08-أبريل-2021

الإمام الصادق المهدي (الترا سودان)

الترا سودان | فريق التحرير

المحرر: يعد زعيم حزب الأمة القومي وإمام طائفة الأنصار الراحل، الصادق الصديق عبدالرحمن المهدي، أحد أهم الشخصيات في تاريخ السودان الحديث، بل وأحد صاغته الأساسيين بانخراطه المباشر فيه بالعمل السياسي وحتى العمل المسلح في الحكومة وفي المعارضة، منذ استقلال البلاد وحتى رحيله أواخر العام الماضي.

انشغل الإمام في آواخر أيامه بقضية التطبيع، وكان من أهم الشخصيات التي أعلنت رفضها للخطوة

وعُرف الزعيم الراحل بمواقفه المعتدلة رغم الاستقطاب الذي يحيط بشخصيته كحال كل الشخصيات المؤثرة في الفضاء العمومي في البلاد، كما التفّت حوله جماهير الشعب السوداني بعد الثورة السودانية الثانية في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي، حيث تم انتخابه رئيسًا لمجلس وزراء السودان فيما صار يعرف لاحقًا باسم الديمقراطية الثالثة قبيل انقلاب الإنقاذ، فرحل عن دنيانا بصفته آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيًا في تاريخ البلاد حتى اللحظة.

اقرأ/ي أيضًا: رباح المهدي: والدي لم يستبعد أن جهات قد أرسلت له من يعديه بكورونا بسبب التطبيع

وانشغل الحبيب -كما يسميه مريدوه- في آواخر أيامه بقضية التطبيع، وكان من أهم الشخصيات السودانية التي أعلنت رفضها القاطع والمبدئي لأي علاقات مع دولة الاحتلال، فأقام الندوات والمحاضرات ودبّج المقالات في توضيح موقفه من القضية حتى وهو يعاني من إصابته بمرض فيروس كورونا الذي كان سببًا في رحيله.

في الأسطر التالية واحدة من آواخر المقالات التي كتبها الإمام بحسب ابنته "رباح"، والتي نشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعد أن أوضحت أنه كتبها وهو يعاني من تبعات الإصابة بمرض فيروس كورونا في أواخر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي قبيل رحيله بأقل من شهر، وأشارت إلى أنه أصر على إتمامها على الرغم من ما كانه يقاسيه من ويلات المرض، فإلى نص المقالة.


أولًا: للأسباب الآتي بيانها إسرائيل ليست دولة طبيعية

تكونت بشعار شعب بلا أرض لأرض بلا شعب. أكذوبة فسكان الأرض المعنية يسجل التاريخ لهم وجود منذ ثلاثة آلاف عام قبل ميلاد السيد المسيح، وظهروا في عملات نقدية.

نعم اليهود أمة عانت من الاضطهاد الروماني الظالم، وحيث استقرت في دول إمبريالية واجهت اضطهادًا ما أفرز نحوها معاداة السامية. وفي مرحلة لاحقة في القرن التاسع عشر تكون شعار حزبي قومي هو العودة إلى أرض صهيون في أرض فلسطين، وهو شعار قومي تبناه يهود علمانيون خلافًا لموقف المؤسسة الدينية اليهودية –الحرادييم- شعار عبأ به يهود علمانيون الإشكانزي، اقتبسوا أساليب الكولونيالية لتكوين دولة إسرائيل للتمدد في الأرض واحتلالها وطرد سكانها، وساعدهم على ذلك تعاطف الدول المنتصرة في الحرب الأطلسية الأولى 1914-1918. قال مايكل أورن (Michael Oren) المؤرخ الأمريكي في كتابه بعنوان: "القوة والاعتقاد والخيال: سياسة أمريكا في الشرق الأوسط منذ 1776م حتى الآن"، قال: "لا يوجد عمل في مجال الهندسة الاجتماعية الأممية أوقح من تأييد أمريكا لقيام دولة يهودية وسط عالم عربي شديد العداء لذلك". وقال "إن النقاد منذ الحرب العالمية الأولى أجمعوا على مقولة إن هذا الإجراء سوف يؤدي لحروب مستمرة في المنطقة"، وقد كان.

اقرأ/ي أيضًا: إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل.. ما هي الرسائل والدلالات؟

بعد أولى الحروب التي اندلعت بين الجماعات الصهيونية المسلحة والدول العربية والتي هزمت فيها الجيوش العربية بسبب خيانات وخلافات بينهم؛ قررت الأمم المتحدة تقسيم أرض فلسطين الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، بين الحركة الصهيونية وأهل فلسطين. قرار قبلته الحركة الصهيونية وأعلنوا قيام دولة إسرائيل وطردوا حوالي (800) ألف من السكان، ولكن بقي منهم مئات الآلاف في إقليم دولة إسرائيل.

