27-نوفمبر-2020

الصادق المهدي (عربي21)

شيع الآلاف رئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب الأمة وإمام طائفة الأنصار الصادق المهدي، من مطار الخرطوم حيث وصل جثمانه من الإمارات في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة بعد أن غادر إليها للعلاج من فيروس كورونا بعد أن أُصيب في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

محلل سياسي: عبد الرحمن الصادق هو الأقرب لخلافة والده في كيان الأنصار والحزب

وأقيمت جنازة رسمية للصادق المهدي (84) عامًا بمطار الخرطوم وتشريفة عسكرية بمشاركة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وأعضاء مجلس السيادة ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأعضاء حكومته التنفيذية إلى جانب مشاركة قيادات حزب الأمة.

اقرأ/ي أيضًا: لجنة التحقيق في فض الاعتصام: لجأنا للاتحاد الإفريقي لكنه فشل في مساعدتنا

وتوفي الصادق المهدي بدولة الإمارات التي نقل إليها مستشفيًا مطلع الشهر الجاري، إثر إصابته بفيروس كورونا.

وتحرك موكب التشييع من مطار الخرطوم إلى مدينة أم درمان ووصل إلى منزله بحي الملازمين ومن ثم جرى نقله إلى قبة المهدي التي تضم مقابر الأئمة الأربع لطائفة الأنصار.

وشارك في التشييع الآلاف وسار الموكب من الملازمين إلى قبة المهدي حيث أُقيمت عليه الصلاة وشوهد أبنائه اللواء بالجيش السوداني عبد الرحمن الصادق ومريم الصادق في شاحنة حملت النعش قبيل وصوله إلى قبة المهدي مرقده الأخير.

وبرحيل الصادق المهدي تنطوي سيرة طويلة للرجل الذي قام خلالها بتأليف عشرات الكتب حول قضايا السودان والعالم العربي كما كان مهتمًا بقضايا البيئة ومناهضة التطبيع مع إسرائيل.

ولم يعلن حزب الأمة وكيان الأنصار عن خليفة المهدي لكن شوهد ابنه الأكبر عبد الرحمن الصادق المهدي متقدمًا الحشود وهي إشارة إلى أن المهدي ربما أوصى بتسميته خليفة له خاصة وأن حظوظ مريم الصادق في تولي الخلافة في الحزب والطائفة غير كبيرة نظرًا لكونها سيدة قد لا يُحظى اختيارها بترحيب لدى كيان الأنصار، على الرغم من أنها الأكثر تأهيلًا وتعليمًا وثقافة وخبرة سياسية من شقيقها عبد الرحمن.

ويرجح المحلل السياسي بشير مكين في تصريح لـ"الترا سودان" خلافة عبد الرحمن الصادق لوالده باعتباره الأبن الأكبر، مضيفًا أن طائفة الأنصار عادة ما تختار الأبن الأكبر حال وفاة زعيم الطائفة.

واستبعد مكين اختيار مريم الصادق لخلافة الحزب وكيان الأنصار باعتبارها سيدة موضحًا أن حزب الأمة في نفس الوقت بحاجة إلى قدرات الصديق الصادق المهدي ومريم الصادق لبناء الحزب وحشد الجماهير في ولايات دارفور وكردفان وسنار باعتبارها مناطق نفوذ تاريخية للأنصار.

اقرأ/ي أيضًا: النظام الصحي.. انهيار كامل وأزمات متراكمة تفاقم معاناة السودانيين

وأضاف مكين: "حظوظ الصديق الصادق أيضًا كبيرة لتولي رئاسة الحزب لكن طائفة الأنصار قد تفضل عبد الرحمن لأنه يمتلك كاريزما ولديه قدرة على زعامة كيان الأنصار أكثر من الصديق الذي يغلب عليه الطابع الفكري".

وأردف المحلل السياسي بشير مكين: "يمكن أن يتم اختيار عبد الرحمن لزعامة الحزب وطائفة الأنصار ومن ثم تقسيم الأدوار داخليًا بتفرغ مريم الصادق والصديق الصادق لبناء الحزب فكريًا وجماهيريًا مع اختيار عبد الرحمن لزعامة طائفة الأنصار والحزب أيضًا".

اقرأ/ي أيضًا: لجنة المفقودين: لم نبدأ عملية نبش المقابر ولن نسمح بتدخل جهات حكومية

ومع تعدد الخيار لخلافة الحزب وكيان الأنصار وهي خيارات محصورة داخل بين أبناء الصادق المهدي، تبرز مقترحات أخرى بإمكانية فصل الحزب عن طائفة الأنصار وتسمية أحمد المهدي وهو من داخل عائلة المهدي إمامًا للأنصار واختيار مريم الصادق أو الصديق الصادق رئيسًا للحزب على أن يكون عبد الرحمن خارج حلبة المنافسة خاصة وأنه شارك في النظام البائد.

ويشير الباحث والمحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية الدكتور أشرف عثمان في حديث لـ"الترا سودان" إلى أن الصادق المهدي لم يهيئ قيادات بديلة له وأقرب من يتطلعون إلى خلافته المسافة بينهم وبين الإمام الراحل شاسعة من النواحي الفكرية والسياسية وقضايا الفقه والتجديد الديني.

ويقول عثمان إن حزب الأمة يمكن أن يختار مريم كرئيسة للحزب شريطة فصل كيان الأنصار عن الحزب واختيار أحمد المهدي من آل المهدي إمامًا لطائفة الأنصار.

أشرف عثمان: فصل الحزب عن الطائفة مسألة صعبة لكنها أفضل خيار على المدى البعيد

وأضاف عثمان: "إذا فصل حزب الأمة مساره عن الطائفة يمكن أن يتحول إلى حزب صاحب مشروع سياسي جديد وقد يدفع فاتورة مكلفة في مرحلة الفكاك من كيان الأنصار لكن على المدى البعيد قد يجني ثمارها السياسية خاصة وأن الخبرة السياسية لقيادات حزب الأمة تمتد لسنوات طويلة".

اقرأ/ي أيضًا

لقاء بين رئيس مجلس السيادة ورئيس الجبهة الثورية

حاكم وسط دارفور: مناطق بالولاية لم يصلها الدواء منذ عشرين عامًا