حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تفشي أمراض في مراكز عبور الفارين من الحرب السودانية إلى جنوب السودان، لا سيما في ظل اكتظاظ هذه المعسكرات المؤقتة التي تعاني من شح شديد في الاحتياجات الأساسية بما في ذلك المياه النظيفة والغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
فر أكثر من نصف مليون شخص من السودان إلى جنوب السودان
وفر أكثر من نصف مليون شخص من السودان إلى جنوب السودان منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الجيش والدعم السريع في منتصف نيسان/أبريل 2023، معظمهم تركوا خلفهم كل ممتلكاتهم وأموالهم وفروا بلا وجهة محددة، ويقضون "أسابيع أو حتى أشهر في مراكز العبور وحولها ويكافحون من أجل البقاء في ظل ندرة المساعدات الإنسانية"، كما تقول أطباء بلا حدود.
ويتواجد موقعان للعبور في الرنك، حيث يعيش ما يقرب من (30) شخص في منطقة من المفترض أن تستضيف ما لا يزيد عن (12) شخص، أما موقع العبور في بلكات يستضيف خمسة آلاف.
وتدير أطباء بلا حدود عيادتين متنقلتين في الرنك منذ مايو/أيار وواحدة في بولوكات منذ يوليو/تموز لتوفير الرعاية الصحية الأساسية للعائدين واللاجئين والمجتمعات المضيفة. وتعالج العيادة المتنقلة في بولوكات وحدها حوالي (150) مريضًا يوميًا، وقد قدمت أكثر من (28) استشارة خارجية.
وحذرت المنظمة الإنسانية من أن الأزمة تتصاعد في بلكات والرنك، وقالت إنهما "من أكثر مواقع العبور ازدحامًا في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان". وأضافت: "تزيد الظروف المعيشية المكتظة وغير الصحية في مواقع العبور من خطر تفشي الأمراض".
رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان زكريا مواتيا حث المنظمات الدولية والسلطات على تعزيز المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة المتضررين من الأزمة. وقال في تصريحات صحفية اليوم: "نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في مواقع العبور في وقت يتوقع وصول المزيد من الأشخاص بسبب اشتداد القتال في السودان".
وأضاف: "الفجوات الحالية في المياه والصرف الصحي والنظافة تشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة".
ومنذ اندلاع الحرب في السودان فر أكثر من (10) ملايين من منازلهم، نزح أكثر من ثمانية ملايين منهم داخل البلاد، بينما عبر حوالي (1.7) مليون الحدود نحو دول الجوار، أغلبيتهم إلى تشاد وجنوب السودان.