في خطوة مفاجئة، تراجع وزير الطاقة والكهرباء والمياه الإثيوبي سيليشي بيكيلي، عن تصريحه السابق عن بدء الملء الاول لسد النهضة. وأوضح أن حديثه كان مرتبطًا بصحة الصور التي نقلتها الأقمار الصناعية قبل أيام للسد، وقال: "الصور تعكس الأمطار الغزيرة، حيث كان معدل التدفق إلى البحيرة أعلى من معدل خروج المياه منها"، حسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس".
التلفزيون الحكومي الإثيوبي: نعتذر عن الخطأ الذي ارتكبناه في تفسير تصريحات وزير الري والمياه والطاقة بشأن سد النهضة، سوء التفسير من جانبنا كان بالخطأ
أعقب ذلك اعتذار لهيئة الإذاعة الإثيوبية الوطنية في بيانٍ على صفحتها بفيسبوك ورد فيه: "نعتذر عن الخطأ الذي ارتكبناه في تفسير تصريحات وزير الري والمياه والطاقة بشأن سد النهضة" وأضاف البيان أن سوء التفسير كان "بالخطأ"، و"غير متعمد".
اقرأ/ي أيضًا: وزارة المياه: قياساتنا لمناسيب النيل أكدت بدء إثيوبيا ملء سد النهضة
فيما أكدت الأمم المتحدة أن نقاشًا يدور حول ما يجري بالضبط في إثيوبيا، وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوغريك، نتابع التطورات الجارية بشأن السد و"أعتقد أنه من المهم لقادة السودان وإثيوبيا ومصر، أن يستمروا في اغتنام الفرص المتبقية لحل خلافاتهم والتوصل لاتفاق متبادل المنفعة لجميع شعوبهم التي تعتمد على مياه النيل".
وردًا علي سؤال بشأن ملء السد أجاب دوغريك "أعتقد أننا نعلم أن هناك أمطارًا غزيرة، وأعتقد أيضًا أن هناك نقاشًا يدور حول ما يجري بالضبط".
وأعلن مجلس الأمن، أنه مستعد للنظر مجددًا في ملف الخلاف بين السودان وإثيوبيا ومصر بشأن سد النهضة حال طلب أعضاء إثارة الموضوع. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها السفير الألماني، كريستوف هويسجن الذي تترأس بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري. وقال هويسجن: "استمعنا في الاجتماع السابق الذي عقده المجلس لوجهات نظر ممثلي الدول الأعضاء".
التراجع الإثيوبي الذي جاء خلال ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء وصباح اليوم الخميس، يصطدم بما أعلنه السودان، بأن قياس تدفق المياه في محطة الديم الحدودية مع إثيوبيا كشف تراجعًا في مستويات المياه بما يعادل (90) مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يؤكد إغلاق بوابات سد النهضة. وهذا ما دعا وزارة الخارجية المصرية إلى مطالبة الحكومة الإثيوبية بـ"إيضاح رسمي عاجل" بشأن الإعلان عن بدء ملء السد، ونقل عن محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الري والموارد المائية المصرية، قوله إن الإجراء الذي ستتخذه مصر بعد إعلان وزارة الري الإثيوبية "سيكون سياسيًا، وعبر وزارة الخارجية".
اقرأ/ي أيضًا: لجان مقاومة تعلن التصعيد الثوري ضد الحكومة لانتهاء مهلة مطالب 30 يونيو
وأشار المسؤول المصري، إلى أن بلاده التزمت بما جاء في الاجتماع الأخير للمفاوضات التي استمرت لمدة أحد عشر يومًا بين مصر وإثيوبيا والسودان بحضور مراقبين دوليين، ورفعت التقرير النهائي إلى مكتب الاتحاد الإفريقي. ونقل أحمد حافظ المتحدث باسم الخارجية المصرية قوله، إن مصر تتابع ما يتداول إعلاميًا حول هذا الموضوع ورغم أن بيكيلي، قد أعلن أمس الأربعاء، البدء في عملية تعبئة السد، وتراجع عنها، إلا أن القيادي بقوي الحرية والتغيير المتحدث الرسمي باسم حزب البعث محمد وداعة، كان قد كشف قبل (10) أيام لقناة الجزيرة القطرية، عن شروع أديس أبابا في تعبئة السد المثير للجدل سرًا، وقام بنشر صور ومقاطع فيديو رصدتها الاقمار الصناعية، تظهر تجمعًا للمياه خلف الخزان، وتناقلت الخبر والصور فيما بعد وسائل إعلام محلية وعالمية، ومن بينها الأسوشيتد برس الأمريكية، حسب قوله.
