08-يوليو-2022
محتجون يسعفون مصابًا في مظاهرة بالخرطوم

حوار مع د. حامد سعد عضو لجنة أطباء السودان المركزية

كشف عضو لجنة أطباء السودان "المركزية" د. حامد سعد عن الصعوبات التي تواجه الأطباء أثناء أداء عملهم. وأشار في حوارٍ مع "الترا سودان" إلى تعرض العيادات الميدانية للمداهمة من قبل السلطات ما يجعلها "عرضة للخطر"، موضحًا أن هناك مصابون تم أخذهم عنوةً وأن القوات الأمنية "لا تراعى لحالات المصابين وتستمر في إطلاق الرصاص أثناء عملية إسعافهم". وتحدث عضو اللجنة المركزية للأطباء عن عمل اللجنة والضغوطات التي تواجههم.

د. حامد سعد: هناك مصابون تم أخذهم عنوةً بواسطة القوات النظامية مثل الشهيد أحمد عبدالمنعم الذي تم أخذه بالقوة من عربة الإسعاف وسحله وجره

كيف تسير الأمور الآن داخل المستشفيات التي تعمل على استقبال مصابي المواكب؟

هناك عيادة ميدانية تعمل على تقديم خدمة طبية للمرضى والمصابين من المعتصمين وهناك فريق طبي ميداني في كل الاعتصامات يعمل على إسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات، والآن بصدد عمل عيادات ميدانية ثابتة.

حدثنا عن حالة المصابين داخل المستشفيات؟

 الحالات الخاصة بالمليونية الأخيرة 30 حزيران/ يونيو معظمها مستقرة وخرجت من المستشفيات. وهناك حالات إصابة بالرصاص الحي قليلة وحرجة ولا تزال طريحة الفراش بالمستشفيات.

كم عدد الحالات الحرجة حتى الآن؟

في أيّ لحظة يمكن أن تتحول حالة مصاب من مستوى إلى آخر؛ لذلك من الصعب ذكر عدد معين الآن، فالمعلومات يتم تحديثها بين الحين والآخر، ولكنها قليلة.

ما هي الصعوبات التي تواجهكم أثناء العمل؟

الصعوبات التي تواجه المسعفين عمومًا هي عدم تمكنهم من أخذ الراحة الكافية في علاج المصابين لعدم وجود أماكن مريحة ولتعرض العيادات الميدانية للمداهمة من القوات التي تقمع المواكب خاصةً في حالة الفر تصبح العيادات معرضة للخطر، وبوجود المصابين بداخلها لا نستطيع إسعافهم، وهناك بعض المصابين يتم أخذهم عنوةً من المسعفين بواسطة القوات النظامية، مثلما حدث للشهيد طالب الطب أحمد عبدالمنعم الذي تم أخذه بالقوة من عربة الإسعاف وتم سحله وجره على الأرض في مليونية 30 ديسمبر 2021، وتوفي لاحقًا بمضاعفات السحل. والمسعفون كالثوار معرضون للدهس والاعتقال والتعذيب والقتل. وأيضًا من الصعوبات التي تواجه المسعفين أثناء نقل الحالات الحرجة بواسطة الإسعاف في حالة وجود اشتباك أو إطلاق رصاص والقوات التي تقمع المواكب لا تضع اعتبارًا للحالات المنقولة بالإسعاف وتستمر في إطلاق الرصاص. وأكبر عائق قابلنا في نقل المصابين كان في مجزرة 17 نوفمبر حين حاصرت السلطات المستشفيات وأطلقت الغاز المسيل للدموع داخلها وهددت حياة المرضى والكوادر الطبية.

https://t.me/ultrasudan

اذكر لنا أكثر الحالات التي تأثرتم بها؟

 كثيرة هي الحالات، وجميعهم لدينا في نفس المستوى، وهناك اختلاف بيننا في درجة التأثر بحالة الشهداء، فتجد أحدنا متأثرًا بشهيد بشدة نسبةً لمعرفته المسبقة به أو متابعته لأعماله الخيرية. لكن بالتأكيد كلنا نتأثر للشهداء والمصابين بإصابات خطيرة مثل إصابات الرأس التي تتسبب في تناثر أنسجة المخ. وكذلك تأثرنا بالشهيد الذي ترك أسرته في وضع اقتصادي واجتماعي سيئ، وأكثر تأثرًا بالشهداء الأطفال وبالشهيدة الأنثى ست النفور.

