18-أبريل-2024

الحملة القومية ضد وباء شلل الأطفال ستستخدم إستراتيجية "من منزل إلى منزل" عبر الفرق الجوالة للتطعيم

تبتدر وزارة الصحة الاتحادية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، حملة قومية للسيطرة على المتحور الجديد لفيروس شلل الأطفال في السودان، حيث تنطلق الحملة من ولاية البحر الأحمر التي تحتضن العاصمة الإدارية المؤقتة، لتشمل عموم السودان.

رصد المتحور الجديد لفيروس شلل الأطفال في السودان أواخر العام الماضي

وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد رصدت المتحور الجديد لفيروس شلل الأطفال في ست عينات أخذت من مياه الصرف الصحي في بورتسودان أواخر العام الماضي.

وتحتضن بورتسودان مئات الآلاف من النازحين الفارين من ويلات الحرب، وغيرهم من المواطنين الذين يوفقون أوضاعهم في العاصمة الإدارية، والتي نقلت إليها العديد من الأعمال الكبرى مقراتها من العاصمة القومية الخرطوم التي تشهد عمليات حربية نشطة منذ عام.

ويتكدس العديد من النازحين في مراكز إيواء مؤقتة بالمدارس والمرافق العامة بولاية البحر الأحمر، في ظروف اكتظاظ توصف بأنها غير صحية وتنعدم فيها أبسط مقومات الحياة، وسط تحذيرات من انتشار الوبائيات.

وتنطلق الحملة القومية بتمويل من منظمتي الصحة العالمية واليونسيف والبرنامج القومي للتحصين الموسع، وتستهدف (198,067) من الأطفال حتى عمر خمس سنوات بولاية البحر الأحمر. وستستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وتستجيب الحملة لوباء شلل الأطفال كما تعمل على القضاء على نقص فيتامين (أ).

وفي تصريحات صحفية اطلع عليها "الترا سودان"، لفت مدير قسم التقصي بمنظمة الصحة العالمية، محمد الصادق، إلى أن النمط الثاني للمتحور الجديد لفيروس شلل الأطفال ظهر في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، وأعلنت السلطات الصحية عن الوباء في السودان في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ويصاحب الحملة برنامج القضاء على نقص فيتامين (أ) لعدد (1,780,262) من الأطفال، تشمل أطفال ولاية البحر الأحمر والنازحين من عمر ستة أشهر وحتى خمس سنوات، بذات فرق حملة شلل الأطفال، وعبر إستراتيجية "من منزل لمنزل"، وفق تصريحات د. محمد الصادق.

ومنذ اندلاع الحرب لم تقم أي حملة للتصدي لفيروس شلل الأطفال في السودان، وعملت وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، ترصد فيروس شلل الأطفال عن طريق البحث المكثف عن حالات الشلل الرخو الحاد، بجانب فحص مياه الصرف الصحي للكشف عن أي وجود للفيروس.

وتحذر منظمة الصحة العالمية من انتشار الوبائيات في السودان نتيجة للنزوح واللجوء في أماكن مكتظة دون مياه وغذاء والخدمات الصحية الأساسية.

وعلى خلفية الحرب الجارية في السودان، تم الإبلاغ عن العديد من الوبائيات، وعلى رأسها الكوليرا والحصبة وحمى الضنك والملاريا.

شلل الأطفال

وشلل الأطفال هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الجهاز العصبي للأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، ولكنه يصيب أي شخص غير ملقح أيضًا غض النظر عن العمر. ويؤدي مرض شلل الأطفال في بعض الحالات إلى شلل عضال، كما يتسبب في وفاة خمسة إلى عشرة بالمائة من المصابين جراء توقف عضلاتهم التنفسية. وتعلن السلطات الصحية وباء شلل الأطفال بمجرد رصد حالة واحدة.

وطبقًا لمنظمة الصحة العالمية، ينتقل فيروس شلل الأطفال عن طريق البراز والمياه الأطعمة الملوثة. ويشعر المصاب في الأعراض الأولية بالحمى والتعب والصداع والغثيان وتصلب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. ولا يوجد علاج لشلل الأطفال ولكن يمكن الوقاية عبر التطعيم، ويعتبر التطعيم الذي يؤخذ في عدة جرعات، آمنًا ويقي من المرض طوال حياة الشخص المطعم.