27-يونيو-2024

يعاني الملايين في السودان من نقص في الغذاء

قال خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع يستخدمان الغذاء كسلاح، ويتسببان في تجويع المدنيين.

دبلوماسيون: إنقاذ المدنيين في السودان لا يحظى  بالاهتمام الدولي

وقال الخبراء لوكالة أسوشيتد برس الأميركية: "حجم الجوع والنزوح الذي نراه في السودان اليوم غير مسبوق ولم نشهده من قبل".

وأدت الحرب إلى نزوح نحو عشرة مليون سوداني داخلياً وخارجياً حسب منظمة الهجرة الدولية، كما تسببت في توقف مشاريع زراعية ولم يجن المزارعون ثمار غرسهم بسبب تمدد رقعة الحرب إلى ولايات جديدة مؤخراً.

ولا يمكن للمدنيين في العاصمة الخرطوم التي تستعر فيها المعارك العسكرية منذ انخراط الطرفين في القتال منتصف نيسان/أبريل 2023، ممارسة الحياة بشكل طبيعي مع توقف المؤسسات العامة والأنشطة التجارية وخلو الشوارع من حركة المارة.

مدينة ود مدني وسط البلاد عاصمة ولاية الجزيرة التي كانت محط رحال السودانيين هرباً من معارك الخرطوم، تحولت هي الأخرى منذ 18 كانون الأول/ديسمبر 2023، عقب انسحاب مفاجئ للجيش بعد تقدم الدعم السريع، إلى مدينة خالية من مظاهر الحياة. وتعرض آلاف المدنيين إلى انتهاكات مريعة على يد قوات حميدتي التي تتهم بالبطش.

ومنذ اندلاع الحرب لم يتمكن المدنيون الفارون من المناطق الساخنة الخروج عبر ممرات آمنة على الرغم من توقيع الطرفين على اتفاق منبر جدة بالمملكة العربية السعودية في أيار/مايو 2023، بعد مرور أقل من شهر على الحرب.

وفشلت العديد من الهدن العسكرية التي وافق عليها الطرفان تحت إشراف منبر جدة في منح الممرات الآمنة للمدنيين. وعلى خلفية سيطرة الدعم السريع على أغلب مداخل ومخارج العاصمة الخرطوم، تعرض المدنيون إلى انتهاكات متفاوتة إما بالقتل في بعض الأحيان أو نهب المقتنيات الشخصية والسيارات والأمتعة وتهديدهم الرجال أمام الأطفال والعائلات.

ومع اقتراب الحرب من الشهر الخامس عشر لا يزال السودانيون على مرمى النيران في بعض المدن التي تندلع فيها المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع، كما لم تنج مدن مثل الفاشر من القصف المدفعي والحصار الذي تحكمه قوات حميدتي منذ أيار/مايو الماضي.

ومنتصف حزيران/يونيو الجاري ناشد مجلس الأمن الدولي الدول والمنظمات التي بذلت تعهدات للوفاء بها لسد النقص في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في السودان هذا العام.

وفي منتصف نيسان/أبريل الماضي وبالتزامن مع الذكرى الأولى للحرب في السودان نظمت فرنسا مؤتمراً إنسانياً، وتعهد المجتمعون بملياري دولار للمساعدات الإنسانية، ولكن لم تعلن عن تفاصيلها حتى الآن وعما إذا أوفى المانحون بالتعهدات أم لا؟

ويعبر دبلوماسيون سودانيون وناشطون حقوقيون عن قلقهم من عدم اتخاذ المجتمع الدولي تدابير كافية لحماية المدنيين في السودان، وسد النقص في الطعام مع فتك الجوع بالملايين لأسباب متفاوتة تتعلق بانعدام الممرات الآمنة لوصول شحنات الغذاء وهجمات الدعم السريع على المزارعين في الحقول، خاصة في ولاية الجزيرة.