أقر نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" – أقر بأن انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 "كان خطأً"، مضيفًا أنه تبين له منذ اليوم الأول أن الانقلاب "لن يكون مخرجًا من الاحتقان السياسي" وأنه أصبح بوابة لعودة النظام البائد.
طالب قائد الدعم السريع عناصر النظام البائد بأن يرفعوا أيديهم عن الفتنة في المؤسسة العسكرية وفي أوساط المجتمع السوداني
وقال دقلو في خطاب للشعب السوداني من مقر قيادة قوات الدعم السريع في الخرطوم إن تبين هذه الحقائق دفعه إلى العودة إلى الصواب دون تردد. وزاد: "أرغب بصدق في الخروج من السلطة السياسية وتسليمها إلى سلطة مدنية انتقالية، وهو أمر تعاهدت عليه مع السيد الرئيس الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقيادة القوات المسلحة السودانية، ولن أعود عنه أبدًا".
ودعا دقلو إلى إنهاء العملية السياسية والوصول إلى حل سياسي نهائي. وأضاف دقلو في خطابه: "العملية السياسية قد تطاول زمنها، وحان الوقت لإنهائها والوصول إلى حل سياسي نهائي بصورة عاجلة تتشكل بناءً عليه سلطة مدنية انتقالية تقود البلاد". "ونعود نحن في المؤسسة العسكرية إلى ثكناتنا لنتفرغ لأداء مهام حماية حدود البلاد وأمنها وسيادتها" – أردف دقلو.
وقال قائد الدعم السريع إن الاتفاق السياسي الإطاري هو "مخرج البلاد من الأزمة الراهنة" وأنه "الأساس الوحيد للحل السياسي المنصف والعادل".
وجدد دقلو التزامه بمبدأ "الجيش الواحد" بحسب جداول زمنية يتفق عليها، وفقًا لما ورد في الاتفاق الإطاري. وقال دقلو إنهم "ملتزمون بالانخراط في عمليات الإصلاح الأمني والعسكري"، لتطوير المؤسسة العسكرية وتحديثها وزيادة كفاءتها وإخراجها تمامًا من السياسة والاقتصاد، وتمكينها من التصدي "الفعال" لكل ما يهدد أمن البلاد وسلامها – على حد قوله.
وقطع دقلو بأنه لن يسمح لعناصر النظام البائد بالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع. وأضاف: "جمعتنا مع القوات المسلحة خنادق القتال حماية للوطن وأمنه، ولنا معها عهود لن نخونها أبدًا".
وحول السلام الشامل، قال دقلو أنهم وقعوا على اتفاق جوبا لسلام السودان، لكنه لم يجد حظًا من التنفيذ –على حد قوله– لأسباب عديدة لم يذكرها. وأضاف: "لذا فقد جددنا العزم أن يكون الاتفاق السياسي النهائي مدخلًا لإحياء تنفيذ اتفاق السلام وإكماله مع الحركات الموقعة، وتنفيذ جميع بنوده لا سيما المتعلقة بعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم وتوفير الحماية اللازمة لهم".
وجدد دقلو دعوته إلى الحركات التي لم تنضمّ إلى العملية السياسية لتكون جزءً منها، مشيرًا إلى أن مستقبل تنفيذ السلام مرتبط بالاستقرار السياسي في البلاد وأنه لن يتحقق بسوى اتفاق سياسي نهائي يؤسس لحكومة مدنية تعكس آمال الشعب وتطلعاته – بحسب تعبيره.
وأكد دقلو في رسالة إلى المجتمع الدولي التزامهم في المؤسسة العسكرية بتعهداتهم التي قطعوها على أنفسهم بالخروج من السلطة السياسية وإنجاح العملية السياسية الجارية، ورغبتهم في "علاقات بناءة" مع الأسرة الدولية والإقليمية ونأيهم "التام" عن جميع أشكال العلاقات الخارجية التي تمس بالسلم والأمن الدوليين – وفقًا لقوله.
وطالب قائد الدعم السريع عناصر النظام البائد بأن يرفعوا أيديهم عن الفتنة في المؤسسة العسكرية وفي أوساط المجتمع السوداني. وقال: "اتركوا هذا الشعب ينعم بفترة انتقال سياسي مستقر يختار في نهايتها من يحكمه دون تزوير أو تزييف".
وأضاف في رسالته إلى عناصر النظام البائد: "لقد حكمتم هذه البلاد بغير وجه حق لثلاثين عامًا، قسمتم فيها السودان إلى بلدين، نشرتم فيها الفساد والاستبداد، آثرتم فيها الفتن القبلية والاجتماعية حتى ثار ضدكم الشعب وأسقطكم".
وفي ختام خطابه، أكد قائد الدعم السريع أنهم ماضون في مسيرة الحل السياسي الذي بدأ بالاتفاق الإطاري، متعهدًا بأنهم سيمضون فيه حتى آخر الطريق بثبات حتى يعود الاستقرار إلى البلاد. وزاد: "هذا عهد قطعناه وهذه كلمة نقولها لله وللتاريخ والوطن، ولن نتراجع عنها أبدا".
ويواجه الدعم السريع اتهامات بالضلوع في عمليات تنقيب "غير شرعي" عن الذهب بالتعاون مع مجموعة فاغنر الروسية في دارفور، مع تصاعد المطالبات بدمجه في الجيش من قوى سياسية وقيادات عسكرية.
ووصف الناطق الرسمي باسم مبادرة "نداء أهل السودان للوفاق الوطني" هشام الشواني – وصف الوضع الحالي لقيادة الدعم السريع بـ"المختل". وطالب بإكمال عملية إصلاحه ودمجه حتى لا يكون محل "استقطاب وتجاذبات" بين القوى السياسية وليصبح وحدة داخل القوات المسلحة السودانية – على حد قوله.