أصبح استخدام عربة "الكارو" للانتقال بين القرى الواقعة جنوب ولاية الجزيرة رائجًا، لتعرض غالبية السيارات والشاحنات التي تخص المواطنين للنهب بواسطة الدعم السريع منذ سيطرتها على أجزاء واسعة من الولاية، نهاية العام الماضي.
"الكارو" وسيلة النقل التي أجلت كبار السن من مناطق سيطرة الدعم السريع جنوب الجزيرة
في القرى الواقعة على الحدود بين ولايتي الجزيرة وسنار جنوبًا، تعمل عربات "الكارو" في نقل المواطنين بين الأحياء، ولم يعد بالإمكان العثور على السيارات والشاحنات التي نُهبت تمامًا.
و"الكارو" عربة تقليدية تستخدم في السودان، خاصة في المناطق الزراعية، وهي عربة مكونة من أربعة إطارات أو اثنين، تقطرها الدواب وتستخدم لنقل المحاصيل الزراعية أيضًا.
تقول معزة من قرية فارس، وهي من الفاعلات في مناطق جنوب الجزيرة لـ"الترا سودان"، إن عربات الكارو تضع أسعارًا فلكية أحيانًا، وذلك عندما تكون المسافة بعيدة، لكن الناس مضطرون لدفع المال، وأغلبهم يفعل ذلك من أجل عملية الإجلاء لعائلته من منطقة إلى أخرى.
تضيف: "عندما هاجمت الدعم السريع القرى الواقعة غرب سنار، اضطر السكان للخروج من المنازل، ونُقل كبار السن بالكارو للإجلاء إلى مكان آمن، لم يكن هناك خيار آخر مع تخلي الجميع عن المواطنين، سواءًا المنظمات أو الحكومة".
وكانت لجان مقاومة ود مدني والحصاحيصا قالت إن الدعم السريع، نهبت آلاف السيارات التي تخص المواطنين والهيئات الحكومية والشركات، بجانب مشروع الجزيرة، وذلك منذ هجومها على الولاية منتصف كانون الأول/ديسمبر 2023.
ونهاية آذار/مارس الماضي أشرفت قوات الدعم السريع على تشكيل إدارة مدنية في ولاية الجزيرة، برئاسة صديق أحمد عثمان الذي صرح بأنه جاء بالانتخاب عبر المجلس المدني المكون من محليات الولاية (31 عضوًا).
مهمة الإدارة المدنية السيطرة على الوضع الأمني، وإعادة المواطنين إلى منازلهم ووقف الانتهاكات
وقال رئيس الإدارة المدنية بولاية الجزيرة صديق أحمد عثمان، إن مهمة الإدارة المدنية السيطرة على الوضع الأمني، وإعادة المواطنين إلى منازلهم ووقف الانتهاكات.
بالمقابل ترى معزة من جنوب الجزيرة، أن الوضع يتدهور بصورة سيئة يوميًا، مع تزايد الانتهاكات التي ترتكبها هذه القوات بحق المواطنين، وتضيف معزة التي عملت مع غرف الطوارئ في سنار، إن الدعم السريع لم تهاجم قرية إلا وغادرت وقد نقص عدد سكانها، والسبب أن هذه القوات لا تغادر موقعًا إلا بعد ممارسة "حفلات القتل".
وترى معزة أن الدعم السريع لن تكف عن تنفيذ الهجمات على القرى في الجزيرة وسنار، وسيضطر المواطنون إلى النزوح، ولن تكون هناك وسائل نقل متوفرة لديهم، لأن القوات التي تهاجم القرى تستولي أولًا على السيارات.
وتضيف: "الناس بحاجة إلى مساندة من المجتمع الدولي، لأنهم يواجهون قوات تحمل الأسلحة الثقيلة، وفي بعض القرى صوب مقاتلو الدعم السريع مدافع ثقيلة في وجوه المواطنين".