بحسب باحثين ومتابعين؛ كان لإسرائيل دور في انفصال جنوب السودان 

الأمم المتحدة يومئذٍ مكونة من (53) دولة، وهي الآن تمثل (193) دولة. إسرائيل فرضت وجودها بالقوة، وبعد هزيمتها للدول العربية في 1967 ضمت مساحة كبيرة: سيناء، وغرب الأردن، والجولان. ولإبرام صلح قررت الأمم المتحدة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة بموجب القرار الدولي رقم (242)، ولكن إسرائيل رفضت تنفيذه. هذا الاختلاف صار سببًا في حركات المقاومة الفلسطينية والعربية المختلفة، ويمثل النزاع الملتهب في الشرق الأوسط.

وبموجب الاعتماد على قوتها أبرمت إسرائيل اتفاقيات سلام مع الدول المجاورة: في 1978 اتفاقية كامب ديفيد مع مصر. وفي 1994م اتفاقية سلام مع الأردن.

وفي 1993م مع منظمة التحرير الفلسطينية. هذه الاتفاقية لم تنفذ بل اليمين الإسرائيلي قتل إسحاق رابين الداعي لها.

وجود جسم غريب معتمد على القوة لا الشرعية أدى بعد حرب 1973 إلى موقف حدده هنري كيسنجر في 1974 قائلًا: "ينبغي انشغال العالم العربي بحروبه المحلية عن إسرائيل"، بهدف نهائي هو تقسيم العالم العربي رأسيًا وأفقيًا وإعادة خارطة دوله.

وقال اليمين الإسرائيلي بضرورة تفكيك الدول العربية. في 2006 أعلن كل من وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت، عن "الشرق الأوسط الجديد"، وفي حزيران/يونيو 2006، نشرت صحيفة القوات المسلحة الأمريكية خارطة لهذا الشرق الأوسط الجديد؛ شُظيت فيها دوله لكيانات أصغر، وفي محاضرة بتل أبيب في في تموز/يوليو 2008، حاضر وزير الأمن الداخلي آفي ديختر في معهد الأمن والدفاع، معتبرًا أن تنفيذ تلك الخارطة ضروري لأمن إسرائيل.. هذه الخارطة ترى تفكيك السودان لخمس دويلات بدءًا بالجنوب، ويوجد بحث قدمه باحث هو السيد إبراهيم يوسف حماد بعنوان: "الدور الإسرائيلي في انفصال جنوب السودان وتداعياته على الصراع العربي الإسرائيلي"، تتبع فيه رسم وتنفيذ تلك الخطة.

الكيان الصهيوني مصمم على التشبث بدولته وضم احتلالاته، وفي 2002 قررت الدول العربية تقديم مشروع تسوية للقضية أهملته إسرائيل، بل انتهزت وجود شخصيات صهيونية أمريكية: مستشار الرئيس الأمريكي، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، والسفير الأمريكي في إسرائيل -لمزيد من التشدد واقتراح "صفقة القرن" الاسم الخادع فلا هي صفقة ولا صلة لها بالسلام، بل تعني تصفية القضية الفلسطينية، ولن تقبل أبدًا بل ترسم خطوط العداء المستمر.

حقيقة الصفقات الراهنة هي التحضير لحرب ضد إيران

إيران ستجد معها تحالفًا دوليًا روسيًا وصينيًا وربما أوروبيًا، ولكنها تمثل كيان الشيعية السياسية الذي يضم عربًا في العراق، وفي لبنان، وفي سوريا، وفي البحرين، وفي اليمن، وعندهم قوى عسكرية غير رسمية مدربة ومسلحة ومعبأة عقائديًا كما أثبت الحوثيون في اليمن. وليس من مصلحة أية دولة عربية خوض حرب في تحالف مع إسرائيل؛ إذ أن مجرد هذا التحالف سوف ينفر الشعوب، وكل بلاد طبعت مع إسرائيل مع وجود تعددية فكرية وسياسية أدت لردة فعل نقضت التطبيع كما في موريتانيا وفي لبنان.

ثانيًا: للأسباب الآتية فإن للسودان دور مهم تستهدفه إسرائيل

السودان بتكوينه الذاتي هو الواصل لما فصلته الصحراء الكبرى، وبتكوينه الجيوسياسي والثقافي والإثني ينتظر أن يقوم بدور عربي إفريقي مهم. وكانت القوى الإمبريالية دائمًا تسعى للإبقاء على جفوة أو حتى عداء بين شقي الصحراء الكبرى.

