27-أبريل-2021

رست سفينة المخابرات البحرية الروسية "إيفان خورس" في ميناء بورتسودان، في نيسان/أبريل الجاري (Getty)

شهدت مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر في الأسابيع الماضية، حركة وتوافد ضباط برتب رفيعة تقابل رتب فريق وعقيد، من الجيش الروسي، نحو ما يعرف باسم قاعدة فلامنغو البحرية شمال مدينة بورتسودان. حيث رصد سكان المدينة توافقد قوات روسية معززة بمنصات إطلاق صواريخ وناقلات جنود.

يتابع السودانيون التحركات العسكرية الروسية بقلق شديد

ويتابع السودانيون هذه التحركات العسكرية بقلق شديد على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين نفى وزير الدفاع السوداني اللواء ياسين إبراهيم، الأخبار عن بدء إنشاء روسيا قاعدة عسكرية في السودان، ووصفها بغير الدقيقة.

اقرأ/ي أيضًا: "#نحن_معاكي".. تضامن واسع مع ضحايا التحرش في السودان

وأثار هذا النفي المقتضب غضب السودانيين على منصات التواصل، حيث بدأ مواطنون من بورتسودان بإرسال صور تثبت التواجد الروسي في المدينة إلى مؤثرين على مواقع التواصل.

مسح شامل قامت به مجموعة من ضباط GRU المديرية الرابعة لعدد من المناطق الحدودية في السودان في الأشهر الماضية، ثم سافر...

Posted by ‎البعشوم‎ on Monday, April 26, 2021

وظلت الخرطوم لسنوات تراوغ في الإجابة عن الأسئلة بشأن الاتفاقية العسكرية مع روسيا، في وقت تنشر فيه الخارجية الروسية تفاصيل وبنود هذه الاتفاقية. 

وتعود تفاصيل هذه الاتفاقية إلى زيارة الرئيس المخلوع عمر البشير لروسيا في العام 2017، الزيارة التي طالب فيها روسيا حماية السودان من الوجود الأمريكي في البحر الأحمر، والذي اعتبره تهديدًا أمنيًا وطلب من روسيا مساعدة السودان عسكريًا وتحديث سلاح الجيش السوداني.

وتكررت زيارة البشير لروسيا في 2019 أثناء الاحتجاجات الشعبية، في محاولة منه لكسب الوقت لحل الأزمات السياسية والاقتصادية التي فاقمت الوضع في السودان، وظهر أثر هذه الزيارة في مدرعات روسية في قلب الخرطوم ومعلومات عن تدريب شركة "فاغنر" الأمنية المقربة من النظام الروسي لكوادر من الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني لقمع الثورة السودانية.

وبحسب متابعين، يعد ملف العلاقات السودانية الروسية من أهم النقاط الخلافية بين المكون العسكري والمكون المدني للحكومة الانتقالية. حيث ظل هذا الملف بإدارة وسيطرة الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان بعيدًا عن الشق المدني ووزارة الخارجية. حيث زار رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان روسيا في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2019، والتقي بالرئيس الروسي فلاديمر بوتين.

وذكر ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن زيارة البرهان تضمنت صفقة استجلاب (100) دبابة روسية لصالح قوات الدعم السريع، وأيضًا انتداب ضباط من سلاح المدرعات إلى الدعم السريع. ومن المعلوم أن العلاقة بين روسيا والدعم السريع ليست جديدة، حيث تعمل عدد من الشركات الروسية في مناطق التعدين تحت حماية قوات الدعم السريع، بحسب ما أوردت قناة "البعشوم" على يوتيوب.

بدأ تسارع الأحداث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد أن أعطى الرئيس فلاديمير بوتين موافقته بإنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان قادرة استيعاب سفن تعمل بالطاقة النووية، تضم (300) فرد من العسكريين والمدنيين. حيث يكون تصميم القاعدة بقدرة على استيعاب أربع سفن في وقت واحد، ليتم استخدام القاعدة في عمليات الصيانة واعادة التموين. 

وتقدم الحكومة الانتقالية الأرض لروسيا وتعمل على تأمين المحيط الخارجي للقاعدة مقابل الحصول على أسلحة روسية. وينص الاتفاق على أن مدة الاتفاقية (25) عامًا قابلة للتجديد (10) سنوات إضافية بموافقة الطرفين. ويوجد نص الاتفاقية التي تتكون من (30) صفحة في الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية في البوابة القانونية للموقع، حيث نشرت بتاريخ 16نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

اقرأ/ي أيضًا: "أبوي قتلني".. ردود فعل غاضبة على مقتل الطفلة سماح

وفي الأسبوع الأخير من فبراير/شباط 2021، تحول البحر الأحمر إلى مسرح للصراع الأمريكي الروسي، حيث وصلت الفرقاطة الروسية "أدميرال غريغوروفيتش" بعد وصول السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس ونستون تشرشل" إلى ميناء بورتسودان لاحقة لسفينة النقل السريع التابعة لقيادة النقل البحري العسكري "يو أس أس كارسون سيتي" التي وصلت الميناء في 24 فبراير/شباط، وصرحت الإدارة الأمريكية وقتها أن زيارات هذه السفن تأتي ضمن دعم الحكومة الأمريكية للتحول الديمقراطي في السودان.

هل سيتسمر الغموض التي تتعامل به الحكومة الانتقالية مع الملف الروسي؟

 وتختلف وجهات النظر في ما تحمله الأيام القادمة حول هذا الملف، فهل ينتصر الشق المدني للحكومة الانتقالية ويتنصل الفريق عبدالفتاح البرهان من اتفاقيته مع روسيا، أم سيتسمر الغموض التي تتعامل به الحكومة الانتقالية مع الملف الروسي.

اقرأ/ي أيضًا

"رحلة صيد" تثير غضب السودانيين على مواقع التواصل

إليك كيف تفاعل السودانيون مع مخاطبة البرهان لمؤتمر قمة إسرائيلي