يواجه قرابة المليون مواطن في أكثر من ثلاثين مقاطعة على امتداد دولة جنوب السودان، أوضاعًا كارثية نسبة للفيضانات التي تسببت فيها الأمطار التي فاقت معدلات الهطول الطبيعية هذا العام، مما قاد إلى فقدان المواطنين للمخزون الغذائي الذي كانوا يعتمدون عليه إلى جانب تعرضهم للنزوح بسبب تدمير المنازل، إضافةً للأزمات السابقة التي ظلوا يرزحون تحتها في ظل تزايد المواجهات العشائرية بسبب غارات نهب الأبقار والهجمات الانتقامية.
بحسب إحصاءات أممية؛ وصل عدد المواطنين المتضررين من الفيضانات في جنوب السودان حوالى (908) ألف شخص، منهم (620) ألفًا يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة
وبحسب إحصاءات أممية؛ وصل عدد المواطنين المتضررين من الفيضانات في جنوب السودان حوالى (908) ألف شخص، منهم (620) ألفًا يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة في عدة مناطق على امتداد البلاد من بينها ولايات جونقلي، أعالي النيل ، واراب، شمال بحر الغزال، الوحدة، البحيرات، شرق ووسط الاستوائية.
اقرأ/ي أيضًا: من السيئ إلى الأسوأ.. رحلة في مراكز العزل
وبحسب مسؤول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بجنوب السودان، آلان نوانديهو، فإن "هناك حاجة ماسة لتقديم المساعدات للمواطنين المتضررين من الفيضانات في تلك المناطق، إذ أن المراكز الصحية والمدارس ونقاط الشرطة لا تزال غارقة تحت المياه، وإذا استمرت المياه في الارتفاع فإن أعداد المشردين ستزيد".
هذا ولم تعلن السلطات الحكومية الرسمية عن خطتها لمجابهة الفيضانات التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد حتى الآن، برغم تحذيرات الأرصاد الجوي التي طالبت السلطات بالاستعداد لمواجهة فصل الخريف الذي سيقود إلى فيضانات غير مسبوقة في عدد من ولايات البلاد، ويعود ذلك لانشغالها بمجابهة انتشار فيروس كورونا المستجد بالبلاد، إلى جانب الفراغ الإداري الذي تسبب فيه عدم تشكيل حكومات الولايات، وعدم إعلان البرلمان القومي لإجازة الميزانية المالية للسنة الجديدة.
اقرأ/ي أيضًا: مأساة بوط.. تفاصيل انهيار السد ودمار أكثر من 700 منزل
من جهته ناشد بيتر ميان مجونقديت، وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في تصريحات للصحفيين بجوبا، المنظمات الإنسانية للتدخل بشكل عاجل لمساعدة المواطنين المتضررين من الفيضانات التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد.
بيتر ميان: بلادنا تشهد أوضاعًا مأساوية، عليه أتقدم بالمناشدة لجميع المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة الفورية للمتضريين، وتحديدًا المساعدات الغذائية والدوائية
وأضاف بقوله: "إن بلادنا تشهد أوضاعًا مأساوية، عليه أتقدم بالمناشدة لجميع المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة الفورية للمتضررين، وتحديدًا المساعدات الغذائية والدوائية".
وفي مقاطعات بور، تويج الشرقية، ودوك التابعة لولاية جونقلي؛ أدت الفيضانات التي ضربت المنطقة إلى تشريد أكثر من (20) ألف مواطن بعد أن دمرت منازلهم وأصبحوا يقيمون في العراء بلا ماوى، وذلك بعد أقل من أسبوعين على تعرض المنطقة لغارات شنها مسلحون مجهولون لنهب الأبقار، أما في ولاية غرب الاستوائية فان الامطار والفيضانات قد دمرت معظم أجزاء مقاطعة (إيبا)، حيث تعرضت المنازل للانهيار، كما أدت إلى تلف المحاصيل الزراعية بالمنطقة.
هذا وتعرضت حوالي ثلاثة آلاف أسرة للتشرد في مناطق "قوديلي، ريفرندوم، 107، وقمبا الشركات"، داخل العاصمة جوبا، بسبب الفيضانات التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة خلال الشهرين الماضيين، حيث جرفت السيول العديد من المنازل كما غمرت المياه أجزاءً واسعة من تلك المناطق التي تشقها العديد من الخيران التي تنحدر من منطقة جبل كجور غربي العاصمة جوبا.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن أكثر من (60) % من المناطق المتاثرة بالفيضانات في جنوب السودان ستكون عرضة لنقص الغذاء، وذلك بسبب أن الفيضانات قامت بتجريف حوالي (75) ألف هكتار من الأراضي المزروعة.
إلى جانب أزمة الغذاء، فإن هناك توقعات بتدهور الأوضاع الصحية في المناطق المتأثرة بالفيضانات في جنوب السودان، لمخاوف تتعلق بانتشار وباء الكوليرا والملاريا، في ظل صعوبة إيصال المساعدات بسبب انقطاع الطرق إلى تلك المناطق بسبب مياه الأمطار.
اقرأ/ي أيضًا: حوار| ريم عباس: الاتحاد النسائي منغلق وغير قادر على اكتساب عضوية شابة
وتأمل الأمم المتحدة في الحصول على مبلغ (15) مليون دولار من الدول المانحة كميزانية طوارئ يمكنها أن تنقذ حوالي (600) ألف مواطن متضرر عبر توفير المأوى والغذاء والخدمات الصحية ومياه الشرب النقية، إلى جانب المساعدات الضرورية المنقذة للحياة.
كان الرئيس كير قد أعلن حالة الطوارئ في 27 منطقة بسبب الفيضانات العام الماضي
وتشير التوقعات الجوية إلى أن جنوب السودان سيشهد هطول المزيد من الأمطار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وفي العام الماضي أعلن الرئيس سلفا كير ميارديت حالة الطوارئ في أكثر من (27) منطقة في جنوب السودان بسبب تعرضها للفيضانات، مطالبًا المنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ الأوضاع الإنسانية المتردية فيها.
اقرأ/ي أيضًا
فتيات التدريب المهني.. من عراقيل المجتمع إلى الحاجة لإثبات الذات