26-مايو-2022
مليونية 26 مايو (محمد حلفاوي - التراسودان)

مليونية 26 مايو (محمد حلفاوي - التراسودان)

تمكن آلاف المتظاهرين عقب عمليات كر وفر مع القوات الأمنية، من الوصول إلى شارع القصر، وتجاوزوا  سلسلة من الإجراءات الأمنية بدأت مع انطلاق الموكب في تقاطع باشدار جنوب العاصمة حيث أطلق رجال الأمن قنابل الغاز.

أُغلقت الأسواق الرئيسية وتعطلت المسارات المرورية وسط العاصمة 

ووصل موكب الخرطوم إلى شارع القصر، لأول مرة خلال شهر آيار/ مايو، مقاومًا الترسانة الأمنية التي كانت تمنع اقتراب المحتجين من شارع القصر، ويقول أعضاء الحراك السلمي، إنهم لجأوا إلى تكتيكات جديدة، وهو تعدد المسارات لإنهاك رجال الأمن.

ومنذ ثمانية أشهر، يتظاهر الآلاف ضد الحكم العسكري، الذي أطاح بالحكومة المدنية في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وإعلان قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إجراءات عسكرية، اعتبرها تصحيحًا لمسار الانتقال، بينما يقول المدنيون إن الجيش نفذ انقلابًا على السلطة المدنية، بتعطيل بنود الشراكة بين قوى الحرية والتغيير "مجموعة المجلس المركزي" والعسكريين في الوثيقة الدستورية.

تيليغرام

وقالت لجنة أطباء السودان، إن الاحتجاجات ضد الحكم العسكري، أسفرت عن استشهاد (96) في صفوف المتظاهرين، برصاص القوات الأمنية، خلال ثمانية أشهر، وإصابة نحو أربعة آلاف شخص، واعتقال العشرات من أعضاء المقاومة الشعبية.

ودرجت القوات الأمنية، على استباق تجمع المتظاهرين في "تقاطع باشدار" بإطلاق الغاز المسيل للدموع ونشر مدرعات زرقاء تطلق الغاز بكثافة عالية في شارع رئيسي يتخذه المحتجون من الأحياء مسارًا إلى "محطة شروني للحافلات".

وانطلق موكب الخرطوم، الذي جاء بدعوة من تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، من "تقاطع باشدار" و"حديقة القرشي" و"محطة جاكسون" وهي مسارات جديدة للتعامل مع التكتيكات الأمنية وضعها قادة الحراك السلمي.

واستخدم المتظاهرون، اليوم الخميس في الموكب الذي توجه إلى شارع القصر، شوارع متعددة، لإرباك القوات الأمنية إلى جانب اختراق التحصينات المتعددة حيث انتشرت مدرعات زرقاء، على طول الشارع المحاذي لمحطة القطارات من شروني، وصولًا إلى محطة جاكسون.

وأدت هذه التطورات إلى إغلاق سوق رئيسي في الخرطوم 3 متخصص في بيع الإطارات وقطع غيارات السيارات، كما خرج جسر الحرية من الخدمة المروية، جراء تحول هذا الموقع إلى منطقة مناورات لآلاف المحتجين لعبور الجسر نحو القصر الرئاسي.

وقالت مروة (25) عامًا، والتي شارك في التظاهرات لـ"الترا سودان" إن الخطط أٌستبدلت اليوم ونجحنا في الوصول إلى شارع القصر، لأن المواكب سارت بشوارع متعددة، وأربكت القوات الأمنية التي لا يمكن أن تغلق جميع المسارات نحو القصر.

وترى مروة أن الاحتجاجات تمر بحالة من الضعف، في بعض الفترات يعتقد الطرف الثاني، أنها انحسرت لكن هذا غير صحيح فالشارع عاد أكثر قوةً وتنظيمًا واستفادة من الأخطاء السابقة.

وتتزامن الاحتجاجات مع اجتماع للعسكريين مع الآلية الثلاثية، التي تضم بعثة الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة الإيقاد، وهي آلية معنية بتسهيل الحوار بين السودانيين.

وذكرت مصادر لـ"الترا سودان"، أن الاجتماع سادته روح إيجابية في تفهم أهمية الحوار بين السودانيين، وأبلغت الآلية العسكريين بضرورة تهيئة المناخ السياسي، وإلغاء حالة الطوارئ، والإفراج عن السجناء السياسيين، وأعضاء المقاومة.