25-يونيو-2024
تنتشر نوادي المشاهدة في العاصمة الخرطوم وبقية ولايات السودان

تنتشر نوادي المشاهدة في ولايات السودان

قبل اندلاع الحرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، المستمرة منذ 14 شهراً، كانت بطولات كأس العالم وبطولات أوروبا والأمم الإفريقية لها بريق خاص في انشغالات الشعب السوداني، الذي يعشق الرياضة وكرة القدم بشكل خاص.

ويحتفظ الجمهور الرياضي السوداني بذاكرة قوية للمباريات ومواعيدها وتوقيت البطولات، حيث تشهد أندية المشاهدة ودور السينما والمقاهي خلال فترة البطولة حضورًا جماهيريًا كبيرًا لمتابعة المباريات في البطولات المختلفة.

الشعب السوداني، وهو من الشعوب التي تعشق كرة القدم، يتمتع بملامح تفصيلية رياضية لا توجد عند كثير من الشعوب

الشعب السوداني، هو من الشعوب التي تعشق كرة القدم، يتمتع بملامح تفصيلية رياضية لا توجد عند كثير من الشعوب، كما أكد ذلك المدرب الذي نشط في تدريب منتخبي السنّة والشباب بالخرطوم بحري، مدني أحمد.

تأثير الحرب على متابعة البطولات الرياضية

ويشير مدني، في حديث لـ"الترا سودان"، أن المشاهد والمتابع السوداني يمكنه متابعة أربع أو خمس مباريات في اليوم في بطولات مختلفة، قائلاً: "يمكنه متابعة مباراة في دوري الدرجة الثانية باستاد التحرير، ثم الانتقال إلى استاد الخرطوم لمتابعة مباراة في دوري الدرجة الأولى، ومنها يذهب مثلاً لمتابعة مباراة في الدوري الممتاز، ويعود للمنزل لمتابعة مباراة في الليغا".

وتستضيف ألمانيا، منذ أكثر من عشرة أيام، بطولة أمم أوروبا في "يورو 2024"، التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كل أربع سنوات. وتمر هذه البطولة عالية المستوى على محبي كرة القدم العالمية في السودان مرور الكرام مع انشغالهم بالحرب وتداعياتها، والتي حرمت السودانيين من أي متعة في الحياة، بما فيها مشاهدة كرة القدم.

ويقول ياسر علي، أحد متابعي كرة القدم العالمية، والذي يعيش حاليًا في ولاية نهر النيل، إن بطولة أوروبا للمنتخبات تمر هذا الموسم دون أن تسمح له الظروف بالاستمتاع بمشاهدتها، معتبرًا أنها تشبه كأس العالم من حيث التنظيم والفرق، بالإضافة إلى أنها تقام كل أربع سنوات.

مواطن: عديد الأسباب منعتي مشاهدة يويو 2024، أبرزها ضعف خدمة الإنترنت وتقلبات الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى غياب الأجواء الرياضية

وأكد ياسر، لـ"الترا سودان"، أن هناك العديد من الأسباب التي منعته من مشاهدة يورو 2024، أبرزها ضعف خدمة الإنترنت وتقلبات الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى غياب الأجواء التي اعتاد عليها في الأحداث الرياضية العالمية.

وأشار إلى أن السودانيين منشغلون بالحرب وتأثيرها على حياة الجميع، وهو ما جعل بطولة القارة البيضاء هذا العام بلا طعم ولا نكهة، لغياب الروح والرغبة في الفرح بعد أن سيطر الحزن على الجميع.

وتابع حديثه: "لا شك أنني افتقدت متعة اليورو الألماني الذي بقي له أسبوعان، وأتمنى أن يتوقف كابوس الحرب من أجل العودة لمشاهدة مباريات اليورو والمنافسات الإفريقية والدوريات والبطولات المختلفة".

معاناة محبي كرة القدم في السودان

وأشار إلى أنه لم يتعرف على المنتخبات المشاركة في يورو ألمانيا هذا العام، وأن الرغبة بداخله غير موجودة، وذكر أن البطولة الجارية حاليًا تعتبر بطولة للنسيان بالنسبة له.

وقال إنه منذ بداية الحرب لم يشاهد المباريات الدولية ومباريات المنتخب السوداني وناديي الهلال والمريخ، واكتشف أخبارها بعد فترة طويلة من انتهاء المنافسة أو المباراة.

من جانبه، يرى المحلل الرياضي عثمان أسباط، في حديث مع "ألترا سودان"، أن متابعة السودانيين لفعاليات يورو ألمانيا لم تكن كما كانت في السابق. وتحدث عن ظروف الحرب والنزوح والتشرد التي يتعرض لها السودانيون، لكنه يعتقد أنّ نسبة المتابعة للبطولة تعتبر جيدة.

