08-مارس-2024
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

أخطر الجيش الأمم المتحدة رسميًا عبر مندوب السودان موافقته على وقف إطلاق النار في شهر رمضان، الموافق الاثنين القادم 11 آذار/مارس الجاري، وذلك في أعقاب مناشدة من الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي قال إن قيم شهر رمضان يستدعي النظر إلى الأزمة الإنسانية وإيقاف المعارك وصولًا إلى سلام مستدام.

محلل دبلوماسي: الموافقة المشروطة على وقف إطلاق النار لن تكون ناجعة

وقال مندوب السودان في مجلس الأمن الدولي الخميس إن الجيش موافق على مناشدات أممية بوقف إطلاق النار خلال "مرحلة رمضان"، فيما قالت وسائل إعلام إن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قال في رسالة إلى الأمم المتحدة، إن التوصل لوقف الأعمال العدائية خلال رمضان مرتبط بـ"انسحاب قوات الدعم السريع من المدن ومنازل المواطنين".

 ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، طرفي النزاع في السودان إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، واحترام "قيم" الشهر بينما تتخذ الأزمة الإنسانية "أبعاداً هائلة".

 وقال غوتيريش: "بعد أيام قليلة يبدأ شهر رمضان المبارك. لذا أوجه اليوم نداءً من هذه القاعة، أدعو جميع الأطراف في السودان إلى احترام قيم رمضان، من خلال وقف الأعمال العدائية بمناسبة شهر رمضان".

 وأضاف: "هذا الوقف للأعمال القتالية يجب أن يؤدي إلى توقف القتال بشكل نهائي في جميع أنحاء البلاد، ورسم طريق محدد نحو السلام الدائم للشعب السوداني".

ولفت المسؤول الأممي إلى أنه "منزعج من الدعوات إلى تسليح المدنيين" في بعض ولايات السودان، ومن تطورات أخرى "تصب الزيت على النار، وتهدد البلاد بتجزئة أكثر خطورة، وبتفاقم التوترات الأهلية، ومزيد من العنف الإثني". كما انتقد "الهجمات العشوائية" التي تشنها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ضد المدنيين.

 ويعتقد المحلل الدبلوماسي محمد حسن أحمد، أن استجابة الجيش لدعوات الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في شهر رمضان، خطوة جيدة نحو بناء الثقة بين المجتمع الدولي والقوات المسلحة، وتعزيز فاعلية الجهود السلمية.

 وأضاف: "من الطبيعي أن يتم الالتزام بوقف إطلاق النار في السودان دون شروط مسبقة، أي إسكات البنادق طيلة هذا الشهر قد يمنح فرصة للفاعلين الدوليين والمحليين بدفع الطرفين المتحاربين نحو الإسكات الأبدي للبنادق".

 ويدخل أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة تصويت غير ملزمة بشأن وقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان.

 وإذا ما نجح المجلس في الحصول على قرار التصويت دون اعتراض، فإن ذلك قد يسمح بنقل الإغاثة إلى المدنيين خلال الفترة القادمة، وإنقاذ 25 مليون شخص في السودان من شح الغذاء.

 وقال الباحث في العلاقات الدولية أحمد الرشيد لـ"الترا سودان"، إن الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي الخميس طغت عليها توترات بين الدول الأعضاء نتيجة وجود تقاطعات في حرب السودان.

 ويرى الرشيد أن الطرفين قد يوافقان على وقف إطلاق النار في شهر رمضان، لكن لا يمكن اعتبار الموافقة المشروطة ناجعة، لأنها شروط تحمل قدرًا من التعجيز، لذلك لن تنجح مهمة مجلس الأمن في دفع الجيش والدعم السريع نحو وقف عدائيات أو وقف النار خلال شهر رمضان، لأن المجلس نفسه غير قادر على فعل شئ.