15-مايو-2022
تتكون الآلية الثلاثية من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد

تتكون الآلية الثلاثية من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد (يونيتامس)

أكدت تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم -في وقت سابق-  أنها لم تحسم أمر دعوة الآلية الثلاثية للاجتماع بها، وأن الأمر لا يزال تحت التداول وسيخضع للتصويت.

وأوضح الناطق الرسمي باسم لجان مقاومة مدينة الخرطوم أحمد عصمت في تصريح لـ"الترا سودان"، بأن لجان المقاومة في مدن الخرطوم الثلاث لم تتخذ قرارها حتى الآن، وتابع: "حتى اللحظة الموضوع تحت التداول وسيصدر بيان بموقفنا بالقبول أو الرفض، وبعدها الموقف كله سيتضح من البيان"، بينما اجتمعت -في وقت لاحق- (6) تنسيقيات بالآلية الثلاثية ظهر الأمس، وأوضحت في بيان صحفي بأنه تم عرض الميثاق بصورة تفصيلية لممثلي الآلية.

متحدث لجان مقاومة الخرطوم لـ"الترا سودان": التحالف مع القوى السياسية يأتي عقب التحالف مع كل اللجان في السودان

وكشف عصمت بأن الجهود والنقاشات بدأت حول الميثاق الموحد، وأضاف بأن لجان مقاومة الخرطوم عبر مكاتب الاتصال بدأت التواصل مع لجان  الولايات، مشيرًا إلى أن الخطوات والنقاشات تعمل بصورة أسرع حتى يصدر الميثاق الشامل والموحد للجان المقاومة في السودان، مؤكدًا بأنه سيصدر قريبًا.

وكانت الآلية الثلاثية المكونة من بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيغاد قد وجهت دعوة لتنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم لاجتماع مشترك، وقالت الآلية إن الاجتماع يهدف لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية واستطلاع آراء لجان المقاومة ووجهات نظرهم حول تطورات العملية السياسية والإجابة عن تساؤلات لجان المقاومة حولها، وذلك للمضي قدمًا بالمشاورات السياسية، على أن يكون الاجتماع الثانية ظهر اليوم الأحد بمقر بعثة يونيتامس في الخرطوم.

وحددت قوى الحرية والتغيير موقفها من المرحلة التحضيرية للعملية السياسية الميسرة بواسطة الآلية الثلاثية، وقالت بأن أطراف العملية يجب أن تتمثل في: "قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة وقوى الكفاح المسلح الموقعة وغير الموقعة على اتفاق السلام، وكذلك القوى السياسية والمدنية التي كانت جزءًا من الحرية والتغيير في 11 نيسان/أبريل وخرجت لاحقًا".

وحول التحالف مع القوى السياسية يقول متحدث المقاومة بأن ذلك سيأتي بعد التحالف مع اللجان في كل السودان، بعد أن تحدد الموضوعات والقضايا التي تريدها لجان المقاومة، وأن من يشاركهم وجهة النظر يمكن أن يوقع معهم.

وفي عدد من ولايات السودان، وقعت قوى الحرية والتغيير مواثيق مشتركة مع لجان المقاومة، وأشار عصمت إلى أن الأمر يعود لتقديرات الولايات، وأنه لا توجد لجنة تستطيع أن تتدخل في قرارات لجنة أخرى، وتابع: "نحن في ولاية الخرطوم لا نتدخل في قرارات لجان الولايات؛ انتهى زمن احتكار الخرطوم للقرار السياسي. التحالف مع الحرية والتغيير هو تقديراتهم وفهمهم، لكن في المرحلة الحالية ليس هناك أي تواصل  بيننا والحرية والتغيير، ونعمل على أن نصل الولايات كلها ونوحد ميثاقنا معها". 

لجان المقاومة وجدل التمثيل 

ومن جهة ثانية، يرى نائب الأمين العام لقوى الحرية والتغيير-ميثاق التوافق الوطني- نورالدائم طه، بأن لجان المقاومة منقسمة، ويضيف لـ"الترا سودان": "هناك لجان مقاومة تتبع للحرية والتغيير المجلس المركزي أو تخدم خطها السياسي، وهناك أخرى تخدم خط الحرية والتغيير ميثاق التوافق الوطني، وأخرى تدعم السلام والاستقرار، وهناك لجان مقاومة لديها  تقارب مع المكون العسكري". 

