منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان في نيسان/أبريل الماضي ما زالت حركة النزوح مستمرة من الخرطوم وعدد من الولايات غربي البلاد، جراء انعدام الأمن وسوء الخدمات. ويقدر عدد النازحين داخليًا بحسب إحصاءات الأمم المتحدة بأكثر من (3.8) مليون نازح. وبحسب تصريحات من مسؤولين في الولاية الشمالية تجاوزت مراكز الإيواء في الولاية (20) مركزًا.
يقول الخبير المجتمعي محمد علي لـ"الترا سودان" إن هذه الدورات التدريبية تساهم في تسهيل حياة النازحين في مراكز الإيواء في الولايات
ولتسهيل حياة النازحين في مراكز الإيواء في الولاية الشمالية، عقدت منظمتا "درء آثار الكوارث" و"أشرعة الأمل" بالتعاون مع مركز "سفن إستارز" دورة تدريبية باسم "إدراة مراكز دور الإيواء".
وأوضح رئيس منظمة "درء آثار الكوارث" الدكتور عبدالرحمن فقيري في تصريح صحفي لوكالة السودان للأنباء (سونا) أن الدورة جاءت من أجل الوقوف على المشكلات التي تواجه دور الإيواء والعمل على حلها من خلال تقديم الخدمات المطلوبة للوافدين بالمراكز.
وفي تصريح صحفي، أكد رئيس منظمة "أشرعة الأمل" الدكتور عادل عبدالرحمن ضرورة عقد مثل هذه الدورات التدريبية للمشرفين على مراكز الإيواء بالولاية، من أجل توضيح كيفية ملء استمارة الوافدين إلى الولاية جراء الحرب الدائرة في البلاد، لضمان حصرهم وتصنيفهم وتنظيم العمل وتقديم المساعدات والخدمات التي تتطلبها كل فئة.
وذكر أن المنظمة قدمت مساعدات لمراكز الإيواء في محليات حلفا ومروي ودنقلا، وتنشط في تقديم المساعدات في المجال الصحي إلى جانب العمل الإنساني.
ومن منظمة "درء آثار الكوارث" تحدث إلى "الترا سودان" اللواء أحمد أبو زيد، وأكد أن الدورة التدريبية استهدفت (20) مشرفًا من مشرفي مراكز الإيواء في الولاية الشمالية، لافتًا إلى أن الهدف من هذه الدورة هو صقل تجارب الشباب في إدارة المراكز بطريقة مثالية.
وبحسب أبو زيد، تأتي هذه الدورة ضمن سلسلة من الدورات قال إنها ستقدم في الولاية من خلال المنظمات المعنية، فيما جاءت هذه الدورة لتوطين المنظمات الوطنية في الولاية. ويوضح أنه وجد نفسه –جراء الحرب– منخرطًا في العمل في الإدارة التنفيذية للمنظمة بولاية دنقلا، بعد أن كان يعمل في الإدارة التنفيذية بالعاصمة الخرطوم.
وأضاف أبو زيد أن الدورة التدريبية قدمت "عصارة تجارب المنظمات العالمية النظيرة"، بالإضافة إلى تجاربهم الشخصية بعد أعوام عديدة قضوها في العمل الطوعي. وأشار إلى وجود أكثر من (20) مركز إيواء في الولاية عمومًا، فيما تشرف المنظمة على أربعة مراكز.
وتقول حنان مصطفى وهي إحدى المتدربات بالدورة لـ"الترا سودان" إن الدورة التدريبية امتدت يومين، وناقشت كيفية بناء الاستبانة الخاصة بمراكز إيواء النازحين، بدايةً من تصميمها ومرورًا بملئها وتفريغها وحتى تحليل البيانات. وأثنت هذه المتدربة على محتوى الدورة والتوقيت الذي أقيمت فيه، كما شكرت القائمين عليها.
ويقول الخبير المجتمعي محمد علي إن من شأن هذه الدورات التدريبية أن تساهم في تسهيل حياة النازحين في مراكز الإيواء، من خلال تنوير القائمين على دور الإيواء وتعزيز مهارات التواصل والاتصال مع النازحين والمنظمات المعنية بتقديم المساعدات، بالإضافة إلى زيادة الوعي المعرفي بالممارسات والإجراءات الصحيحة لإدارة هذه المراكز.
وبحسب هذا الخبير، تعمل هذه الدورات على تنمية قدرات الشباب، وتعد ملتقًى لتقديم أفكار مبتكرة، إلى جانب إتاحتها فرصة كبيرة للتعاون بين مراكز إيواء النازحين في المنطقة من جهة أنها تمثل حلقة وصل بين المشرفين على هذه المراكز.
وفيما يخص الإدارة المالية، يوضح الخبير المجتمعي محمد علي أن هذه الدورات تساهم في تحسين الإدارة المالية من خلال توضيح الطريقة الصحيحة لتخطيط الميزانيات وتتبع النفقات ومعرفة إدارة الموارد المالية للمراكز إدارة فعالة، بالإضافة إلى إعداد التقارير المالية إعدادًا دقيقًا.
وعمومًا يمكن لهذه الدورات أن تعزز بدرجة كبيرة مهارات الفرق النشطة في مراكز الإيواء، من خلال الاستجابة الفاعلة للتحديات التي تواجه النازحين.