05-أغسطس-2023
القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية (Getty)

القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية (Getty)

أعلنت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة وصلت إلى مواقع تحيط بالقيادة العامة ومطار الخرطوم لأول مرة منذ اندلاع القتال ضد الدعم السريع في منتصف نيسان/أبريل الماضي.

وقالت حسابات مقربة من الجيش على الشبكات الاجتماعية إن القوات المسلحة حررت مناطق قرب المطار والقيادة العامة الساعات الماضية، ونشرت مقاطع فيديو تظهر وحدات من الجيش تتحرك في شوارع بالعاصمة الخرطوم قريبة من المطار.

اليومين الماضيين نفذ الطيران الحربي التابع للجيش ضربات جوية على هذه المواقع

بالمقابل نفت قوات الدعم السريع سيطرة الجيش على مواقع مطار الخرطوم ومحيط القيادة العامة، كما نشر متحدثون إعلاميون باسم هذه القوات مقطع فيديو من أمام مبنى جهاز المخابرات العامة، وأكدت سيطرتها على المنطقة ومباني جهاز المخابرات، واتهمت بعض الجهات التابعة لحزب المؤتمر الوطني "بنشر الأكاذيب".

واليومين الماضيين نفذ الطيران الحربي التابع للجيش ضربات جوية على هذه المواقع، وشملت أيضًا محيط القصر قرب كبري المك نمر في خطوة تهدف إلى توسيع رقعة انتشار الجيش وسط العاصمة الخرطوم، والسيطرة الكاملة على محيط القيادة العامة الذي يشمل مقر المخابرات ومطار الخرطوم ومساكن الضباط الرهائن لدى قوات الدعم السريع مع عائلاتهم.

وقال المتحدث في مقطع الفيديو الذي نشرته حسابات تابعة لقوات الدعم السريع على "فيسبوك" اليوم السبت، إن الجيش عبر وحدات العمل الخاص أكد سيطرته على مبنى المخابرات وتمشيط شارع المطار حتى صالة الحج والعمرة، وهذا غير صحيح لا زلنا نسيطر على هذه المواقع بالكامل.

ويحتفظ الجيش بمباني القيادة العامة والمنطقة العسكرية المركزية ومقار وزارة الدفاع منذ اليوم الأول للنزاع المسلح، رغم المحاولات المتكررة لقوات الدعم السريع للاستيلاء عليها.

وقال مصدر عسكري لـ"الترا سودان" إن الجيش يتعامل مع القتال بإستراتيجية طويلة المدى لتحقيق نتائج راسخة، وفي العرف العسكري لا تتعجل النتائج بل تعمل على "تقوية الخلاصة"، لذلك فإن الخطة المرسومة "تمضي كما هي".

https://t.me/ultrasudan

وتابع: "لدينا خطط لا نفصح عنها عادة في المعارك العسكرية، لكنها تحقق أهداف جيدة على الأرض وهذا ما جعلنا نسيطر على مطار الخرطوم ومحيط القيادة العامة بالكامل الساعات الماضية".

وتزعم قوات الدعم السريع أنها تحكم الحصار على القيادة العامة من جميع الاتجاهات، لكن محللون عسكريون يشككون في هذه الرواية ويقولون إن الأشخاص المحاصرون في المباني لا يمكن أن يصمدوا لأشهر دون إمدادات.

ويقول الباحث في الشأن الإستراتيجي محمد عباس لـ"الترا سودان"، إن قوات الدعم السريع تنتشر في مواقع بعينها في محيط القيادة العامة، لكن الحديث عن الحصار من الصعب التحقق منه في هذا الوضع دون تقرير من جهات مستقلة.

وقال: إذا كان هناك حصار فعلًا كيف يتمكن قادة الجيش من إدارة المعارك العسكرية من القيادة العامة لأكثر من مئة يوم".

وتعثرت المفاوضات بين الجيش والدعم السريع قبل أسبوعين في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية بسبب الشرط المتعلق بإخلاء قوات دقلو للأحياء السكنية والمرافق الحكومية المدنية والعسكرية.

ما تزال المفاوضات متوقفة منذ أسبوعين عقب عودة وفد الجيش إلى البلاد لإجراء مشاورات مع القيادة العسكرية

وما تزال المفاوضات متوقفة منذ أسبوعين عقب عودة وفد الجيش إلى البلاد لإجراء مشاورات مع القيادة العسكرية، بينما كان الجيش قد أكد في البيان الصادر حول المفاوضات أن هناك تقدم في بعض النقاط.

ويقول الباحث في الشأن الإستراتيجي محمد عباس لـ"الترا سودان" إن الجيش يحاول خوض معركة واسعة النطاق للاستحواذ ميدانيًا كي يذهب إلى التفاوض لأن المحادثات في ظل هذا الوضع قد يفضلها الجيش، خاصة مع قوات ينبغي أن تنهي مهامها بالاندماج في القوات المسلحة.