اقرأ/ي أيضًا: جولة كينشاسا.. رغبة سودانية للبدء في محادثات الاتفاق القانوني

السودان هو واسطة العقد في حوض النيل باعتباره الجار المشترك لأكبر دولة مستهلكة لمياه النيل، مصر، وأكبر دولة منتجة لها، إثيوبيا، وبينهما تعبئة عدائية ينبغي الحيلولة دون تفجير حرب بينهما مدمرة لهما -بل انتحارية كما ذكرت في كتابي: "مياه النيل الوعد والوعيد"، والذي طبعته عام 2000 مؤسسة الأهرام في مصر، ونشرته مسلسلًا صحيفة الأهرام.

الصادق المهدي: السودان هو أرض "اللاءات الثلاث"، لكن يبدو الآن أننا سوف نساق بالعصا للتطبيع

السودان هو الأجدر للقيام بدور تكامل تنموي بين شقي البحر الأحمر: غربه حيث الموارد الطبيعية الوافرة، وشرقه حيث الموارد المالية الوافرة.

تطبيع السودان يمثل إضافة نوعية لحركة التطبيع، لأن فيه نظام سياسي مقنن للتعددية الفكرية والسياسية. كل تطبيع مع بلاد بهذه الصفة نقضته الشعوب كما في موريتانيا ولبنان.

السودان أرض "اللاءات الثلاث"، لتهزم بالنعمات المستجيبة، وهو قد أعلن مع آخرين تلك اللاءات وهو حر الإرادة. ولكن يبدو الآن أننا سوف نساق بالعصا للتطبيع بادعاءات وهمية: فالإدارة الأمريكية لا تملك منفردة إلغاء الدين الخارجي، وهو بيد نادي باريس. وقد صار واضحًا أن للدول الأوربية الآن نهجًا مستقلًا.

ومسألة اسم السودان في قائمة رعاية الإرهاب موضوعيًا سقطت؛ فلا يعقل تحميل الشعب المعتدَى عليه ذنوب المعتدِي عليه، والأمر على أية حال بيد المشرعين الأمريكان. أما حجم الغرامة المطلوب سدادها فهو بيد المتضررين والقضاء الأمريكي المستقل. الرئاسة الأمريكية تعطي ما لا تملك.

التطبيع بهذه الطريقة الابتزازية يدل على عدم وعي بإحساس السودانيين الكبير بالكرامة، وحتى الذين يؤيدون لأسبابهم إقامة علاقات مع إسرائيل؛ سوف ينفرون من هذا الأسلوب المذل.

ثالثًا: قال كثير من عقلاء الأمريكان غير المشدودين لمكاسب حزبية انتخابية ضيقة، إن الضغط على السودان ليطبِّع بهذه الطريقة؛ سوف يؤدي لانقسام حاد في المجتمع السوداني، وسوف يشكل كرتًا رابحًا لقوى التشدد والتطرف في السودان. هذا ما قاله باحثون في معهد السلم الأمريكي التابع للكونغرس نشرت كذلك من قبل معهد بروكينغز (Brookings Institute) بعنوان "تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية الآن لعبة خطرة". ومعلوم أن سياسات أمريكية قصيرة النظرة حزبية الهوى قد أدت دورًا كبيرًا في أجندات التشدد والتطرف في المنطقة. قالت هيلاري كلينتون: "نحن الذين كونَّا منظمة المجاهدين في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي". هذا عمل بدون أية ضوابط فأدى إلى أن تحول هؤلاء لتنظيم القاعدة، وبعضهم تحول لداعش، وهما الآن يتوسعان عبر شبكات تعد بالعشرات في آسيا، وإفريقيا، وأوروبا.

اقرأ/ي أيضًا: "موسى هلال".. سيناريوهات ما بعد الإفراج

وقال مارك كيرتس: "ابن لادن، وطالبان، والظواهري، تعاملت بريطانيا معهم جميعًا لأغراضها السياسية". جاء هذا في صحيفة الغارديان بتاريخ 5/7/2015.

الإمام الصادق للمبعوث الأمريكي: إن إصراركم على جر السودان للتطبيع سوف يساهم في إفشال المرحلة الانتقالية

وفي مقابلة مع المبعوث الأمريكي للسودان بتاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2020، قلت له: راعوا آثار سياساتكم التي تعود بنتائج عكسية. وقلت له: إن إصراركم على جر السودان للتطبيع، وإن تخلفكم عن الاعتراف بالتغيير الثوري الإيجابي ورفع اسم السودان المستحق بعد الثورة مباشرة، والمناورة بهذا الموضوع سوف يساهم في إفشال المرحلة الانتقالية وتصير السياسة الأمريكية شريكًا في تعويق التحول الديمقراطي وفتح المجال للمغامرات أو الفوضى أو تمدد حركات التشدد المختلفة. قلت له: إن أية سياسة تحقق عكس مقاصدها مؤذية لأصحابها.