محمد وداعة: إثيوبيا بدأت الملء أثناء انعقاد المفاوضات بين الدول الثلاث، وهو ما كشفته بالصور المرصودة بالأقمار الصناعية لقناة الجزيرة، وكنت المصدر الوحيد للخبر
وفى رده على سؤال "ألترا سودان" عن مصدر معلوماته قال وداعة: إنه اخضع الاحباس لدراسة علمية واستنتج الخطوة، وانتقد وداعة في مقابلة مع "ألترا سودان"، وزارة الري والموارد المائية بالسودان لتوجيه أجهزتها بقياس مناسيب تدفق المياه في محطة الديم الحدودية مع إثيوبيا عقب انتشار صور الأقمار الصناعية، وأوضح أن محطة الديم يتم قياسها على مدار الساعة، مستفسرًا عن قراءات باقي الأيام والأسبوع الماضي، قبل أن يتهم الوزارة بعدم الشفافية.
وأشار وداعة إلى أن نقص المياه في سد مروي بمقدار (142) مليون متر مكعب، أدى إلى نقص التوليد المائي وتفاقم أزمة الكهرباء بالبلاد، وتوقع أن يتقدم السودان بشكوى إلى مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، للمطالبة بإيقاف العمل في السد والقروض الموجهة. واعتبر أن الملف انتقل من فني إلى سياسي.
واستنادًا على ما ذهب إليه وداعة، فإن أديس أبابا قد بدأت في التخزين الابتدائي أثناء انعقاد المفاوضات الثلاثية مع السودان ومصر، والتي استغرقت (11) يومًا بحضور مراقبين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الإفريقي.
ويستوعب السد المشيد بتكلفة تزيد عن (15) مليار دولار، (74) مليار متر مكعب من المياه بعد الانتهاء من التعبئة ما بين (7-10) سنوات، وتتولى شركة "ساليني إمبريجيلو” الإيطالية دور المقاول الرئيسي، وتنفذ الإنشاءات المدنية بينما تقوم شركات (Gezhouba) و(Voith Hydro Shanghai) الصينية، وآلستوم الفرنسية، وفويث الألمانية، لأعمال الفنية في السد.
وتبلغ التعبئة في السنة الأولي التي تبدأ من تموز/ يوليو الجاري، بحجز (4.9) مليار متر مكعب من المياه، وتمثل (10) % من المياه المتدفقة لتشغيل التوربينات تمهيدًا لتوليد الطاقة بمقدار (750) ميغاواط، وفي السنة الثانية سيتم تخزين (13،5) مليار متر مكعب من المياه.
اقرأ/ي أيضًا: السودان يودع تقريره النهائي بشأن سد النهضة منضدة الاتحاد الإفريقي
وزير الري السوداني الأسبق في آخر حكومة للنظام البائد، دكتور عثمان التوم حمد، أكد أن التخزين الابتدائي لا يحدث أي ضرر فني على الخرطوم والقاهرة، وتم إقراره في اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة في العام 2015، وأكد لـ"ألترا سودان"، أن الاختلاف بين الدول الثلاث لم يكن بسبب الملء الأول وإنما بشأن توقيع اتفاق جزئي عقب التخزين الابتدائي، بينما يتمسك السودان ومصر باتفاقية كاملة وملزمة.
وزير الري السابق: التخزين الابتدائي لا يحدث أي ضرر فني على الخرطوم والقاهرة، وتم إقراره في اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة في العام 2015
الاستحقاق الطبيعي للملء الأول الذي تتحدث عنه إثيوبيا، وأنه تم بموافقة الدول الموقعة على اتفاقية إعلان المبادئ، اعترض عليه وداعة واتهم أديس أبابا بمخالفة التزاماتها التي قطعتها في واشنطن، وذلك فيما يلي عدم اتخاذ أي إجراء أحادي بشأن السد بدون توقيع اتفاق، خاصةً مع استمرار جهود الاتحاد الإفريقي للتوصل إلى توافق حول القضايا العالقة توطئةً لتوقيع اتفاق.
ومن المنتظر أن يلتئم اجتماع طارئ اليوم الخميس، من وفد السودان المفاوض برئاسة وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، لمناقشة التطورات المتسارعة بعد تصريحات وزير الري الإثيوبي بملء السد ثم نفيه ذلك لاحقًا.
اقرأ/ي أيضًا
موفد حمدوك إلى كادوقلي: السلام كفيل بإيصال الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك
لجنة الامتحانات توافق على موعد لامتحان الشهادة وتقارير الولايات تعطل إعلانه