محلل رياضي: هناك مجموعات كبيرة من محبي كرة القدم العالمية لم تسمح لهم ظروف الحرب بمتابعة العرس الأوروبي

وأضاف أن هناك مجموعات كبيرة من محبي كرة القدم العالمية لم تسمح لهم ظروف الحرب بمتابعة العرس الأوروبي بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت، ومن بين تلك المناطق ولاية الخرطوم وبعض ولايات دارفور، التي تدخل إلى الإنترنت عبر خدمة ستارلنك.

وأتم قائلاً: "شاهدت معاناة عدد من الشباب عبر التطبيقات التي تنقل المباريات عبر الموبايل، حتى لا يفوتوا متابعة مباريات اليورو، لأن كرة القدم أصبحت المتنفس الوحيد لبعض السودانيين. كرة القدم أصبحت الملاذ الوحيد التي تساعد المتابعين على نسيان أوجاع النزوح والانتهاكات التي تعرضوا لها".

بطولة أمم أوروبا 2024

ونوه أسباط إلى أن الظروف الأمنية على السودانيين تفرض تكاليف باهظة، لكن رغم ذلك يصر البعض على شحن الهواتف المحمولة عبر "البابورات" أو أجهزة الطاقة الشمسية من أجل متابعة بطولة اليورو وبطولة كوبا أمريكا، وهو ما يؤكد حب السودانيين لكرة القدم.

وأشار إلى أن بعض المناطق لم تتمكن من متابعة البطولة، لكنها حرصت على تلخيص مباريات وأخبار البطولتين.

وشارك في بطولة أمم أوروبا لهذا العام 24 منتخبًا من مرحلتي التصفيات (دور المجموعات) وقسمت المنتخبات إلى ست مجموعات، وتشتمل كل مجموعة على أربعة منتخبات.

ليتأهل منتخبا المركز الأول والثاني مباشرة إلى دور الـ16، ثم يصعد أفضل 4 منتخبات من أصحاب المركز الثالث وفق عدد النقاط، ثم فارق الأهداف، ثم الأهداف المسجلة، ثم الامتثال للعب النظيف.

ويقام ثُمن النهائي بنظام خروج المغلوب وكذلك ربع النهائي ونصف النهائي، وتقام المباراة النهائية يوم 14 تموز/يوليو المقبل بالعاصمة الألمانية برلين. ومن أبرز المنتخبات المشاركة إيطاليا حاملة اللقب بجانب منتخبات ألمانيا، وبلجيكا، وفرنسا، والبرتغال، وإنجلترا، وهولندا، وكرواتيا، وبولندا.

صاحب نادي مشاهدة في أم درمان: بعد عشرة أيام من البطولة لم أشاهد سوى ثلاث مباريات

ولم يخف صلاح الدين كمال، صاحب نادي المشاهدة بأم درمان القديمة قبل الحرب، أسفه على تعزيز البطولة الأوروبية التي تقام حاليًا في ألمانيا. وقال لـ"الترا سودان" إنه نزح إلى كسلا بعد بدء الحرب، ويتابع المباريات حسب توفر الكهرباء أو الإنترنت.

وأكد أنه بعد عشرة أيام من البطولة لم يشاهد سوى ثلاث مباريات، وحتى عندما شاهد لم يكن الشعور بهذه البطولة الكبرى كما كان من قبل، بسبب تداعيات الحرب التي دمرت كل شيء بما في ذلك طعم كرة القدم.

وأضاف أن كرة القدم يمكنها إلهاء المشاهدين قليلاً وتهدئ من روعهم لأن الشعب السوداني عاشق لكرة القدم بشكل مختلف، لتتراجع رغبة الجماهير بعد استمرار الحرب لأكثر من عام، بل أصبحت ليست من ضمن الاهتمامات لدى الكثيرين.

النسخة السابقة لبطولة الأمم الأوروبية كانت من نصيب المنتخب الإيطالي، على حساب نظيره الإنجليزي، إثر فوزه عليه بركلات الترجيح (3-2) في المباراة النهائية التي جمعتهما في لندن. ذلك بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي 1-1، ولجأ الفريقان لوقت إضافي على شوطين، لكنهما فشلا في حسم النتيجة طوال الشوطين ليحتكم الجانبان لركلات الترجيح من علامة الجزاء التي حسمها الطليان لصالحهم.

ومن المنتظر أن تقام البطولة المقبلة لأمم أوروبا بعد أربع سنوات في الفترة من حزيران/يونيو إلى تموز/يوليو 2028. وحتى الآن لم يتم حسم البلد المضيف. بينما تتجه كل الأنظار نحو تركيا، أو العرض المشترك من الدول الأربع المكونة للمملكة المتحدة، ومن المتوقع أن يتم اختيار البلد المضيف في الثامن من أيلول/سبتمبر المقبل.