استبعد مسؤولون سودانيون حدوث أي تدخل عسكري بين الدول المتأثرة من قيام سد النهضة، واتهموا بعض الأصوات المعارضة للسد الإثيوبي بعدم الاستناد في مناهضتها على أي دراسات علمية، وإنما جل اعتمادها على الزخم الإعلامي المضاد والمغذى من أجهزة معلومة تقف منذ استقلال السودان ضد تقدمه.
مسؤولون: سودان الثورة تحرر تمامًا من القيود والمؤثرات وسوف يعمل على الاستفادة من كل موارده وفق مصالحه وشروط القانون الدولي للمياه
ووصف أعضاء بلجنة التفاوض السودانية في قضية سد النهضة، الخلافات المصرية الإثيوبية بشأن مياه النيل بالقديمة، وأنها ترجع في الأساس إلى عدم الثقة والتضخيم الإعلامي غير المبرر في هذا الخلاف، وقالوا خلال ردهم على أسئلة الصحفيين عبر تطبيق المراسلة الفورية "واتساب"، أن هناك الكثير من المتفق عليه إلا أن الإعلام كثيرًا ما يتحدث عن نقاط الخلاف فقط، ويخلق حساسية مفرطة لدى الرأي العام، واعتبروا أن السودان ليس بمعزل عن ذلك، وأشاروا إلى أن التضخيم الإعلامي لا يقود إلى تحقيق الأهداف بالسرعة المطلوبة، وجدد مسؤولو الري تأكيدهم على أن السودان من حقه أن يحافظ دائمًا على حقوقه المائية وليس بالضرورة أن يتسبب ذلك في إضرار للآخرين.
اقرأ/ي أيضًا: الحكومة السودانية: أموال تسوية قضية المدمرة كول سددت من الموارد الذاتية للبلاد
وتوقعت وزارة الري والموارد المائية استئناف التفاوض بين السودان وإثيوبيا ومصر في أقرب فرصة ممكنة -خاصة بعد الاتصالات التي أجراها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع واشنطن والإعلان عن نيته زيارة القاهرة وأديس أبابا لاستعجال الأطراف لبدء المحادثات- وأضافت الوزارة أن جائحة كورونا وتحديد شروط السفر ربما تساهم في بعض التأخير.
ونفت الوزارة بشدة وجود تضارب في موقف السودان بشان السد الإثيوبي بين المجلس السيادي والحكومة، وأكدت أن الملف والتفاوض حوله من اختصاص مجلس الوزراء أي "الجهاز التنفيذي للدولة"، وأوضحت أن المفاوضات لم تنهار وإنما تأجلت بناء على طلب إثيوبيا بإعطائها فرصة لإجراء بعض المشاورات الداخلية، وتوقعت استئنافها في القريب العاجل خاصة وأنها قطعت شوطا كبيرًا وتبقى القليل الذي يحتاج لحسم.
وتعرض مسئولو الوزارة في الرد على الصحفيين لمسودة الاتفاق التي وضعت بواسطة اللجنة المكونة من الأطراف الثلاثة بالتنسيق مع المراقبين، وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي.
واعتبرت الوزارة أن المواضيع المتعلقة بالمياه الدولية في الأصل هي مواضيع شائكة ومعقدة جدًا نتيجة لتنافس الدول في الاستفادة القصوى من المصادر المائية وذلك بسبب تزايد الاحتياجات مع تزايد السكان والنمو الاقتصادي لتلك الدول. وعليه فإن المفاوضات غالبًا ما تأخذ وقتًا طويلًا. واستدلت باتفاق مياه نهر المكونج في آسيا والذي يضم أربع دول فقط هي فيتنام، كمبيوديا، لاوس وتايلاند، حيث استغرق التفاوض أكثر من عشرين عامًا حتى توصلت الأطراف لاتفاقٍ مبدئي، وأضافت الوزارة، أن ما نعلمه هو أن الأطراف الثلاثة تتفهم ضرورة الوصول لاتفاق شامل ونهائي حول الملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة.
