28-سبتمبر-2023
أطفال في معسكر نزوح

نزح ملايين الأطفال مع أسرهم حيث يقيم بعضهم في مراكز إيواء في ظروف صعبة بالولايات الآمنة (Getty)

صورة قاتمة رسمتها منظمات إقليمية ودولية عن وضع الأطفال السودانيين جراء الحرب المستعرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في البلاد، ففي الوقت الذي يعيش فيه الأطفال أوضاع مأساوية وتنتشر فيه صور بعضهم مفقودين في الولايات المختلفة، يتساءل كثيرون عن دور مؤسسات الدولة المختصة في حمايتهم وخطواتها لتقليل آثار هذه الحرب عليهم. "الترا سودان" تحدث مع الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة حول هذه القضايا.

معاناة

في حديثه لـ"الترا سودان" د. عبدالقادر عبدالله أبوه الأمين العام للمجلس قال إنهم يهتمون بثلاث قضايا تتعلق بالاطفال، وهي "الرعاية والحماية والتنمية"، لكن في ظل الحرب الدائرة الآن فإن الأطفال يعانون على مستوى التعليم و الصحة، بجانب المعاش والحرب التي زادت من معدلات تشردهم ومشاكلهم الصحية من تقزم وسوء تغذية، وهي أمور في غاية الخطورة. 

د. عبدالقادر عبدالله أبوه: الآن هناك حوالي سبعة ملايين طفل متأثر من الحرب في الخرطوم وكردفان وإقليم دارفور

ويضيف د. أبوه: "في السابق كانت هناك حالات استغلال للأطفال وتجنيدهم، لكن ما ظهر من قوات الدعم السريع بدا واضحًا من استخدامها للاطفال وإجبارهم على القتال، وحتى من لم يتأثر بشكل مباشر يتأثر بالمشاكل الأخرى، فالآن هناك حوالي سبعة ملايين طفل متأثر من الحرب في الخرطوم وكردفان وإقليم دارفور".

إيواء

عدد من الأطفال يتم تداول صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي للتبليغ عن فقدانهم، وسط مطالبات أخرى بتوفير مساكن لهم بعد النزوح الكبير الذي شهدته البلاد. الأمين العام للمجلس قال في هذا الصدد: "للحكومة بشكل عام تدابير كبيرة ضمن خطتها مع الظروف التي يمر بها الأطفال -كما أسلفت- في قضايا الصحة والمعاش، فلذلك قمنا باستقبالهم في مناطق الإيواء بالشراكة مع عدد من القطاعات الحكومية في الولايات الآمنة، وتم ذلك بالتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية كالصليب الأحمر واليونيسيف. لكن ما يواجههم الآن هو المعاناة الكبيرة داخل دور الإيواء، فهي غير مؤهلة".

د. عبدالقادر عبدالله أبوه
الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة د. عبدالقادر عبدالله أبوه (سونا)

وأشار: "في المقابل، هناك عدد من الأطفال برفقة أسرهم في أماكن انتظار غير إنسانية كالمعابر مع دولة مصر، فهم يعيشون في حالة انتظار، بجانب مدينة أدري التشادية، فهناك آلاف الأطفال بحالة سيئة، وفي الجانب الآخر في الميرم في الحدود مع دولة جنوب السودان أيضًا".

دعاوى قضائية

الأمين العام عبدالقادر عبدالله أبوه أكد لـ"الترا سودان" أن هناك خطوات قانونية اتبعها المجلس في مسألة تجنيد الأطفال، وقال: "قمنا برفع دعاوى قضائية ضد قوات الدعم السريع في النيابة العامة السودانية، وعلى المستويات الإقليمي والعربي والإفريقي بعد إثبات تجنيدها للأطفال وإجبارهم على القتال".

وزاد: "الأطفال الذين سلمتهم القوات المسلحة للصيب الأحمر وعددهم (30) طفلًا، بعد عملية الفحص تبين أن (13) منهم يعانون من سوء تغذية وجفاف شديد، وتعرضوا لصدمات نفسية وهم بحاجة لرعاية طبية، وتم تسليمهم الآن لولاية كسلا ويتلقون العناية الخاصة توطئة لإعادتهم لأسرهم. المشكلة الأخرى تتمثل في تسبب قوات الدعم السريع في مقتل عشرات الأطفال وفقدانهم لذويهم، وهو ما يوضح العدد الكبير للأطفال المفقودين في ولايات كردفان الكبرى وإقليم دارفور، مع العلم أنه لا وجود لعمليات حصر دقيقة حتى الآن، لأنه من الصعوبة الحصر أثناء سير المعارك".

بانر الترا سودان