شنّ الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، الدكتور كمال عمر عبدالسلام هجومًا على تحالف "التيار الإسلامي العريض"، متهمًا قيادته بأنها جاءت على نهج المؤتمر الوطني. وقال عمر في حوار خاص مع "الترا سودان"، بأن "بعير التيار الإسلامي العريض تمخّض فولد فأرًا"، وتابع: "قيادته جاءت بدون انتخابات أو شورى، بل بتعيين، وهؤلاء لم يتعظوا بتجربة المؤتمر الوطني". كاشفًا عن أن الصراع داخل المؤتمر الشعبي الهدف منه جر الحزب إلى التحالف مع العسكر والمؤتمر الوطني.
- هناك جدل وصراع وتيارات غير راضية عن الخط السياسي للحزب، وكذلك حديث عن انشقاقات داخل المؤتمر الشعبي؟
- أطمئن الساحة السياسية وعضوية المؤتمر الشعبي، وأقول بأن هذا الجدل مصنوع، وهو قديم منذ حياة الشيخ حسن الترابي، والقصد منه جر الحزب للتحالف مع العسكر ومع التيار الإسلامي العريض والمؤتمر الوطني، هذه الضجة يقودها عدد محدود هذا هدفهم، وهذه أشياء عفا عليها الزمن. ومنذ حياة الشيخ الترابي كان الموقف يتجه للأمام، والمنظومة الخالفة كتبها شيخ حسن على نهج يجمع كل السودانيين، وليس لها علاقة بالإسلاميين ولا الحركة الإسلامية، بل بالحركة الوطنية كلها، ونحن نمضي على هذا النهج بأمين عام منتخب في مؤتمر عام، وهم الآن يدّعون الشورى، ونحن في الأمانة العامة حتى الآن لم نطلع على قائمة التوقيع لقيام الشورى، ولذلك إذا أقاموا الشورى، ستكون على نهج المؤتمر الوطني في تزوير إرادة أعضاء الشورى، لكن الله سيحق الحق، وعضوية الشعبي واعية لما تفعل، وهذه زوبعة في فنجان.
الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي: الصراع داخل المؤتمر الشعبي بسبب وقوفه ضد التحالف مع الوطني والعسكر
- كيف تنظرون للمشهد السياسي في ظل التطورات الأخيرة؟
- المؤتمر الشعبي لديه مواقف سياسية راسخة لن يحيد عنها؛ لدينا موقف ضد الانقلاب، وماضون في تكوين مركز موحد ضده. والواضح أن الانقلاب يعمل لتكوين حاضنة سياسية تدعمه، لتشكيل حكومة انتقالية من بعض الرموز المحسوبة على النظام البائد، والانقلاب الآن يعمل بتنسيق مع النظام البائد، الذي لم يتعظ من تجربة السقوط. ونحن كحزب إسلامي مؤمن بالتحول الديمقراطي والحرية والديمقراطية؛ شركاء مع القوى السياسية كلها، وليس لدينا أي تحفظ حول العلاقة مع اليسار. وبالعكس، لدينا تجربة قديمة مع اليسار في تحالف قوى الإجماع الوطني. صحيح التجربة اعتراها بعض الوهن في المواقف الأخيرة، لكن هذه تجربة، ونحن حريصون أن نطورها لصالح الوطن.
- هل بينكم والحرية والتغيير واليسار تواصل أو تنسيق فيما يخص بناء مركز لمواجهة الانقلاب؟
- تحدثنا مع عدد من أحزاب الحرية والتغيير، وليس لديهم أي مشكلة معنا، بل وثمنوا مواقف الشعبي، وهذه تعتبر بادرة في تحسين البيئة السياسية والدستورية، ولدينا كذلك علاقة مع الجبهة الثورية بشقيها، مجموعة القصر والتي خارج القصر. والآن نعمل من أجل وفاق سياسي وتصور دستوري حول كيف يُحكم ما تبقى من الفترة الانتقالية.
