08-يوليو-2020

تعبيرية (pngwing)

كشف وكيل وزارة التعليم العالي بروفسور سامي شريف، أن العلاوات الموحدة للطلاب المتبعثين إلى الخارج قد تم تحويلها إلى حساب وزارة الخارجية، وقيمتها (1.975) مليون دولار أمريكي لـ(700) طالب وطالبة في دول الاتحاد الأوروبي والصين وبعض الدول العربية.

التعليم العالي: الشهور الماضية كانت قاسية على المبتعثين الذين تضرروا من الإغلاق الكلي للمطارات وشح النقد الأجنبي في البلاد ولن تتكرر هذه الأزمة مجددًا

وتطلق وزارة التعليم العالي على النفقات الخاصة التي تسددها إلى المبتعثين بالخارج اسم "العلاوة الموحدة "، وتدفع شهريًا راتبًا يتراوح بين ألف يورو إلى (250) دولار، بحسب الدول التي يدرس فيها المبتعثون أو حسب تصنيف المنحة، حيث تتحمل بعض الدول جزءًا من تكاليف المبتعثين مثل الصين.

اقرأ/ي أيضًا: مفاوضات سد النهضة تدخل يومها الرابع.. والري المصري: الخلافات ما زالت جوهرية

وكشف شريف في تصريحٍ لـ"ألترا سودان"، عن صعوبات واجهت تحويل علاوات المبتعثين خلال الشهور الماضية بسبب الإغلاق الكلي للعالم والسودان على خلفية التدابير الصحية لتفادي كوفيد-19، إلى جانب صعوبة التحويلات البنكية من السودان إلى بعض الدول بسبب العقوبات المصرفية، علاوةً على عدم وفاء وزارة المالية بالعلاوات بالعملة الأجنبية بسبب شح النقد الأجنبي في البلاد خلال الشهور الماضية.

وقال شريف: "تمت تغذية العلاوات في حساب وزارة الخارجية، لإرسالها عبر البعثات الدبلوماسية إلى (14) دولة في الاتحاد الأوروبي والصين، ونتوقع تسليمها للطلاب خلال أيام فور رفع قيود الإغلاق الكلي في العديد من دول العالم".

وأشار وكيل وزارة التعليم العالي سامي شريف، إلى أن تسليم العلاوات في الداخل بشكلٍ فردي غير ممكن نسبة لقانون النقد الأجنبي الذي يمنع هذه الإجراءات، وبالتالي لا يمكن التعامل إلا عبر النوافذ المصرفية أو البعثات الدبلوماسية.

اقرأ/ي أيضًا: ثلاثة آلاف عالق سوداني في لبنان يستغيثون.. "نحن مشردون ومنسيون"

وأكد سامي شريف أن وزارة التعليم العالي تسعى إلى سداد علاوات المتراكمة من آب/أغسطس 2019 حتى كانون الأول/يناير  وشباط/فبراير 2020، إلى جانب ترتيب علاوات شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل 2020، في أقرب وقتٍ ممكن وتابع "حاليًا نسعى إلى دفع العلاوات عمليًا حتى شباط /فبراير".

عانى مئات طلاب التعليم العالي المبتعثين إلى الخارج من توقف العلاوات والمصروفات الجامعية والإعاشة والسكن منذ آب/أغسطس 2019

وعانى مئات طلاب التعليم العالي المبتعثين إلى الخارج من توقف العلاوات والمصروفات الجامعية والإعاشة والسكن منذ آب/أغسطس 2019 وحتى تموز /يوليو 2020، فيما تسلم بعض المبتعثين في دول محدودة العلاوات لشهرين.

ونقلت سلمى الصديق، وهي طالبة مبتعثة لدراسة الكيمياء في دولة ألمانيا لـ"ألترا سودان"، أن أوضاعهم حرجة للغاية لدرجة أضطرارهم للمشاركة في السكن في غرفة واحدة لتخفيض قيمة الإيجار، بجانب تقاسم المصروفات بعد توفيرها من عائلاتهم لتوقف العلاوات.

وأشارت سلمى الصديق، إلى أن توقف العلاوات ألحق ضررًا فادحًا بسمعة الطلاب المبعثين من السودان، وهناك جامعات رفضت التعامل مع الطلاب لأنها خشيت من عدم انتظام العلاوات والمصروفات الدراسية للمبتعثين.

