05-يوليو-2020

عالقون في لبنان

تتسع أزمة السودانيين العالقين في لبنان يوميًا على خلفية تأخر إجلائهم إلى البلاد، وتحولت الاحتجاجات أمام السفارة السودانية إلى اعتصامٍ دائم منذ أسابيع،  بينما رفضت السفارة التعليق على القضية، وقالت إن اللجنة العليا للطوارئ الصحية ترتب لإجلاء جميع العالقين.

أحد العالقين: عصابة محلية قتلت مواطنًا سودانيًا وقطعت جثته إلى أشلاء وألقت بها في مكب النفايات 

ويعتصم السودانيون أمام السفارة السودانية في بيروت منذ شهر، فيما أبلغ دبلوماسيٌ من السفارة "ألترا سودان"، أن جزءً كبيرًا من العالقين يقيمون في لبنان ويريدون العودة إلى السودان، أي أنهم غير مصنفين كعالقين.

اقرأ/ي أيضًا: وفد اتحادي رفيع المستوى يصل نيالا في طريقه إلى نيرتتي

 وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه: "نحن نرتب مع اللجنة العليا للطوارئ الصحية لمعرفة فتح المطارات حتى يتمكنوا من العودة، لكن في الوقت الراهن من الصعب إجلاؤهم، خاصًة وأن جدولة الطيران المدني لم تشمل لبنان ضمن الدول المدرجة لإعادة العالقين، لأن عدد  العالقين هنا ليس كبيرًا".

وتأزمت الأوضاع وسط العالقين بشكلٍ يدعو إلى القلق، وأكد أحد العالقين عثورهم على جثة مواطنٍ سودانيٍ في "مكب نفايات"، وذلك بعد تقطيع جسده بواسطة عصابة محلية في بيروت، وعندما أبلغوا الأمن العام تم القبض على الجناة، لكنهم قدموا رواية غير صحيحة بأن الضحية اعتدى عليهم لقتلهم.

كل شئ يشي بالمعاناة في شارع اعتصام السودانيين أمام السفارة في بيروت، حيث الوجبات الشحيحة والمياه التي تجلب بصعوبة بالغة، وحتى الأدوية غير متوفرة ويحصلون عليها بمشقة بالغة، طبقًا لرواية أسعد حسين (45) عامًا والذي يقيم في بيروت منذ ثلاثة أعوام.

 وقال حسين لـ"ألترا سودان" قررت أن أعود إلى السودان لأن الوضع هنا متدهور نسبة للضائقة الاقتصادية، حيث استغنت قطاعات كثيرة عن المئات من العمال، خاصةً مع انخفاض قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى اضطرابات اقتصادية واجتماعية عنيفة".

فيما نقل أحمد الحسن (38) عامًا وهو من المعتصمين أمام مقر السفارة السودانية في بيروت لـ"ألترا سودان"، صورةً قاتمة عن الوضع وسط العالقين والمعتمصين أمام السفارة، مشيرًا إلى أنهم يجمعون المال الشحيح لشراء الخبز والاقتسام فيما بينهم.

اقرأ/ي أيضًا: إجلاء هنود عالقين في السودان.. وبادرة إنسانية من السلطات الهندية

ويقدر عدد العالقين والمعتصمين أمام السفارة السودانية في بيروت بثلاثة آلاف شخص، بينما حاولت قوى الأمن اللبنانية قبل أسبوعين إنهاء الاعتصام لكن مفاوضات بين العالقين وضباط من الداخلية توصلت إلى تعيين دورية للشرطة قرب مقر الاعتصام لحمايتهم.

عالق: عينت الداخلية اللبنانية دورية شرطة لحماية المعتمصين أمام السفارة السودانية في بيروت بينما يغادر الدبلوماسيون بالباب الخلفي لتفادي لقاء المحتجين 

وقال الحسن: "الأمن اللبناني ووزارة الداخلية اللبنانية تفهمت وضعنا وعينت دورية على مدار الساعة لحماية المعتصمين، لكن السفارة السودانية أوصدت أبوابها حتى اللحظة ورفضت الاستماع إلينا وسربوا إلينا معلومات عن ضرورة دفع (350) دولار نظير عمليات الإجلاء، بالإضافة لدفع تذاكر الطائرة، لكنها حتى الآن مجرد معلوماتٍ شفهية، ولم يتحدث إلينا أي دبلوماسي من السفارة لأنهم من بقايا النظام البائد ويخرجون بالباب الخلفي لتجنب لقاءنا".

إعلان السفارة بتاريخ أربعة حزيران/يونيو
إعلان السفارة لحصر العالقين بتاريخ أربعة حزيران/يونيو

وناشد الحسن رجال الأعمال السودانيين والحكومة الانتقالية بحل مشكلة العالقين، محذرًا من أن الوضع في لبنان أصبح جحيمًا بسبب الأوضاع الاقتصادية وتابع: "حتى لو كان الوضع في السودان صعبًا في النواحي الاقتصادية، لكنه وطننا ونريد العودة إليه، ولكننا لا نملك سعر التذكرة فالأفضل أن لا تفكر السفارة في فرضه علينا".

ويوضح الحسن أن ثلاثة آلاف من العالقين يقيمون بشكلٍ دائمٍ أمام السفارة السودانية في بيروت، ويتقاسمون الخبز والمياه، وأوضاعهم بالغة السوء ومعقدة جدًا، ولا حل لها سوى إدراج العالقين في لبنان في رحلات العالقين التي وضعت قبل أسبوعين.

اقرأ/ي أيضًا: تاور يقيم دعوة عشاء لوفد الوساطة والثورية ويستمع لتنوير عن سير عملية السلام

وأضاف: "نحن مشردون حاليًا، جمعنا المئات من السودانيين من الأنفاق والجسور والشوارع الرئيسية في بيروت للإقامة أمام السفارة، لأن حياتهم تعرضت للخطر نسبة للاضطرابات الأمنية التي تمر بها لبنان في الشهور الأخيرة على خلفية الأزمة الاقتصادية والسياسية".

عين خطاب من السفارة معايير لتحديد العالقين، وحصر العالقين بالسياح، الطلاب، المنتدبين لفترة تدريبية، الموظفون والعمال الذين انتهت عقودهم ولزم ترحيلهم، ومخالفي الإقامة

وكانت السفارة السودانية بلبنان قد أصدرت خطابًا في الرابع من حزيران/يونيو الماضي لحصر العالقين في لبنان، حيث عين الخطاب معايير تحديد العالقين، حيث حصر العالقين بالسياح، الطلاب، المنتدبين لفترة تدريبية، الموظفون والعمال الذين انتهى عقدهم ولزم ترحيلهم، ومخالفي الإقامة. بينما لم يعتبر الخطاب من يحملون الإقامة السارية، ووثيقة اللجوء ضمن تعريف العالقين.

اقرأ/ي أيضًا 

ضبط شبكتي تهريب بحوزتهما أكثر من (6) كيلوجرامات من الذهب

وفاة متهم محبوس على ذمة تحقيقات فساد الموانئ البحرية بنوبة قلبية