05-أبريل-2022
(Getty)

(Getty)

شتان ما بين السادس من نيسان/ابريل 2019 والذكرى الثالثة التي تصادف غدًا الأربعاء، ذكرى الانتصار التي انتهى إلى انقلاب عسكري يقاومه المتظاهرون منذ خمسة أشهر وخلفت نحو (93) شهيدًا.

في السادس من نيسان/أبريل 2019 كانت القوى المدنية موحدة وتمكنت من الوصول إلى توافق من الحد الأدنى تحت تحالف قوى الحرية والتغيير، واليوم تعد تنسيقيات لجان المقاومة هي التي تقود الحراك السلمي رافضة العودة إلى إئتلاف مع قوى الحرية والتغيير.

ورغم الاختلاف السياسي بين تنسيقيات المقاومة الشعبية وقوى الحرية والتغيير؛ إلا أن هذا الانقسام لم ينعكس على قوة الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري، إذ ينوي الآلاف التظاهر غدًا ضد المكون العسكري للمطالبة بالتنحي عن السلطة.

الصيام والطقس الحار من العوامل التي قد تؤثر على مواكب الغد

أما على الصعيد الميداني فإن العسكريين بعد الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عمدوا إلى إغلاق الجسور وتقطيع أوصال مدن العاصمة المثلثة، بينما كانت هذه الإجراءات غير متبعة قبل سقوط المخلوع وتمكن عشرات الآلاف من عبور الجسور في وضح النهار نحو القيادة العامة للجيش.

التكتيكات التي يتخذها العسكريون لشل قدرة الاحتجاجات الشعبية متنوعة، فمثلًا هناك إرهاصات عن قطع خدمة الإنترنت وربما المكالمات الهاتفية غدًا الأربعاء، رغم أن لجنة أمن ولاية الخرطوم تؤكد أنها تكفل الحريات الأساسية.

اقرأ/ي أيضًا: المقاومة بالجريف شرق تقيم إفطارًا جماعيًا في ذكرى الشهيد "ود عكر"

أما العوامل التي تصب في صالح الحراك السلمي، فمنها أن الكتلة الحرجة جاهزة للخروج غدًا الأربعاء بحسب قراءة سريعة للإعلانات التي صاحبت موكب السادس من نيسان/أبريل، وبرزت مقترحات بتحويل جميع الشوارع إلى اعتصامات بدلًا من التوجه إلى القيادة العامة ومقار الجيش أو القصر.

وهناك عامل قد يكون مؤثرًا وهو الصيام، و يصادف غدًا الأربعاء الخامس من رمضان وفي ظل درجات حرارة مرتفعة، فإن التكتيكات التي درج عليها المتظاهرون قد تتأثر بالصوم وارتفاع الحرارة.

ويقول عمر اسماعيل وهو عضو لجنة مقاومة في أم درمان لـ"الترا سودان"، إن الصيام لن يؤثر على كثافة الحشود، متوقعًا خروج عشرات الآلاف من السودانيين، وقال إن الوضع المعيشي والتردي الأمني يدفعان العديد لرفض حكم البرهان.

مبدئيًا حددت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم مبنى البرلمان وجهة متظاهري أم درمان، وشارع المطار وجهة لمتظاهري الخرطوم، وتقاطع المؤسسة وجهة لمتظاهري الخرطوم بحري.

تبدو هذه التكتيكات غير مفاجئة في ظل ترسانة عسكرية وأمنية متوقعة الساعات القادمة، بانتشار كثيف في الجسور والشوارع الرئيسية وإغلاق الطرق إلى القيادة والقصر.

ومن خلال المسارات التي حددتها تنسيقيات لجان المقاومة فإنها على ما يبدو آثرت عدم رفع السقوفات غدًا الأربعاء، مع الإبقاء على خطوط التراجع والعودة مرة أخرى إلى الشوارع الفترة القادمة.

وتقول رؤى وهي طالبة جامعية (20) عامًا في حديث لـ"الترا سودان"، إن الخروج للتظاهر أصبح مختلفا فالتفكير يختلف من جيل إلى جيل وأنا على ثقة أن جيلنا سيخرج غدًا لرفض سلطة القهر على حد تعبيرها.

وأضافت رؤى: "قد لا نكون الجيل الأكثر فاعلية في اسقاط النظام البائد لكننا أيضًا لن نسمح بعودة الحكم العسكري وبالنسبة لنا الخروج لن ينتهي غدًا بل هناك خطط قادمة لوضع الشارع ضد الانقلاب العسكري".

قبل ثلاثة أعوام حينما تمكن مئات الآلاف من السودانيين من تطويق القيادة العامة للجيش من كل الاتجاهات أعلنوا تنظيم اعتصام لاجبار الرئيس المعزول عمر البشير على التنحي ومع الاعتصام لم يأخذ المخلوع سوى خمسة أيام، ليعلن نائبه عوض بن عوف عزل الرئيس استجابة لإرادة السودانيين.

عوامل الاعتصام غير متوفرة ومن الصعب وصول آلاف المتظاهرين إلى القيادة العامة

لكن في الوقت الراهن عوامل الاعتصام غير متوفرة ومن الصعب وصول الآلاف من المتظاهرين إلى القيادة العامة او القصر أو أي مقر عسكري في ظل الإجراءات الأمنية الاستباقية التي درج العسكريون على تنفيذها.

وتشير التكهنات إلى أن الحشود ستملأ الشوارع في مدن العاصمة، وهي في نظرهم رسالة كافية أن التطبيع مع الانقلاب العسكري مرفوض.

وبرزت أدبيات الاعتصام بين قوى المقاومة الشعبية ونواتها من الشبان والفتيات في كانون الثاني/يناير الماضي قرب مستشفى رويال كير شرق العاصمة عشية مجزرة أدت إلى مقتل محتجين في بري.

وتكرر الاعتصام مرة أخرى قرب القيادة العامة في السادس من نيسان/أبريل 2019 وغدًا تعود الذكرى الثالثة للاعتصام، وقد لا يحدث الاعتصام لكن قادة الحراك السلمي يقولون إن جميع الشوارع اعتصامات مفتوحة لمناهضة الحكم العسكري.

اقرأ/ي أيضًا

محامو الطوارئ يكشفون عن ظروف قاسية يعاني منها المعتقلون في رمضان

تفاقم الأوضاع بصواردة في أعقاب تشغيل مصنع للتعدين