05-يونيو-2020

(Getty)

قالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أن هنالك حوالي (658) من المدنيين قد  قتلوا كما جرح (452) شخصًا واختطف (592) آخرين، إلى جانب تسجيل (65) حالة عنف جنسي في أنحاء متفرقة من البلاد ،خلال مواجهات مسلحة ومواجهات قبلية في الفترة من شهر كانون الثاني/يناير وحتى آذار/مارس المنصرم.

البعثة الأممية قامت بتوثيق 275 حادثة عنف ضد المدنيين ، تعرض فيها حوالى 1.767 مدنيًا لأربعة أشكال من الأذى

وأشارت البعثة الأممية في تقريرها الصادر عن شعبة حقوق الإنسان أمس الأول بالعاصمة جوبا، إلى أنها قامت بتوثيق (275) حادثة عنف ضد المدنيين، تعرض فيها حوالى (1.767) مدنيًا لأربعة أشكال من الاذى وهي القتل، الإصابة، الاختطاف والعنف الجنسي.

اقرأ/ي أيضًا: قضية قرض سيادي بـ700 مليون دولار لتشييد مطار الخرطوم تتحول للجنة إزالة التمكين

وقالت البعثة الأممية: "يقدم هذا التقرير لمحة عامة عن اتجاهات العنف  التي مست المدنيين بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس 2020، من خلال تقييم أربعة أشكال رئيسية من الأذى الفردي عانى منه المستهدفين  وهي القتل، الإصابة، الاختطاف والعنف الجنسي، حيث يمتد أثر هذا العنف إلى مراحل مابعد النزاعات، لكنها ظلت تشكل الملمح العام لمعظم حالات العنف التي شهدتها جنوب السودان خلال الفترة التي أعقبت اندلاع الحرب في العام 2013".

وأشار التقرير الأممي إلى أنه ومنذ التوقيع على اتفاق السلام المنشط بين الأطراف المتصارعة بجنوب السودان في العام 2018، فإن وتيرة العنف المرتبط بتلك الأطراف قد انخفضت بشكلٍ كبيرٍ وملحوظ.

اقرأ/ي أيضًا: من هو وزير الدفاع اللواء "يس إبراهيم يس"؟

وزاد بالقول: "لكن خلال تلك الفترة أيضًا تنامت معدلات العنف المرتبطة بالمواجهات المجتمعية والصراعات العشائرية المسلحة، فعلى الرغم من أن هذه الأشكال من العنف ظلت متجذرة بين المجتمعات، إلا أن الصراع في الفترات الاخيرة بدأ يأخذ طابعًا عسكريًا، لذلك بات من الصعب التمييز بين الاثنين في ظل مشاركة بعض الجماعات المحسوبة على أطراف النزاع في المواجهات المجتمعية".

وأوضحت البعثة الأممية بأنها قامت في هذا التقرير باتباع منهج استقصائي قائم على تتبع أحداث العنف المجتمعي خلال الفترة المحددة بثلاثة أشهر، وفقًا لآلية التوثيق للانتهاكات والتجاوزات التي وقعت ضد المدنيين العزل، حيث قامت بتصنيف البيانات حسب جنس الضحايا وأعمارهم، إلى جانب معلومات الضحايا تم أيضًا اعتماد إفادات شهود العيان، والتقارير التي تم تحديدها من مصادر ثانوية في الحالات المبلغ عنها، والتي تنطوي على أحداث عنف بين القبائل والمجتمعات المحلية.  

وأضاف التقرير الأممي بالقول: "خلال الربع الأول من العام 2020، شكل العنف المجتمعي المصدر الأولي لأحداث العنف التي تعرض لها المواطنون، حيث شكل ضحاياه حوالى ثلث العدد الكلي للضحايا من بين الأشكال الأخرى من العنف التي وقعت  بالبلاد، وهذا يعود إلى أن تلك الصراعات بدأت تأخذ طابعًا عسكريًا في التكتيك واستخدام الأسلحة. خلال فترة التقرير وقعت أربعة هجمات متفرقة، حيث لقي حوالى (50) مواطنًا حتفه في كل حادثة على حدة".

وبحسب التقرير، عزا محللون اختلاف أشكال العنف بين القبائل المختلفة في جنوب السودان من حيث الشدة والتأثير إلى التقلبات المتعلقة بوتيرة العنف بحسب المواسم التي يقع فيها، خاصةً في فصل الجفاف الذي يشتد فيه التنافس على الموارد المحدودة مثل المياه والمراعي بين المجتمعات الرعوية، فقد كان فصل الجفاف يبدأ عادة في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر وحتى بدايات أيلول/سبتمبر، الا انه قد وصل الى نهاية أيلول/سبتمبر في العام 2019، كما سبقته فيضانات استمرت لأشهرٍ طويلة، قادت إلى نفوق أعدادٍ كبيرةٍ من الماشية، الشيء الذي وضع ضغوطًا كبيرة على المجتمعات المحلية، حيث ساعد التأخير في بداية موسم الجفاف، وقد سبقته أشهر من الفيضانات الشديدة في أجزاءٍ من البلاد، وقد ساهم ذلك أيضًا في تصاعد وتيرة العنف بين القبائل خلال الفترة من شباط/فبراير حتى آذار/مارس في منطقتي جونقلي و البحيرات.

اقرأ/ي أيضًا: تظاهرة المواطنين بجوبا.. كيف تحول نزاع أراضٍ إلى مطالب سياسية؟

وفي خلاصاته، تحدث التقرير عن ضحايا أحداث العنف المجتمعي في جنوب السودان بالقول: "لقد وجدنا أن معظم ضحايا تلك الأحداث هم من الشباب الذين يشكلون نسبة (69) % من جملة الضحايا حوالي (1221) فرد ، يليهم الأطفال بنسبة (16) % ويقدر عددهم بـ(290) طفل، كما بلغت نسبة الضحايا من النساء (15) % أي حوالي (256) امرأة. وقد تركت أعمال العنف تأثيراتٍ بعيدة على النساء والأطفال بسبب عجزهن في الحصول على الخدمات الطبية والتعليم وسبل العيش الكريم في المناطق التي شهدت المواجهات المسلحة بين المجتمعات بسبب غارات نهب الأبقار".

حصر التقرير الجماعات المتورطة في العنف على أنها محسوبة على أطراف الصراع، والمليشيات المحليةالقبلية، وجماعات الدفاع عن النفس، و بعض الجماعات المجهولة و المسلحة

وحدد التقرير في نهايته الجماعات المتورطة في أعمال العنف التي شهدتها تلك المجتمعات، وقد حصرها بعد التحقيقات في جماعات محسوبة على أطراف الصراع في الحكومة والمعارضة، والمليشيات المحلية التابعة للقبائل، إلى جانب جماعات الدفاع عن النفس وبعض الجماعات المجهولة والمسلحة.

اقرأ/ي أيضًا

جوبا: الإغلاق الكلي لمجابهة انتشار كورونا يواجه عقبات كبيرة

الري تعلن انطلاق الموسم الزراعي الصيفي وزيادة رسوم المياه للمزارعين