25-يناير-2022

تستمر الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في السودان في ظل قمع مفرط (Getty)

في تاريخ مماثل من العام 2019، هزّت مدينة أمدرمان فاجعة استشهاد الشهيد عبدالعظيم أبوبكر الإمام، في بسالة نادرة لوقوفه أمام القوات النظامية وتلويحه بعلامة النصر لتصطاده رصاصة الغدر التي حولت فاجعته لاتقاد ثوري مشتعل استلهامًا لبسالته حتى أضحت مقولته: "لقد تعبنا يا صديقي ولكن لا يمكننا الاستلقاء أثناء المعركة"، رمزية للصمود وعدم الاستسلام، لتستعاد ذكرى ملحمة استشهاده بملحمة أخرى في 24 كانون الثاني/يناير 2022 شهدت تدافع الآلاف ببسالة وإقدام دون التراجع عن المبدأ الثوري.

حملت تظاهرات الأمس في أمدرمان رمزية الوقوف عند موضع استشهاد عبدالعظيم بشارع الأربعين الذي صار يحمل اسمه

لتحمل تظاهرات الأمس رمزية الوقوف عند موضع استشهاده بشارع الأربعين الذي صار يحمل اسمه، لتأكيد المضي في ذات الإقدام دون تقهقر.

ولنحو ثلاثة أشهر يعتزم المتظاهرون استعادة النظام الديمقراطي وإسقاط الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ولا تخلو مواكب المتظاهرين منذ الانقلاب من تقديم التضحيات وتقديم الشهداء والجرحى على الرغم من الاستخدام المفرط للعنف في مواجهة المواكب السلمية وإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع.

لتشهد تظاهرات الرابع والعشرين من كانون الثاني /يناير ارتقاء ثلاثة شهداء، ووقوع عدد من الإصابات بالرصاص الحي بينها حالات خطرة بحسب مصادر طبية.

ورغم الاستعداد الأمني المكثف استطاعت حشود المتظاهرين في محليات أمدرمان الثلاثة الوصول لنقطة التقاء المواكب المحددة في شارع الشهيد عبدالعظيم.

https://www.youtube.com/watch?v=S00iP_xRgHI

عند محلية أمدرمان رصدت "الترا سودان"، في جولة ميدانية لها قبيل انطلاق التظاهرات مجموعة كبيرة من سيارات الدفع الرباعي تفوق الثماني سيارات محملة بجنود قوات الاحتياطي المركزي  المعروفة باسم (أبوطيرة) أمام مبنى محلية أمدرمان.

وعند الواحدة ظهرًا بدأ المتظاهرون في التجمع عند شارع الشهيد عبدالعظيم بمحطة سنادة مع ترديد الهتافات الثورية المناوئة للمكون العسكري وقائده عبدالفتاح البرهان، مع ترديد القصائد الثورية.

وعقب الواحدة ظهرًا بدأت تتوافد مواكب المتظاهرين من الأحياء ليصل موكب محلية أمبدة ومن ثم موكب محلية كرري وبقية الأحياء لتلتحم عند محطة سنادة وتتحرك صوب ستوب بانت مع تقاطع الشارع المؤدي إلى مستشفى السلاح الطبي وكوبري أمدرمان.

وعند محطة ستوب بانت تمركزت عدد من القوات النظامية، وعند اقتراب المتظاهرين بدأت عمليات المطاردة من الوراء بواسطة قوات الاحتياطي المركزي مع إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة بالتزامن مع القوات الأخرى التي تتمركز في واجهة مواكب المتظاهرين.

اقرأ/ي أيضًا: مليونية 24 يناير.. جولة جديدة للاحتجاجات في شارع القصر

عمليات المطاردة من الناحية الجنوبية لشارع الشهيد عبدالعظيم ومن ناحية كوبري خور أبوعنجة وعمليات الاقتحام المفاجئ أدت لفض المتظاهرين من الشارع بأستخدام الرصاص الحي والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية.

شهدت تظاهرات الأمس في أمدرمان عودة شرطة العمليات عقب اختفائها في التظاهرات السابقة

وأثناء عمليات الاقتحام أحكمت القوات قبضتها على أحياء بانت غرب بنشر سيارات محملة بالجنود لتضع المتظاهرين في صندوق أدى لتعطيل إمكانية عودتهم مرة أخرى للشارع الرئيس، لتفلح عمليات المطاردة في إبعادهم عن المنطقة، مع ضعف الحواجز "المتاريس" في الشوارع الفرعية، بجانب ضعف الحواجز في الشارع الرئيس ليسهل من سرعة اقتحام المواكب من الناحية الشمالية.

وشهدت تظاهرات الأمس في أمدرمان عودة شرطة العمليات عقب اختفائها في التظاهرات السابقة، محملة على سيارات نقل الجنود المعروفة محليًا باسم "ون غيغا".

وارتقى ثلاثة شهداء في احتجاجات الأمس في كل من الخرطوم وودمدني، بينما أصيب العشرات جراء القمع المفرط الذي تتعرض له الاحتجاجات التي تطالب بالحكم المدني ومحاسبة المسؤولين عن قتل الشهداء.

اقرأ/ي أيضًا

المكتب الموحد للأطباء يصدر موجهات عامة للمواكب

عودة تدريجية للأطباء للمستشفيات الحكومية في محلية النهود