14-فبراير-2023
البرهان في الإمارات مع محمد بن زايد

البرهان لدى لقائه رئيس الإمارات محمد بن زايد

وصل قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى أبوظبي عاصمة الإمارات اليوم الثلاثاء في زيارة وصفت بالقصيرة والمهمة في الوقت نفسه.

اتفق محللون على أن مشروع ميناء أبو عمامة والتطبيع ضمن الملفات الرئيسية المطروحة خلال اللقاء بين البرهان وولي عهد أبوظبي

ومن المتوقع أن ينخرط البرهان الذي يرافقه وزير المالية جبريل إبراهيم ومدير المخابرات إبراهيم المفضل في مباحثات مع رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان.

وتأتي زيارة البرهان إلى الإمارات بعد سلسلة من التطورات السياسية والدبلوماسية في السودان، ففي مطلع شباط/فبراير الجاري استقبل رئيس مجلس السيادة السوداني وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في الخرطوم، وأجرى الطرفان تفاهمات حول استئناف ملف التطبيع بين البلدين.

وتتزامن زيارة البرهان إلى أبوظبي مع العملية السياسية ومفاوضات شاقة بين الكتل المدنية للوصول إلى "صيغة مشتركة" قبل الاتفاق النهائي مع العسكريين لتكوين حكومة مدنية.

https://t.me/ultrasudan

ووصف المتحدث باسم حزب البعث العربي المناهض للاتفاق الإطاري عادل خلف الله التدخلات الخارجية في الشأن السوداني بـ"المكثفة والمتغلغلة"، مبينًا في حديث إلى "الترا سودان" أن "الزيارات المكوكية" التي يقوم بها العسكريون إلى الخارج تأتي في إطار الحفاظ على النفوذ والمصالح المشتركة بين تلك البلدان وطموحات الجنرالات – على حد قوله.

خلف الله يرى أن زيارة البرهان إلى الإمارات جاءت بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الخرطوم مطلع هذا الشهر، بما إن الإمارات تعد "المركز الإقليمي للتطبيع مع إسرائيل" فمن "الطبيعي" أن يزورها البرهان عقب استقباله لكوهين في الخرطوم.

ويعتقد خلف الله أن المجتمع الدولي أيضًا ركز اهتمامه بالسودان عقب الحرب الروسية في أوكرانيا في إطار الصراع على الموارد في هذا البلد الذي يواجه انقلابًا عسكريًا منذ عام ونيف.

وأشار خلف الله إلى أن زيارات العسكريين إلى خارج البلاد جاءت عقب فك العزلة الإقليمية والدولية عن "الانقلابيين" وهي تتركز في البحث عن "حلفاء جدد" في إطار موازين القوى قبل التفاوض في الاتفاق الإطاري.

وتعد الإمارات عضوًا في آلية دولية رباعية تقود تسهيل الحوار بين قوى مدنية وعسكرية في السودان إلى جانب السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

ويجمل المحلل الإستراتيجي اللواء أمين مجذوب إسماعيل عدة أسباب تقف وراء زيارة البرهان إلى الإمارات اليوم، أبرزها أن الإمارات تعد عضوًا في الرباعية الدولية، ونظرًا إلى "التعقيدات الأخيرة" في الاتفاق الإطاري فربما يناقش اللقاء هذا الملف – بحسب إسماعيل.

الملف الثاني –وفقًا لإسماعيل– زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الخرطوم مطلع الشهر الجاري، بحثًا عن انضمام السودان إلى" اتفاقيات أبراهام". "وبما أن الإمارات وقعت عليها فإنها تريد معرفة الخطوة المقبلة للسودان – يضيف إسماعيل.

كما يرجح إسماعيل نقاش ملف ميناء أبوعمامة على ساحل البحر الأحمر خلال لقاء البرهان ورئيس الإمارات لتذليل الصعوبات المحلية ومخاطبة "مخاوف أصحاب المصلحة" – على حد تعبيره.

وهناك ملف آخر "أكثر أهمية" –بوصف المحلل الاستراتيجي–  وهو المركز اللوجستي الروسي، لأن موسكو تنتظر ردًا من السودان عقب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الخرطوم الأسبوع الماضي.

ويرى إسماعيل أن اللقاء ربما يناقش أيضًا مسألة خدمات السفن على ساحل البحر الأحمر وتفادي مسائل إقامة استثمارات تمس دولًا أخرى. وتابع: "هذه الملفات ستناقش خلال هذا اللقاء القصير وربما تصدر اتفاقات وتفاهمات خلال الأيام القادمة".

بينما يربط المحلل السياسي والكاتب الصحفي حيدر المكاشفي بين مرافقة وزير المالية جبريل إبراهيم للبرهان الذي غادر إلى الإمارات وبين الأزمة الاقتصادية وإمكانية تعمق الجانب السوداني في الاتفاقيات المبدئية بين البلدين.

وأردف في حديث لـ"الترا سودان": "هناك صفقة ميناء أبو عمامة على ساحل البحر، شُكلت لجنة حكومية بشأنها، وقد يكون اللقاء –خاصةً مع وجود وزير المالية السوداني ضمن الوفد– من بين الملفات المطروحة بقوة خلال اللقاء".