19-فبراير-2020

من الضباط والجنود الذين حموا المتظاهرين (Getty)

منذ تسريب كشوفات الترقية والتقاعد التي أصدرتها القوات المسلحة أمس الأول الاثنين، والتي تضمنت تسريح عدد من الضباط الذين انحازوا للثوار، ودافعوا عنهم أمام القيادة العامة. توالت ردود الأفعال على الحدث، أهمها بيان الجيش أمس الثلاثاء، الذي وصف الكشوفات بالروتينية، والتي يتم إعدادها "بمهنية عالية"، حتى تصريح عضوي مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، وشمس الدين الكباشي عن بقاء الملازم أول محمد صديق بالخدمة.

على المستوى الشعبي لم تقلل اعادة الملازم أول محمد صديق للخدمة، من السخط الذي أعقب أخبار فصله، ولا زالبت الدعوات قائمة لتسيير مليونية احتجاجية ضد قيادة الجيش

رغم بيان الجيش الذي تحدث عن المهنية والاحترافية التي يتم بها إعداد الكشوفات، لم يجد الفريق شمس الدين الكباشي حرجًا في تبرير اعادة محمد صديق للخدمة بكون اسمه قد ورد هناك عن طريق الخطأ. أو كما قال الكباشي "لأن الأمر لم يكن يستوجب ذلك".  كما تحدث  الكباشي عن الجيش باعتباره مؤسسة تحكمها لوائح، مقللًا من أهمية وتأثير مواقف محمد صديق "التي توصف بالثورية" على حد تعبيره.

اقرأ/ي أيضًا: تطبيع البرهان.. تجاوز للصلاحيات وتآمر على الثورةتطبيع البرهان.. تجاوز للصلاحيات وتآمر على الثورة

على المستوى الشعبي لم تقلل خطوة إعادة الملازم أول محمد صديق للخدمة، من السخط الذي أعقب فصله، ولا زالت الدعوات قائمة لتسيير مليونية احتجاجية ضد قيادة الجيش، كما تداول النشطاء أسماء ضباط آخرين أقل شهرة تضمنتهم اللائحة، كانوا أيضًا من المنحازين للشارع قبل سقوط النظام.

منشور عضو مجلس السيادة مساء أمس الثلاثاء

وأعادت قضية الملازم أول محمد صديق وزملائه الجدل حول الجيش والشراكة المدنية العسكرية، وانتقد النشطاء ما وصوفوه بـ "ازدواجية المعايير" المتمثلة في قيام الجيش بدور سياسي صارخ، ثم فصل ضباط بحجة مخالفتهم للوائح العسكرية بالتعبير عن مواقف سياسية، هي نفس المواقف التي تقول قيادة الجيش أنها جاءت للدفاع عنها، مثل تطهير القوات المسلحة من فلول نظام البشير، وإعادة هيكلة الجيش السوداني ليصير جيشًا قوميًا محترفًا.

 

اقرأ/ي أيضًا: السودان.. "الانقلاب" ممنوع بأمر "الشعب" و"الديمقراطية" محروسة بإرادة الجماهير

وكان الجيش قد أصدر بيان تأييد للقاء سيئ السمعة بين رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء الاسرائيلي، رغم غرابة فكرة إصدار الجيش لبيان سياسي حول موقف مخالف للوثيقة الدستورية التي لا تتيح للبرهان القيام بأدوار متعلقة بالسياسة الخارجية. ويأتي فصل الضباط الذين تضمنتهم اللائحة، ليجدد المخاوف من اتجاه انقلابي داخل الجيش. ووصلت حالة انعدام الثقة بالجيش لدرجة ظهور منشورات تدعو لعدم التعاطف مع الضباط المفصولين، باعتبار كل العساكر غير جديرين بالثقة، ويذكر من يرددون هذا الرأي بكون البشير كان من الضباط الذين انحازوا لثورة نيسان/أبريل 1985 التي أطاحت بالمشير جعفر نميري.

ظهر الملازم أول محمد صديق نفسه على وسائل الاعلام متحدثًا عن ملابسات فصله، وتواصل الفريق أول البرهان معه، ذكر مع صديق أن البرهان قال أنه لم يطلع على الكشوفات، ولا يوافق على إدراج اسمه بها. وأرجع محمد صديق السبب في احالته للتقاعد بسيطرة مؤيدي نظام البشير على الجيش.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عزمي بشارة: مصلحة إسرائيل في وجود أنظمة دكتاتورية حولها وحجج التطبيع ممجوجة

الجيش يطرد "بطل الثورة" من الخدمة