08-نوفمبر-2020

(الترا سودان)

"أنا جنوبية، مولودة في مدينة الفاشر" بهذه العبارات عرفت لاعبة فريق الوسط جوزفين باتستا (22) عامًا نفسها، لتسرد لنا رحلتها مع كرة القدم النسائية، قائلة إن البداية كانت منذ المرحلة الابتدائية. إلى حين موعد تسجيلها في فريق سيدات نادي المريخ، واجهت فيها تحديات كبرى من المجتمع وموقفه من اللعبة للسيدات، لكنها اختارت التجاهل والمضي قدمًا في طريقها.

اقرأ/ي أيضًا: قادة السودان يهنئون الرئيس الأمريكي المنتخب ونائبته

المرأة وكرة القدم

كابتن الفريق: الكثير من فتيات النادي لاعبات جدد، لا يملكن بعد خبرة الميدان والتمارين الطويلة

ووفقًا للمياء فيصل (23) فأن علاقتها بكرة القدم، بدأت منذ شهر، لكنها تمارس الرياضة منذ سبعة سنوات على فترات متقطعة، لأسباب أكاديمية. واعترفت لمياء برفض المجتمع لهذه اللعبة، وقالت: "أنظر إليها، كنشاط رياضي عادي، لا يختلف عن كرة السلة والطائرة والسباحة"، تعدد لمياء الأسئلة اليومية التي تعترضها على شاكلة "ماذا بعد كرة القدم؟" "ما الفائدة من وراء ممارسة هذا النشاط؟" وأوضحت أنها تنظر إليها كهواية ومجال تعلق به قلبها.

وعن اختيارها لنادي المريخ، تقول إنها تركز على الفريق الجيد، والإدارة المسؤولة، والمجتمع الرياضي الذي تسوده أجواء الود والألفة. وقالت لـ"الترا سودان" إن صور الفريق النسائي نشرت قبل يومين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرضن لحملة عدائية من خلال التعليقات التي سببت لهن بعض الضرر النفسي.

أما كابتن الفريق فرح ختم عثمان (25) فبدأت ممارسة كرة القدم منذ نعومة أظافرها في دولة الإمارات، حيث كان والدها حكم دولي لمباريات كرة القدم، رافقته في الأندية ودخلت هذا المجال بحبٍ غير محدود.

وفي السودان، واصلت فرح مسيرتها لتواجه بتحديات، وصفتها بغير المستحيلة، وتقول: "الكثير من فتيات النادي لاعبات جدد، لا يملكن بعد خبرة الميدان والتمارين الطويلة".

هل تنتقص اللعبة من أنوثة المرأة؟

تؤكد فرح إن جزءً من فتيات الدوري النسائي بلغن عمر الأربعين، مع ذلك، ساهمت الرياضة في تحسين صورتهن، حيث لا تبدو آثار السنوات عليهن، وقالت هناك نساء لا يمارسن الرياضة، تطبعن بطبائع الرجال، وأخريات ماهرات رياضيًا وتظهر أنوثتهن، فلا علاقة للرياضة بمقياس الأنوثة من عدمه.

المدير الإداري لنادي السيدات: من المتوقع أن يخوض الفريق مباراتان وديتان خلال الشهر الجاري

رجال حول الزعيم.. شعار يثير القلق

لا تختلف المدير الإداري لنادي سيدات المريخ، رفقة أبو الخير في حب كرة القدم عن بقية اللاعبات، ارتبطت منذ نعومة أظافرها بهذا العشق الذي ظل لعقود حكرًا على الرجال، تقول لـ"ألترا سودان" إن علاقتها مع نادي المريخ السوداني، بدأت منذ تكون وعيها الأول في مرحلة التعليم ما قبل المدرسي، ونشأت بعد ذلك في منزل يعشق فريق المريخ.

اقرأ/ي أيضًا: مئات الإثيوبيين يحتجون أمام مفوضية اللاجئين طلبًا للحماية من حملات الشرطة

حدثتنا عن بدايات نشوء فكرة نادٍ للسيدات، وقالت إن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وجه بضرورة تكوين نواد لممارسة الرياضة الكروية للسيدات، بحسب رفقة، كان من المفترض أن ينشأ النادي منذ العام المنصرم، تماشيًا مع مساحات الحرية التي خلقتها ثورة ديسمبر المجيدة، لكن، لظرفٍ ما –إداري- تأجل المشروع، ليعود ويولد قبل شهر.

عقب ظهور فريق سيدات المريخ لكرة القدم، أثار شعار "رجال حول الزعيم" وهو اللقب الذي يحب عشاق المريخ إطلاقه على ناديهم، وهو الشعار المطبوع على أقمصتهن، الكثير من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر بعض المتابعين إن الشعار دلالة على انتقاص قيمة المرأة، وعدم تقبل وجودها بالكامل في المجال الرياضي، من جانبها، كشفت رفقة حقيقة الشعار بالقول إن هنالك مجموعة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي تحمل ذات المسمى، وتبرع أعضاء المجموعة بأقمصة حملت نفس الاسم، وأكدت أن نادي السيدات الرياضي يحمل شعار خاص به للمباريات الرسمية.

وأوضحت أن الرجال مسموح لهم بحضور التمارين الاعتيادية، ولا يوجد مانع في هذه القضية، أما المباريات الرسمية فمسؤول عن تنظيمها الاتحاد العام لكرة القدم السودانية. وقالت إن التمارين تجري بصورة راتبة أربع مرات أسبوعيًا، في أكاديمية الاتحاد العام لكرة القدم. إلا أن فريق السيدات لم يخض بعد مباراة رسمية، ومن المتوقع أن يخوض الفريق مباراتان وديتان خلال الشهر الجاري. وترى رفقة أن الخطوة تعد انتصارًا للمرأة السودانية، وستعمل بقية الأندية الكبرى على تكوين نوادٍ خاصة بالنساء، وترتيب مباريات نسائية رسمية.

المسؤول التنفيذي للجنة كرة القدم للسيدات: هناك مطالبات لجميع أندية الدور الممتاز بتكوين فرق خاصة بالنساء

تحديات تواجه اللعبة

في سياق متصل، قالت المسؤول التنفيذي للجنة كرة القدم للسيدات، بالاتحاد العام لكرة القدم السوداني غادة مبارك، إن هناك مطالبات لجميع أندية الدور الممتاز بتكوين فرق خاصة بالنساء، وتابعت، أن فريق هلال كادوقلي كان الوحيد منذ فترة من الزمن، تمكن من إنشاء فريق نسائي، وتقول أنه بفريق المريخ والرابطة كوستي ارتفع عدد الأندية النسائية. أما بخصوص التحديات التي تواجه الفرق النسائية تقول إن التحدي يكمن في تجميع اللاعبات المؤهلات، وتوفير المدرب المتمكن، وتدريب الكوادر الفنية والإدارية، وتحتاج اللاعبات للتدريب على القوانين وتحكيم اللعبة، إضافة إلى التعريف بتحديثات القوانين الجديدة. ووصفت الخطوات التي تتم في هذا المجال بالتقدم الملحوظ، ودعت لتكوين أكاديميات لتدريب النشء من صغار الفتيات.

اقرأ/ي أيضًا

الحرية والتغيير.. حاضنة أم حارقة سياسية

حقيبة مدرسية من صنع اليد في مواجهة قلة خيارات السوق