كما قلت للمبعوث النرويجي بتاريخ 28 تشرين الأول/أكتوبر: أرجو أن تقوم بلادكم بنصح زملائها في الترويكا بخطر انتهاز هشاشة وضع السودان لإجباره على تطبيع مذل.

رابعًا: التطبيع بهذه الطريقة الخاطئة والمذلة سيجد تأييدًا أهم عناصره كالآتي

بعض العسكريين يتوهمون أن التطبيع سوف يمنحهم حماية من أية مساءلة جنائية، مع أن الرجلين المنوط بهما هذه الحماية، ترامب ونتنياهو، مرشحان للسجن في المستقبل القريب. الحماية أو العفو هو بيد المتضررين خاصة والشعب السوداني عامة.

بعض القوى الثورية ذات الأشواق الانفصالية يعتقدون أن الوجود القانوني الإسرائيلي الذي كانوا يتعاملون معه من وراء حجاب سوف يشكل لهم حاضنًا قانونيًا لأهداف التقطيع. ومع الوجود الإسرائيلي الرسمي في الخرطوم وفي دول الجوار؛ سوف ينخرطون في المشروع الإسرائيلي بشد الأطراف ثم بترها. إن هؤلاء يلوثون قضية السلام المقدسة ويضعونها في مقابل المصلحة الوطنية.

جماعات أهدرت مصداقيتها السياسية بالانخراط في مؤسسات النظام المباد التنفيذية والتشريعية، ويجدون في موجة التطبيع فرصة تسلق لدور سياسي في سودان الثورة الذي يدينهم.

بعض الشباب الذين لا يدركون أن شعار الثورة: "حرية، سلام، وعدالة"، لا يقف عند حدود السودان الجغرافية، ويتوهمون أن مقاطعة إسرائيل هي موقف عربي لا يعنيهم. موقف مقاطعة إسرائيل العنصرية كما كان موقف جنوب إفريقيا العنصرية؛ يتطلب موقفًا ضد العصبية العنصرية لا تخص العرب والأفارقة وحدهما.

اقرأ/ي أيضًا: متوقعةً إعلانًا مرتقبًا للتطبيع.. 14 حزبًا ومنظمة يحذرون من الخطوة

خامسًا: حزب الأمة القومي أنقذ السودان من زفة في عام 1953 أوشكت أن تجر السودان لتبعية للخديوية وتحكم الباشوات. زفة انخرط فيها كثير من السودانيين. النداء الوطني الآن ينادينا لإنقاذ السودان من تطبيع هو أداة للتقطيع.

في المرة الأولى لم يكن حزب الأمة منفردًا بل اجتمعت معه قوى أخرى في الجبهة الاستقلالية، والآن لا يقف حزب الأمة منفردًا، ويرجى تكوين الجبهة الوطنية الديمقراطية، لحماية السلام من التشويه، ولحماية الوطن من التدمير.

دعا الإمام لسلام ديمقراطي يربط بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية ولنهج متوازن في العلاقات الخارجية

نحن ندعو لسلام ديمقراطي يربط بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية والاقتصاد بأنموذج تنموي جديد وبنهج متوازن في العلاقات الخارجية، وللعمل على وقف الحروب البينية وتجنب المحورية والدعوة عن طريق نداء المهتدين لموقف يتجاوز الطائفية بين المسلمين، ونداء الإيمانيين للتعايش والتعاون بين كافة الملل، ولنهج يكفل مبادئ حقوق الإنسان الخمسة: "الكرامة، والعدالة، والحرية، والمساواة، والسلام"، ونهج سياسي يكفل المبادئ الأربعة: "المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون".

في هذا المناخ الصحي تكون ولاية الأمر لمختاري الشعب، وتحمي الأمن الداخلي قوتان نظاميتان قوميتان: شرطة وجهاز مخابرات، وتقوم بالدفاع عن الوطن قوات مسلحة موحدة تحمي الدستور ولا تتدخل في التنافس السياسي.

أما الذين يساومون بالوطن فنقول لهم مقولة صاحب المولد صلى الله عليه وسلم عن معاذ بن جبل قال: "ثلاثٌ مَن فَعلَهُنَّ فقَد أجرمَ: مَن عقدَ لواءً في غيرِ حقٍّ، أو عقَّ والدَيْهِ أو مشَى معَ ظالِمٍ يَنصرُهُ".

اقرأ/ي أيضًا

حرب جنوب طوكر.. ذاكرة الدم الحرام

الرسائل السياسية في بروتوكولات الزيارات الرسمية بين السودان ومصر وإثيوبيا