- هل يمكن أن تتطور الاتصالات إلى تنسيق أو تحالف؟
- كل الاحتمالات واردة، لدينا علاقات ثنائية مع كل القوى السياسية، إلا من أبى، وهو حزب واحد أبى على استحياء، ولذلك يمكن أن يتطور التواصل لتحالف من أجل الديموقراطية.
كمال عمر: نسعى من أجل اصطفاف وطني من أجل التحول الديمقراطي
- التيارات الإسلامية الأخرى ترى في موقفكم شذوذًا عن الإجماع الإسلامي، خاصة بعد تكوين التيار الإسلامي العريض؟
- نحن ضد أي اصطفاف أيديولوجي، وهو أضر بقضية الاستقرار في السودان. الوثيقة الدستورية تشكلت باصطفاف أيديولوجي وأحدثت مشكلة، وقبلها الاصطفاف الأيديولوجي في الحوار الوطني أحدث مشكلة، نحن مع اصطفاف أهل السودان حول قيم الحرية والديموقراطية. ما يسمى بالتيار الإسلامي العريض تمخّض البعير فولد فأرًا، بالنظر إلى قيادته التي جاءت بدون انتخابات أو شورى، بل بتعيين، وهؤلاء لم يتعظوا بتجربة المؤتمر الوطني في...
- مقاطعًا.. من الذي عينهم؟
- لا ندري من عينهم، لكننا أصبحنا ووجدنا قيادة مكونة، وهناك شبهات حول انتماء التيار الإسلامي العريض للمؤتمر الوطني، ولذلك نحن ضده وماضون في تشكيل اصطفاف لكل القوى السياسية دون فرز.
- البعض يرى في قبولكم بوساطة الآلية ولقائكم فولكر بيرتس بأنه قبول بالتدخل الدولي؟
- المؤتمر الوطني هو من دوّل الشأن السوداني في نيفاشا، وأتى بالقوات الأممية في دارفور، وفرض علينا قبول المحكمة الجنائية في ملاحقة رموزه، لأنه أضعف بنية الدولة والمؤسسات العدلية والقضائية، ولذلك نحن مع البعثة الأممية لأننا طرف في الأمم المتحدة، وهي جاءت بناءً على طلب السودان، وجلسنا معها ولم نشعر بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية. هناك أزمة وقتل ونزاعات سياسية في السودان، والسودانيون فشلوا في أن يجلسوا مع بعض، وهذه البعثة تقرب وجهات النظر، ولا تفرض أجندة، وليس لديها نية عدائية ضد السودان، والعساكر أنفسهم شكلوا لجنة وجلسوا معها.
- الحوار المباشر سينطلق منتصف هذا الأسبوع، هل تلقيتم دعوة للمشاركة؟
- حتى الآن لم تأتِنا الدعوة لكنها ستصل، ونحن عامل أساسي في الحوار، وجلسنا مع الآلية وسلمناها رؤيتنا للحوار، وسنساعدها في جمع القوى السياسية. والآن نمضي لنتفق مع قوى سياسية تدخل الحوار على ورقة مشتركة، حتى يسهل اتفاق الأحزاب حول حوار يفضي إلى وفاق.
عمر: الآلية الثلاثية ليس لديها نية عدائية ضد السودان
- لديكم تفاهم خاص مع حزب الأمة القومي؟
- لدينا لجنة خاصة مع حزب الأمة القومي ولجنة أخرى مع الاتحادي الديمقراطي، وأحزاب أخرى. ورغم اعتقال وحبس الامين العام، لكن الحزب الآن يقوم بنشاط سياسي مكثف في الساحة السياسية.
- كيف تمضي محكمة مدبري انقلاب 1989؟
- محكمة الانقلاب مع احترامنا لها، لكن القضية سياسية منذ يومها الأول، ولا نريد التحدث عن القضية، لأنها أمام المحكمة ونحن واثقين من عدالتها.