تجري وزارة الصحة الاتحادية في السودان، استعدادات لإطلاق حملة تطعيم لمواجهة متحور جديد لفيروس شلل الأطفال اكتشف في ست عينات أخذت من مياه الصرف الصحي في بورتسودان بولاية البحر الأحمر.
المتحور الجديد لفيروس شلل الأطفال في السودان رصد في ست عينات أخذت من مياه الصرف الصحي في محلية بورتسودان بولاية البحر الأحمر
وستطلق وزارة الصحة الاتحادية حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لمجابهة المتحور الجديد في نيسان/أبريل المقبل. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن متحور شلل الأطفال الجديد كان قد رُصد في ست عينات أخذت من مياه الصرف الصحي في المدة من أيلول/ سبتمبر 2023 إلى كانون الثاني/ يناير 2024 في محلية بورتسودان بولاية البحر الأحمر.
وأجرت وزارة الصحة الاتحادية استقصاءات ميدانية وتقييمًا للمخاطر لتحديد مدى انتشار المتحور الجديد لفيروس شلل الأطفال في السودان، وذلك بدعم من منظمة الصحة العالمية. وستجرى الحملة لمجابهة شلل الأطفال في البحر الأحمر وكسلا والقَضَارِف ونهر النيل والشمالية والنيل الأبيض والنيل الأزرق وسنّار، وهي ولايات تقع تحت سيطرة الحكومة القائمة في العاصمة المؤقتة بورتسودان، وسيتم اتباع نهج مختلف في بقية الولايات حسبما تسمح به الظروف.
وكانت السلطات الصحية في السودان قد أعلنت في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2022، تفشي تحور مختلف لشلل الأطفال من النمط الثاني في ولاية غرب دارفور، وكانت وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع الشركاء قد نجحت في توزيع (10.3) ملايين جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي في حملة قومية للتطعيم ضد شلل الأطفال في آذار/ مارس 2023.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان، لم تقم أي حملة للتصدي لفيروس شلل الأطفال، ولكن عززت الصحة الاتحادية بالتعاون مع منظمة الصحة واليونيسيف، ترصد فيروس شلل الأطفال عن طريق البحث المكثف عن حالات الشلل الرخو الحاد، بجانب فحص مياه الصرف الصحي للكشف السريع عن أي وجود للفيروس.
المديرة العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة الاتحادية في السودان، د. داليا الطيب أكدت الكشف عن المتحور الجديد والعمل على حشد حملة للاستجابة للفاشية من أجل ضمان حصول كل طفل دون سن الخامسة في المناطق التي يمكن الوصول إليها على لقاح شلل الأطفال، على أن يتبع ذلك خطط خاصة للمناطق التي يصعب الوصول إليها. وقالت في تصريحات نقلتها منظمة الصحة العالمية: "منذ تصاعد الصراع، عملت وزارة الصحة الاتحادية عن كثب مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف لوضع وتنفيذ خطة عمل وطنية للطوارئ بشأن شلل الأطفال".
يذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد حذرت من انتشار الوبائيات في السودان جراء النزوح واللجوء في مناطق مكتظة لا تتوفر فيها إمكانية الحصول على المياه والصرف الصحي والغذاء والخدمات الصحية الأساسية.
واستقبلت ولاية البحر الأحمر عشرات الآلاف من النازحين من مناطق الاشتباكات، لا سيما العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، ويعيش معظم النازحين في مراكز إيواء مكتظة في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية.
وأفاد القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، بيتر غراف في تصريحات سابقة، بأن الوضع في السودان بمثابة "عاصفة كاملة"، وقال إن "النظام الصحي لا يعمل بشكل جيد، وبرنامج تحصين الأطفال ينهار، والأمراض المعدية تنتشر".
وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد حذرت من "انفجارات وبائية" في السودان في ظل انقطاع الاتصالات، قائلة إنه قد تسبب في خفض عدد الولايات المبلغة عن الأمراض الوبائية إلى ست ولايات من جملة (18) ولاية، الأمر الذي يستدعي إيجاد بدائل للتواصل مع الولايات لمراقبة الأوضاع الصحية وتجنب الانفجارات الوبائية.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في نيسان/أبريل من العام الماضي، تفشت العديد من الوبائيات في السودان، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من (10) آلاف حالة كوليرا، وخمسة آلاف حالة حصبة، وحوالي ثمانية آلاف حالة لحمى الضنك، وأكثر من (1.2) مليون حالة سريرية للملاريا.