08-أغسطس-2023
مريضة بالفشل الكلوي تخضع لغسيل الكلى بأحد مراكز الخرطوم

تأثر الخدمات الصحية جراء الحرب في السودان (Getty)

قال مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في السودان الدكتور نزار زلفو إن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس الإثنين، أدت إلى محاصرة مرضى الكلى والكوادر الطبية داخل مركز "الهجرة" بالخرطوم، وأسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص بطلق ناري من بينها إصابة في الفخذ وأخرى في الرأس لمريضين بالفشل الكلوي والثالثة في البطن لمرافق، مطمئنًا بأن حالتهم الصحية مستقرة.

مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى لـ"الترا سودان: نحتاج إلى (70) ألف غسلة في الشهر وفي حال لم تأتِ معونات حتى منتصف أغسطس سيموت جميع مرضى الكلى

وعن عن الوضع الصحي بعد وصول مراكز الكلى إلى حالة من العجز، يقول مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في السودان نزار زلفو إن الوضع "كئيب" والمخزون كان صفرًا، وما يوجد بالمراكز يكفي لمدة أسبوعين فقط، ولكنه استدرك قائلًا إنهم استلموا اليوم شحنة من خارج البلاد تحمل (16) ألف غسلة، لافتًا إلى أن هذه الشحنة بسيطة نسبة إلى حاجتهم في الشهر إلى (70) ألف غسلة. وكشف عن اتصالات مع منظمة الصحة العالمية ومع منظمة قطر الخيرية والهلال الأحمر الكويتي لتوفير غسلات، وفي حال لم تأتِ المعونات حتى 15 آب/أغسطس الجاري سيموت جميع المرضى – على حد قوله.

وأوضح مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في السودان أن المشكلة هي عدم توفر غسلات جاهزة عالميًا، وقال إن منظمة الصحة العالمية لا تعرف من أين ستوفر الغسلات.

وعن كيفية عمل المراكز في ظل الحرب الدائرة بالسودان، يبين د. نزار زلفو أن الأمر يعتمد على المركز وعدد الماكينات العاملة به، مضيفًا: "لم نحصل على معلومات دقيقة بشأن المراكز لعدم قدرنا على التواصل معهم. منذ أكثر من شهر لم نتمكن من رصد المرضى".

وبالسؤال عن تقليص عدد الغسلات للمرضى خلال هذه الفترة وتأثيره على حياتهم، أجاب زلفو بأنهم قلصوا الغسلات إلى غسلة واحدة في الأسبوع للمريض بدلًا عن غسلتين، مع زيادة الفترة الزمنية من أربع إلى ست ساعات، معللًا بأن "الغسلات قليلة جدًا". وأفاد زلفو بأن لتقليص الغسلات تأثير على صحة المريض، ولكنه أوضح أنهم يبذلون أقصى ما بوسعهم في هذه الظروف.

https://t.me/ultrasudan

وشكى مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى الدكتور نزار زلفو من عدم توفر ميزانية لدعم الكوادر الطبية العاملة في مراكز غسيل الكلى في ظل عدم صرفهم للرواتب خلال الأشهر الأربعة الماضية.

ونفى زلفو الأنباء المتداولة عن استعمال "أدوية منتهية الصلاحية" في بعض المراكز. وأضاف: "ليس هناك إمدادات من الأصل لكى تنتهى صلاحيتها، وما حدث أن أدوية نهبت من مخازن الإمدادات الطبية، وتباع حاليًا في بعض الولايات، ولكنها أدوية لزراعة الكلى وكان من المفترض توزيعها مجانًا".

وعن مدى الاستجابة للمناشدة التي أطلقها المركز لإنقاذ مرضى غسيل الكلى في السودان، يقول مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في السودان الدكتور نزار زلفو إن بعض السودانيين في دول تايلندا وقطر والسعودية بدؤوا في جمع مبالغ مالية، موضحًا أن هذه المبالغ بسيطة مقارنة باحتياجات المراكز، ولافتًا إلى أن تكلفة المركز القومي لثلاثة أشهر تبلغ (2.5) مليون دولار. وقال إن هناك استجابة أيضًا من منظمة قطر الخيرية والهلال الأحمر الكويتي ومنظمة الصحة العالمية.

وعن المخزون الدوائي لغسيل الكلى، قال زلفو إن جميع مخازن الإمدادات الطبية نهبت، موضحًا أنه لا يستطيع اتهام جهة، لكن المخازن تقع في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع – حسب قوله.

وبشأن أبرز الصعوبات التي تواجه المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في السودان، يقول زلفو إنهم يعملون بمركز "افتراضي" عبر "الإيميل" و"الواتس آب" والهاتف مع صعوبة الحصول على مكتب وفريق عمل، فليست هناك ميزانية متاحة لذلك – على حد قوله.

وعن حالات الوفاة وسط مرضى الكلى، أوضح مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في السودان الدكتور نزار زلفو أن جميع مرضى الفشل الكلوي في ولاية غرب دارفور البالغ عددهم (25) مريضًا توفوا، وأضاف أنهم لم يحصلوا على أرقام بشأن الوفيات في ولاية الخرطوم جراء ظروف الحرب، ولكن الوضع في بقية الولايات مستقر وليست هناك معلومات بعدد الوفيات – بحسب تعبيره.

وقال زلفو إن عدد مراكز غسيل الكلى في أنحاء السودان يبلغ (102) مركزًا، (50%) منها في ولاية الخرطوم.

وقال مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في السودان إن هناك صعوبة في رصد المراكز العاملة الآن، وأن القسم الوحيد الذي كان يعمل على الرصد في منطقة "كافوري" في الخرطوم بحري ولم يتمكن فريق العمل من الوصول إليه.

وكشف زلفو عن حصار المرضى والكوادر الطبية داخل مركز "الهجرة" بالخرطوم أمس الإثنين، جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع بالقرب من المركز، أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص بطلق ناري من بينها إصابة في الفخذ وأخرى في الرأس لمريضين بالفشل الكلوي والثالثة في البطن لمرافق، وحالتهم جميعًا مستقرة – وفقًا لإفادته. وأوضح زلفو أن مركز "الهجرة" خرج عن الخدمة وكان به نحو (25) ماكينة غسيل ويستقبل (75) مريضًا في اليوم.

مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى لـ"الترا سودان": عدد مرضى الكلى في السودان كان يبلغ ثمانية آلاف مريض قبل اندلاع الحرب

وقال مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى في السودان إن عدد مرضى الفشل الكلوي في السودان كان يبلغ ثمانية آلاف مريض قبل اندلاع الحرب.

وبشأن مناشدة لوزارة المالية الاتحادية بتوفير مبلغ (2.5) مليون دولار، قال الدكتور نزار زلفو إن وكيل المالية وعد بتوفير المبلغ ووجه الإمدادات الطبية إلى الاتصال بنكي الخرطوم وأم درمان الوطني لتوفير المبلغ.