وقال طه بأنهم  مع إشراك جميع لجان المقاومة، وكذلك مع  إشراك أي قطاع من القطاعات مع مراعاة الشمولية في اختيار لجان المقاومة التي تمثل كل الأطراف في الساحة السياسية. مشيرًا إلى أن لجان المقاومة التي قدمت لها الدعوة هي طرف واحد ولا تعبر عن كل الأطراف ولا عن كل السودان.

https://t.me/ultrasudan

وتابع: "نحن نريد فقط أن نضمن إشراك كل الأطراف، وعدم إقصاء أحد. السودانيون لا يجب إبعادهم من الحوار، وحتى من يختلفون معنا يجب أن يكونوا في الحوار".

وأوضح نور الدايم طه بأن المسهلين حتى الآن يمضون في الاتجاه الصحيح، وأنه موقفهم من الآلية هو تأييدها إذا لم يتم إقصاء أحد، مضيفًا بأنهم لا يريدون للسودانيين أن يتركوا تحت هيمنة أي مجموعة من المكونات السياسية؛ لا المكون العسكري ولا المجلس المركزي ولا حتى ميثاق التوافق الوطني، وأضاف: "نريد حوارًا سودانيًا لكل السودانيين، عدا من ارتكب جرائم الحرب؛ يجب أن تتم محاسبتهم. إذا تم إقصاء طرف من الأطراف سيكون لنا موقف، ولكل حادث حديث". 

تحفظات على منهج الآلية

وتتحفظ الحرية والتغيير -مجموعة القوى الوطنية- على النهج الذي تتبعه الآلية الثلاثية، وقال الأمين السياسي للحزب الجمهوري والقيادي في القوى الوطنية، بروفيسور حيدر الصافي، بأنهم منذ البداية دعوا إلى حوار مدني-مدني في منصة سودانية لضمان الحفاظ على السيادة الوطنية، مضيفًا في تصريح لـ"الترا سودان"، بأنهم دعوا لذلك حتى لا تسقط ظلال أي تدخل من الخارج على السيادة الوطنية.

وأضاف القيادي بمجموعة القوى الوطنية في حديثه لـ"الترا سودان": "كنا نتوقع أن تنتهج الآلية  شيئان في الدعوة للحوار، أولًا أن تحصر نفسها في إطار التسهيل والضامن؛ وإلى الآن لم يظهر سقف الضمان المطلوب في حال تم اتفاق بين المكونات المدنية. وثانيًا أنها لم تحدد المنصة التي يجب أن تدير الحوار لتجعله سودانيًا، وأيضًا لم تكمل اتصالاتها بالطريقة الكافية حتى لا تترك كتل سياسية حية في منصة المعارضة، ما يجعل الفترة الانتقالية هشة".

حيدر الصافي: الحوار عندنا هو الحوار المدني بين الكتل الحية الداعمة للانتقال الديموقراطي

وأكد الصافي بأنهم يؤمنون بالحوار لأنه لغة العقل، وأن الذي لا يحاور في أمره لا عقل له، وزاد: "من تحليلنا للمشهد السياسي بكل تعقيداته، نرى أن صنع معادلة التغيير الاجتماعي والتي تعبر عن نفسها في المستوى السياسي لا بد من أن يستصحب كل معطيات الواقع، ومحاولة تفعيل مكوناته تحتاج لأدوات ونهج علمي لتحقيق هذا المفهوم" بحسب تعبيره.

ومضى بالقول: "الحوار عندنا هو الحوار المدني بين الكتل الحية الداعمة للانتقال الديموقراطي، وأعني الذين وقعوا على الوثيقة الدستورية ولجان المقاومة وكذلك كثير من الشخصيات الوطنية والحزبية التي تدعم وتؤمن بالتحول الديمقراطي، الحوار بين هؤلاء يمكن أن يحقق نوعًا من الاستقرار السياسي ويشكل نوعًا من الانتقال السلس في ظل التعقيدات الداخلية والخارجية".