اقرأ/ي أيضًا: جنوب السودان: تنامي جرائم الاغتصاب في أطراف العاصمة جوبا وصمت حكومي

وذكرت سلمى أنها تسلمت علاوة شهر واحد فقط وقيمتها ألف يورو في حزيران/يونيو الماضي، ولا تزال تنتظر العلاوات المتراكمة منذ تشرين الأول/نوفمبر 2019، مشيرةً إلى أن بعض الطلاب اضطروا إلى العمل بدوامٍ جزئي لتغطية النفقات، غير أنها واجهت صعوبات في العمل نسبةً لدوامها الجامعي الذي يتطلب تواجدها لساعات طويلة في المعامل والكلية، وقالت: "الدكتور الذي يشرف على دراستي رفض فكرة العمل لأنه يعطل الدراسة".

سلمى صديق: عدد الطلاب المبتعثين في ألمانيا (23) طالبًا وطالبة ينتظرون العلاوات الشهرية، والتي ينبغي سدادها بانتظام ويجب على الحكومة البحث عن حل

وتشير سلمى الصديق إلى أن عدد الطلاب المبتعثين في ألمانيا (23) طالبًا وطالبة ينتظرون العلاوات الشهرية، والتي ينبغي سدادها بانتظام لأن هذه مسؤولية الحكومة والتزامها ويجب على الحكومة البحث عن حل.

ومنذ توقف العلاوات في آب/أغسطس 2019، يواجه المبتعثون تدبير نفقاتهم بالاعتماد على عائلاتهم وخفض الانفاق اليومي والاستغناء عن بعض الأساسيات مثل تقليص الوجبات وتخطيها أحيانًا.

ورغم الرواية الخطيرة التي تتحدث عن بيع أحد الطلاب "نخاعه العظمي" في بريطانيا لمقابلة مصروفاته بعد توقف العلاوات الحكومية، إلا أن "ألترا سودان" لم يستطع التحقق من صحتها، ولكن اثنين من المبتعثين تطابقت روايتهما حول صحة الواقعة، وأكدا أن الطالب سلك الطرق القانونية في بيع النخاع العظمي لمستشفى محلي لأغراض التبرع.

بروفيسور سامي شريف
وكيل وزارة التعليم العالي، بروفيسور سامي شريف

وتوضح سلمى صديق التي تنسق بين المتبعثين على تطبيقات التواصل الاجتماعي لحل الأزمة، أن مبتعثي الصين حصلوا على علاوة الشهر الماضي وقيمتها (250) دولار، فيما تبلغ علاوة مبتعثي الولايات المتحدة (1200) دولار أمريكي، ولا زولوا في قائمة الانتظار.

بينما تعتبر مشكلة إحدى المبتعثات أكثر إلحاحًا للإسراع بسداد العلاوات، خاصةً وأنها تصطحب طفلها في دولة ألمانيا، حيث سردت معاناتها من تأخر العلاوة ولجوئها إلى عائلتها لإرسال المال في هذه الدولة ذات النظام الاقتصادي والاجتماعي الصارم، وتشترط  الحصول على خدمات التأمين الصحي، بجانب صعوبة تدبير نفقات الإيجار للمسكن والتشديد في مراقبة المساكن لمنع السكن لأكثر من شخصين في غرفة واحدة.

وتقول هذه السيدة التي فضلت حجب اسمها لـ"ألترا سودان" : "مطبخي خالي من الأطعمة، وليس لدي مال لأنفقه على الطعام، هذه معاناة حقيقية أنا أتحملها حتى أكمل فترة ابتعاثي، وهي فرصة لا تعوض إذا قررت العودة إلى الوطن".

اقرأ/ي أيضًا: ذوو الاحتياجات الخاصة.. عزلة عن التعليم وسوق العمل وتجاهل من الحكومة

 وناشدت الحكومة النظر بعين الاعتبار لأوضاع المبعثين، لأن هذه الدول لا تقدم مساعدات مباشرة للمبعثين باعتبار أن أوضاعهم موفقة من بلدانهم. وتضيف: "لا تتركونا في منتصف الطريق".

وكيل وزارة التعليم العالي:  الأزمة في طريقها إلى الانفراج ولن تعود مجددًا لأن الوضع أفضل حاليًا من حيث توفر النقد الأجنبي واستئناف الحياة العامة

ويشدد وكيل وزارة التعليم العالي البروفسور سامي شريف، على أهمية توفير العلاوات شهريًا للمبتعثين إلى الخارج، موضحًا أن الأزمة في طريقها إلى الانفراج ولن تعود مجددًا لأن الوضع أفضل حاليًا من حيث توفر النقد الأجنبي واستئناف الحياة العامة والعمل بالمطارات والبلدان بعد تخفيف القيود الخاصة بجائحة.

اقرأ/ي أيضًا

 الكباشي يتعهد بدعم مبادرة الشيخ الياقوت للسلم المجتمعي

أزمة جونقلي.. لجان رئاسية وحلول مؤقتة لا تحقق الاستقرار والسلام بين المجتمعات