حالة شهيد لم تفارق ذاكرة حامد سعد؟

شخصيًا تأثرت بفراق كل الشهداء، لكن تأثرت أكثر بالشهيد عاصم حسبو لأني كنت موجود لحظة إصابته ومتابع لحالته إلى أن تم تأكيد شهادته، غير أن والده فارق الحياة بعد زمن وجيز من وفاته ووضع أسرتهم "صعب شوية" من كل النواحي.

ماهي قصة المعتقل سيف الإسلام؟

جاءت به قوات أمنية من السجن إلى المستشفى وتم عرضه على طبيب وحين طلب منهم فحوصات معينة ذهبوا به إلى السجن ولم يتم إرجاعه مرة ثانية للطبيب ليحدد حالته.

عضو لجنة الأطباء: حالة المعتقل سيف الإسلام الصحية غير مستقرة ويتعرض لأذى نفسي وجسدي

كيف هي حالة المعتقل سيف الإسلام الصحية؟

غير مستقرة ويتعرض لأذى نفسي وجسدي.

بمَ تصف ما فعلته السلطات تجاه سيف الإسلام وخاصة أنكم طالبتم بإرجاعه إلى الطبيب؟

هذه جريمة ضد الإنسانية وعدم احترام للإنسان الذي كرمه الله ونطالب بعرضه على طبيب لتشخيص حالته وإعطائه الوصفة الطبية المناسبة.

هل تواجه لجنة الأطباء أيّ ضغوطات أو تهديدات؟

نحن مثل قوى الثورة نواجه ضغوطات فيما يخص الميدان والإعلام.

كيف؟

لا نستطيع العمل في الميدان والحديث في الإعلام بحرية فالتضييق الأمني يجعلنا نحترز.

في آخر مليونية في الشهر الماضي هل هاجمت السلطات المستشفيات؟

في 30 حزيران/ يونيو الماضي تم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع داخل حرم أحد مستشفيات مدينة الخرطوم وأيضًا كانت هناك محاولة لمهاجمة عدة مستشفيات حسب القراءات، وقبل ثلاثة أيام كان هناك حصار لمستشفى رويال كير في بري وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع ما تسبب في مضايقة المرضى والكوادر العاملة بالمستشفى، وخلال شهور الانقلاب رصدنا عشرات الحالات لهجوم القوات النظامية على المستشفيات وإطلاقها الغاز المسيل للدموع وترويعها للمرضى والكوادر العاملة بالمستشفيات.

عضو لجنة الأطباء: اللجنة جسم مهني وكل طبيب من حقه الانضمام إليها أيًا كان توجهه والعمل داخل اللجنة تطوعي

هناك اتهام للجنة الأطباء بأنها تنظيم سياسي أكثر من كونها جسمًا طبيًا خاصةً بعد مطالبتكم بإسقاط حكم العسكر؛ ما ردك؟

اللجنة جسم مهني وكل طبيب من حقه الانضمام إليها أيًا كان توجهه. والعمل داخل اللجنة تطوعي إلى حد كبير، سواء كان على مستوى اللجان أو على مستوى المكتب الأعلى من اللجان، واللجنة غير سياسية بل هي جسم نقابي موازي يعمل مع أجسام نقابية موازية وفق رؤية مهنية تمليها المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب من تاريخ بلادنا. فكان لابد من الوقوف مع جماهير شعبنا ومساعدتها بكل ما هو ممكن في إطار وسائل المقاومة السلمية لإسقاط الانقلاب والظفر بالنصر.