدينة المنكوبة بسبب انقطاع الطرق

ويواجه السكان صعوبة في مغادرة المدينة بسبب انقطاع الطرق المؤدية إلى مدينة سواكن أو بورتسودان، وانهيار الجسر الوحيد الذي يربط المدينة بالعالم الخارجي.

اقرأ/ي أيضًا: نساء تحت حصار الفيضان

على ضوء ذلك أعلن والي ولاية البحر الأحمر، المهندس عبد الله شنقراي حالة الطوارئ في طوكر، حيث تم إعلانها منطقة كوارث طبيعية في الثالث من أيلول/سبتمبر الجاري، بأمر قرار الطوارئ رقم (10) لسنة 2020، حيث سبقت الطوارئ في طوكر إعلان الحكومة المركزيّة في الخرطوم حالة الطوارئ في كافة أرجاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر، وإعلان السودان منطقة كوارث طبيعية.

"التراسودان" تواصل مع الناشط المدني وعضو مبادرة طوارئ البحر الأحمر المهندس حسن حامد، والذي أفاد بأن الوضع في طوكر كارثي، وهناك ثلاث حالات وفاة وانهيار (8265) منزلًا ما بين انهيار كلي وجزئي، بالإضافة لعدد من المرافق الحكومية والمحلات التجارية.

عضو مبادرة طوارئ البحر الأحمر حسن حامد
عضو مبادرة طوارئ البحر الأحمر حسن حامد

ويضيف حسن،  أن أول خرق للجسر الترابي كان يوم 11 آب/أغسطس الماضي، وقبلها بأسابيع كانت قد تضررت المناطق المحيطة بمدينة طوكر، حيث أغرقت مياه "خور بركة" مناطق دولبياي، خوجلي، دوير ومرافيت.

وعن مساهمة الجانب الرسمي يوضح حسن، بأن هناك أخبار عن أن السلطات ستوفر تناكر للمياه وخيم بالإضافة لمساعدة المنكوبين في عملية الإجلاء، ولكن لم يحدث أي من ذلك، فما زال الناس يعتمدون على ذاتهم مشيًّا على الأقدام أو استخدام "الكارو" والدواب لكبار السن والنساء والأطفال.

ويقول النائب السابق عن منطقة جنوب طوكر "محلية عقيق" حامد إدريس: "أعتقد أزمة طوكر في الأساس هي نتاج عن إهمال،  لأن وعبر السنين  قبل موسم الفيضان وكما هو معلوم للجميع الدولة تقوم بعمل خطة الري ومراجعة الجسور لحماية  المدينة، لكن للأسف هذا لم يحصل ووصل خور بركة ووجد المدينة دون خطة ري أو حماية من قبل السلطات".

ويضيف إدريس، أن تهديد خور بركة للمدينة بدأ منذ بدايةآب/أغسطس المنصرم، ولكن حكومة ولاية البحر الأحمر لم تتعامل مع نداءات المواطنين ووجهاء المنطقة بجدية،  وتأخرت في تقوية جسر الحماية وتأخرت أيضًا في إرسال الآليات المطلوبة للعمل، وأصبح المجهود شعبي والمواطنون لم يألوا جهدًا في مقاومة الفيضان لأكتر من (20) يومًا، ليلًا ونهارًا  في التصدي لمنع خور بركة من الدخول للمدينة، ولكن للأسف انتصر عليهم وعلى إمكانياتهم البسيطة، لأنها متاريس بالجوالات المعبأة بالتراب، وكل العمل يدوي وبإمكانيات متواضعة في مقابل الفيضان الكبير.

ويلخص إدريس السبب في غرق مدينة طوكر في الإهمال الأولي بعدم وجود خطة ري وعمل حماية و مراجعة الجسور، بجانب غياب  التفاعل والتدخل المطلوب والعاجل من قبل حكومة الولاية في اللحظة الحاسمة.

 النائب السابق عن منطقة جنوب طوكر "محلية عقيق" حامد إدريس
 النائب السابق عن منطقة جنوب طوكر "محلية عقيق" حامد إدريس

ويصف إدريس الحال قائلًا: "الآن الوضع مأساوي، المدينة أصبحت  مدمرة بالكامل، وتنعدم فيها المواد الغذائية ومياه الشرب والدواء، ويفترش آلاف المواطنين الأرض ويلتحفون السماء، وكذلك ضاع الموسم الزراعي، وحتى اللحظة  استجابة الحكومة والمنظمات والاهتمام الإعلامي ضعيف جدًا .

ودعا  إدريس الحكومة للقيام بواجبها واستدعاء المنظمات لإنقاذ سكان طوكر  والموسم الزراعي.

اقرأ/ي أيضًا: "طوكر تغرق" بعيدًا عن الأضواء

ويتصل نداؤه للحكومة المركزية ومنظمات المجتمع المدني والخيّريين وأبناء المدينة لتدارك الموقف، ووضع تدابير واحتياطات تساهم في تلافي أضرار الفيضان الحالية، ودرء الأمراض المتوقعة في المرحلة التالية لانحسار الفيضان.

شرق السودان يعاني ككل الأقاليم الطرفية في السودان من الإهمال على جميع الأصعدة، وخاصةً في أوقات الكوارث

شرق السودان يعاني ككل الأقاليم الطرفية في السودان من الإهمال على جميع الأصعدة، وخاصةً في أوقات الكوارث، وهذا ما تعاني منه مدينة طوكر حاليًا. وبانقطاع طوكر عن مدينتي سواكن وبورتسودان، هذا يعني بالضرورة انقطاع كامل محلية عقيق التي تتصل بالولاية عبر مدينة طوكر، ما يعني استفحال الظرف الكارثي الذي تمر به المنطقة.

اقرأ/ي أيضًا

فيضان النيل.. أحلام تحت الركام

التبعات الاقتصادية للفيضان.. كارثة داخل الكارثة