في العاشر من آذار/مارس الجاري، قدمت الناشطة السياسية ساندرا فاروق كدودة البيان الأول لتدشين تحالف الخط الوطني، داعية إلى تكوين جبهة عريضة تضم كافة السودانيين دون مركزة الفعل.
يأتي تحالف الخط الوطني واضعًا نفسه في مقدمة الفعل السياسي المساند للدولة والجيش تحت مبررات الحفاظ على السودان من الانهيار
وبحسب ديباجته، تحالف الخط الوطني هو تحالف سياسي - برامجي، يضم مختلف التكوينات المجتمعية، والسياسية، والمدنية، والفكرية، التي تؤمن بوحدة السودان وسيادته واستقلاليته.
وتقول الديباجة إن التحالف يسعى لتكوين اصطفاف وطني شامل لأبناء السودان من أجل إيقاف الحرب ودرء آثارها والانطلاق بالوطن إلى فضاءات الحرية والسلام والعدل والتنمية. ويساند التحالف القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في الحرب ضد قوات الدعم السريع.
ساندرا كدودة التي تعد أحد عناصر تأسيس التحالف بررت توجهها بمساندة الدولة ووقف من يعلمون على هدمها عبر مجموعات مسلحة تقاتل عنها بالنيابة، وقالت إن هذا لا يعني التخلي عن أحلام السودانيين في الحكم المدني والديمقراطية ومحاسبة من أجرموا في حق السوداني، على حد تعبيرها.
وترفض ساندرا فاروق كدودة تسمية الدعم السريع بـ"القوات"، وتصر على تسميتها بـ"الميليشيا"، وتظهر رفضًا كبيرًا تجاه هذه القوات التي ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين. والتي أطلقت عليها اسم "ميليشيا الدعم السريع الإرهابية" في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر تحالف الخط الوطني.
كدودة مضت إلى أبعد من ذلك وقالت إن هناك حاجة إلى تكوين لجنة تحقيق في الإخفاقات التي حدثت خلال الفترة الانتقالية، سواء كانوا من العسكريين أو المدنيين، إلى جانب التحقيق في جرائم حرب ما بعد منتصف نيسان/أبريل 2023، حيث ارتكبت "ميليشيا الدعم السريع " جرائم ضد المدنيين.
يأتي تحالف الخط الوطني واضعًا نفسه في مقدمة الفعل السياسي المساند للدولة والجيش تحت مبررات الحفاظ على السودان من الانهيار، مع الوضع في الاعتبار أهمية بناء جيش موحد ومحترف، وفق البيان الذي قدمته ساندرا فاروق كدودة في مؤتمر تحالف الخط الوطني.
وتحدث "الترا سودان" مع أحد أعضاء مكتب تحالف الخط الوطني، والذي أدلى بتصريح مقتضب مع طلب عدم نشر اسمه لطبيعة التحالف الذي كُون حديثًا وما يزال يقوم بتوزيع المهام. ويرى هذا العضو أن تحالف الخط الوطني يضم كيانات سياسية واجتماعية وشعبية تتمسك بأهمية الحفاظ على الدولة السودانية من الانهيار بسبب الحرب التي تقف وراءها قوات الدعم السريع التي تعمل بلا هوادة على هدم البلاد من خلال الحرب.
ويقول إن التحالف لا يساند أي جهة سياسية، بل يعبر عن تطلعات السودانيين في الحفاظ على وحدة البلاد، ولذلك يرى التحالف أن مساندة القوات المسلحة واجب وطني في هذه المرحلة.
وأردف: "ينبغي الإشارة إلى أن التحالف يتمسك بالديمقراطية والحكم المدني في السودان حال انتهاء الحرب".
فيما يرى الباحث في الاقتصاد السياسي محمد كمال في حديث لـ"الترا سودان"، أن تحالف الخط الوطني الذي أسس حديثًا ربما يتمكن من تحقيق اختراق في إيجاد قوى مدنية ذات توجهات لديها مصداقية إذا قدمت الضمانات للسودانيين بأهمية الحكم المدني والتحول الديمقراطي. أي أن مساندتها يجب أن تكون من منطلقات لتحقيق أهداف كبرى مستقبلًا مثل الحكم المدني الرشيد والذي يحافظ على علاقة القوى المدنية مع الأطراف الدولية وفق مسافة معقولة.
وأردف: "مثل هذه التحالفات ضرورية لتعرية الانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، والتي وصلت حدود الجرائم ضد الإنسانية، ويجب أن تسلط الأجسام السياسية بمختلف الاتجاهات الضوء على الانتهاكات التي تقع خلال الحرب سواء من الجيش أو الدعم السريع".
باحث: مثل هذه التحالفات تواجهها تحديات التعامل مع النظام البائد الذي يقف على مسافة قريبة من المؤسسة العسكرية
وزاد كمال قائلًا: "التحديات التي تواجه مثل هذه التحالفات التي تضم تيارات من مختلف الاتجاهات تكمن في كيفية التعامل مع عناصر النظام البائد التي تقدم نفسها على أنها هي الأقرب للمؤسسة العسكرية.. أعتقد أن هذه القضية ستواجه تحالف الخط الوطني وعليه أن يكون مستعدًا للتعامل معها بقدر كبير من التفكير السياسي العميق".
وشددت ساندرا فاروق كدودة، وهي إحدى النساء اللائي قمن بتأسيس تحالف الخط الوطني، على أهمية الحكم المدني والتحول الديمقراطي عقب القضاء مهددات بقاء الدولة خلال الحرب الراهنة.