04-سبتمبر-2022
علم السودان

التطورات الجديدة تأتي في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية التي تقودها لجان المقاومة (Getty)

وصفت قوى الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي، حضور بعض ممن وصفتهم بـ"داعمي الانقلاب من المدنيين" لاجتماع الرباعية الدولية بمنزل السفير السعودي أمس، بأنه غير مفيد للعملية السياسية، مؤكدين بأنهم لن يكونوا طرفًا في اجتماع تشارك فيه هذه القوى المدنية.

وقال الناطق الرسمي باسم المجلس المركزي شريف محمد عثمان، إن المكون العسكري هو الذي نفذ الانقلاب وأن إجراءات إنهاء الانقلاب تكون بالنقاش مع منفذ الانقلاب. وأضاف عثمان في تصريح لـ"الترا سودان"، أن  المجموعات الداعمة للانقلاب هي عبارة عن واجهات الانقلاب وليس لديها القدرة على  إنهائه أو اتخاذ أي قرارات في أمر الانقلاب - حد قوله.

 الناطق الرسمي باسم المجلس المركزي لـ"الترا سودان": حضور أطراف من الداعمين للانقلاب من المدنيين غير مفيد للعملية السياسية والحرية والتغيير لن تشارك فيه

وتابع شريف عثمان في حديثه لـ"الترا سودان": "الحرية والتغيير حددت في وقت سابق أطراف الأزمة في الرؤية السياسية المقدمة للآلية الثلاثية، وحضور أطراف من الداعمين للانقلاب من المدنيين غير مفيد للعملية السياسية والحرية والتغيير لن تشارك فيه".

وحول قبول المجلس المركزي بمشاركة أطراف السلام من التوافق الوطني، يقول عثمان: "أطراف العملية السلمية الداعمين للانقلاب لديهم اتفاق سلام، والحرية و التغيير أعلنت موقفها من قضية السلام، وذلك باستكمال تنفيذ الاتفاق ومراجعته بموافقة الأطراف الموقعة عليه".

وأوضح شريف عثمان أن محاولات المكون العسكري لإغراق العملية السياسية بواجهات مدنية متحكم فيها تعيق مسار التحول المدني الديمقراطي، عبر تحكم العسكريين في هذه القوى المطيعة للمكون العسكري، وزاد: "لن يحقق هذا الأمر الهدف من إنهاء الانقلاب واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي، وتنفيذ قضايا الانتقال".

وقال الأمين العام لقوى الحرية والتغيير التوافق الوطني مبارك أردول، إن الصيغة التي قدمت عبرها الدعوة خطأ، لذلك لن تنجح في الوصول لنتائج إيجابية، وتابع أردول في تصريح لـ"الترا سودان"، بأن هذا هو النهج الذي اتبعه فولكر من قبل، عندما اعتمد الإقصاء في حواره الذي دعا له في فندق السلام روتانا بالتركيز على قوى محددة.

وأوضح أردول في حديثه لـ"الترا سودان"، أن الرباعية الدولية كذلك تمضي في ذات النهج،  ولن تكون هناك نتائج مختلفة. وأضاف: "الفكرة الاساسية هي أن أي حوار أساسه الشمول، لا أن يقوم على شكل جزئي وتمثل فيه قوى محددة، هناك كتل غائبة، وحتى وإن شاركت قوى التوافق الوطني سيكون المشهد ناقصًا. وهذا يخالف موقفنا الداعي لبناء حوار على شمولية الأطراف وتوسيع قاعدة المشاركة، وإذا قبلنا بالصيغة التي تطرحها الآلية الرباعية نكون قد تخلينا عن تصورنا ورؤيتنا، وهذا المنهج خطأ ولن يمضي للأمام مهما حاولوا ترقيعه".

ويرى أردول أن المراجعات التي قامت بها مجموعة المجلس المركزي هي فقط لذر الرماد في العيون، وليست موقفًا حقيقيًا ونقدًا لموقفهم أو إصلاح حقيقي. وأضاف: "قاموا بالمراجعات لأن هناك انتقادات وجهت لهم، لكنهم بعد التقييم والاعتراف بالأخطاء ذهبوا ليرتكبوا أخطاء جديدة، وليس هناك جديد".

يقول أردول بأن الواضح أن أي صيغة بها إقصاء لن تمضي للأمام، وأنه إذا أردنا الحل وتتوافق القوى المدنية؛ هذا هو الطريق، وغير ذلك الخيارات كلها مفتوحة. وتابع: "ربما يحدث تجاوز لهم، ولن تظل الخيارات متاحة دائمًا وفي متناول اليد".

وأشار أردول إلى أن المجلس المركزي يحاول أن يتذاكى على الناس في تسويق موقفه عبر الرباعية الدولية، متهمًا إياهم بأنهم من أفشلوا حوار فندق السلام روتانا، ووصفهم بأنهم هم القوى المعيقة للحوار، وأنهم بعد أن كانوا معيقين للسلام والديموقراطية، الآن  أصبحوا معيقين للحوار"، بحسب تعبيره.

 الأمين العام لقوى الحرية والتغيير التوافق الوطني لـ"الترا سودان": المجلس المركزي يحاول أن يتذاكى على الناس في تسويق موقفه عبر الرباعية الدولية

وفشلت أمس الآلية الرباعية الدولية المكونة من الممكلة العربية السعودية والممكلة المتحدة والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، في عقد اجتماع بين قوى الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي والمكون العسكري وقوى الحرية والتغيير مجموعة التوافق الوطني وأطراف السلام بمنزل السفير السعودي بضاحية كافوري بالخرطوم بحري.

وكانت الرباعية الدولية قد وجهت دعوات للقوى السياسية لمناقشة الأزمة وبحث سبل للخروج من المازق الذي تعيشه البلاد منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي عقب انقلاب الجيش، وإقصاء قوى الحرية والتغيير "المجلس المركزي" عن السلطة.