وأكدت الوزارة أن السودان طرف أصيل في هذه المفاوضات ويسعى للحفاظ على حقوقه المائية في نهر النيل والتعاون الكامل مع جيرانه وتشجيع التكامل الاقتصادي بما يحقق استدامة التنمية والسلم الإقليمي.
وأكدت الوزارة إنه لا صحة للحديث عن فقدان السودان 50% من أراضيه الزراعية بسبب سد النهضة، وأوضحت أن السد يساعد البلاد على الاستفادة من حصة السودان التي تذهب حاليًا إلى جمهورية مصر العربية والبالغة أكثر من ستة مليارات مترٍ مكعب من المياه في العام، كافية لإضافة ملايين الأفدنة للزراعة المروية، وأشارت إلى أن المقصود بنسبة 50% من المساحات المفقودة جراء السد هي تلك التي كانت تروى فيضيًا، أي عند خروج النهر وفيضانه من المجرى الرئيسي والتي تقدر بحوالي (100) ألف فدان، وزادت الوزارة أن هذه المساحة سوف تقلص إلى النصف عند الري أثناء الفيضان، ولكن في المقابل يمكن ري كل المساحة بالري الدائم، وذلك لتوفر المياه في النهر طول العام مع التكثيف، أي بزراعة نفس المساحة أكثر من مرة خلال العام.
اقرأ/ي أيضًا: تجمع المهنيين وقوي التغيير ووزارة الثقافة يحيون ذكري 6 نيسان/أبريل
واستبعد مسؤولو الوزارة انهيار السد الإثيوبي وأضافوا: بالمعطيات الحالية والتكنولوجيا العالية المتوفرة وبالاعتماد على التصاميم ومعاملات الأمان التي طبقت في البناء، فإن نسبة الانهيار تكاد تكون معدومة. وأوضحوا أن لكل السدود نظم متابعة دقيقة وقياسات على مدار الساعة لجسم السد لمعرفة صحة الجسم وحالة التغيرات فيه، وذكروا أن هنالك خططًا مكتوبة بدقة ويتم اتباعها بصرامة من قبل القائمين على صيانة وتشغيل الخزانات عند حدوث أي طارئ. ولفتوا إلى أن للسد الإثيوبي تلك النظم والخطط والمتابعات بجانب تبادل المعلومات والبيانات الذي سيتم بصورة يومية ودورية مع السودان، وذلك من البنود المتفق عليها في مسودة الاتفاق.
الري: السد يبعد أكثر من (540) كلم من أقرب نقطة نشاط بركاني وبُني على صخور جرانايت ثابتة واحتمال انهياره معدوم
وأكدت الوزارة أن تأثير بحيرة سد النهضة والتي تقل عن نصف امتداد بحيرة السد العالي سوف يكون معدومًا، واعتبرت أن تخوف بعض البيئيين من تغيرات مناخية وهطول أمطار غزيرة ورطوبة في الجو مما يؤثر على الزراعة بالسودان، ناتج من معارضة ذاتية ليست مبنية على أسس علمية، وأوضحت أن السد يبعد أكثر من (540) كلم من أقرب نقطة نشاط بركاني، وبُني على صخور جرانايت ثابتة واحتمال انهياره معدوم مقارنة بآخر المعطيات والتكنولوجيا المستخدمة في البناء خلال الوقت الراهن.
ويذكر أن الأسئلة التي طرحت في المؤتمر الصحفي تمت الإجابة عليها من قبل وزير المياه وعدد من المسؤولين بملف التفاوض ووزارة الري السودانية، وشارك في طرح الأسئلة عدد من الصحفيين السودانيين والأجانب بوسائل الإعلام الداخلية والخارجية.
اقرأ/ي أيضًا:
مصرع 3 أشخاص جراء اشتباكات بين قوة نظامية ومواطنين
تحالف المزارعين يحذر من عناصر قد تحرق مخزون القمح وينتقد البنك الزراعي