28-أبريل-2024
أمجد فريد

المستشار السابق لرئيس مجلس الوزراء أمجد فريد

قال المسؤول السابق في مكتب مجلس الوزراء أمجد فريد، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى إلى خنق السودان اقتصاديًا من خلال إبرام صفقة جديدة مع دولة جنوب السودان، والتي ستحصل بموجب الاتفاق على (12) مليار دولار وسداده خلال (20) عامًا.

طالب أمجد فريد بإيقاف الإمارات عن خنق السودان اقتصاديًا 

ونشر فريد معلومات على حسابه الشخصي في منصة "إكس"، وأرفق معها وثيقة توضح الاتفاق بين شركة "HBK DOP" المملوكة لحمد بن خليفة آل نهيان، وينص الاتفاق على منح الشركة (12) مليار دولار لدولة جنوب السودان خلال (90) يومًا، بفترة سداد تمتد حتى (20) عامًا، قائلًا إنها نفس الشركة التي حاولت شراء نادي كرة قدم في إسرائيل، ثم فشلت الصفقة بسبب الشكوك في مصادر هذه الأموال.

وأضاف فريد: "قسم القرض على ثلاث مراحل (5.2) مليار دولار في الدفعة الأولى، وثلاثة مليار دولار في الدفعة الثانية و(3.7) مليار دولار في الدفعة الثالثة".

وأوضح فريد أن بنود الاتفاق تنص على سداد القرض بواسطة شحنات من نفط جنوب السودان، والذي تم تسعيره لأغراض هذا الاتفاق بقيمة أقل بـ (10) دولارات للبرميل من سعره في السوق، مضيفًا أن الاتفاق يقضي في حال انخفاض السعرعالميًا، يتم تعويض الفرق بمزيد من شحنات النفط. 

وحسب المعلومات التي نشرها أمجد فريد، يشترط الاتفاق أيضًا أن يتم تسليم شحنات النفط قبل شهر من دفعات مراحل القرض.

وطبقا لفريد نص الاتفاق على وضع القرض في حساب بنكي بالإمارات، وتوجيه 70% منه حوالي (8.4) مليون دولار للبنية التحتية، وتستلم جنوب السودان 30% من القرض.

ومنح الاتفاق الشركة المقدمة للقرض حق إعادة توجيه خطاب العرض إلى أي جهة أخرى، بدون ضرورة الحصول على موافقة المقترض المتمثل في دولة جنوب السودان.

وقال فريد إن الاتفاق مجحف في شروطه، لكن لا أحد يستطيع إلقاء اللوم على دولة جنوب السودان حول كيفية إدارة وضعها الاقتصادي، في مواجهة الظروف التي تمر بها، لا سيما بعد أن تسببت الدعم السريع في تدمير خط النقل الشرقي.

وأضاف: "تكلفة إنشاء هذا الخط (1.5) مليار دولار، وخسرت جنوب السودان 60% من الإيرادات العامة بسبب توقف مرور النفط عبر السودان".

وأشار فريد إلى أن الاتفاق لا يخرج من سياق حرب السودان، حيث تدعم الإمارات الدعم السريع للاستمرار في حربها، والاستيلاء على البلاد وتوجيه 70% من قيمة القرض لإنشاء خط أنابيب جديد من جنوب السودان عبر كينيا.

وأضاف فريد: "الغرض من هذا المشروع إلحاق خسائر بالسودان بفقدان (1.5) مليون دولار يوميًا من رسوم مرور النفط، وتوقف محطة كهرباء أم دباكر في النيل الأبيض التي تعتمد على نفط جنوب السودان وتنتج (350) ميغاواط.

وأوضح فريد أن الاتفاق الجديد بين الشركة الإماراتية وجنوب السودان وبناء خط أنابيب عبر كينيا سيؤدي إلى توقف الوحدة الثانية بمصفاة الخرطوم، والتي تنتج 40% من الاستهلاك المحلي للوقود في السودان، وقيمتها ثلاثة مليون دولار يوميًا.

وأضاف: "من الواضح أن الإمارات تسعى إلى خنق السودان اقتصاديًا بشكل استراتيجي طويل المدى، لزيادة فرص حظوظ وكيلها الجنرال حميدتي سياسيًا".

وقال فريد إن الإمارات فعلت ذات الأمر مع دولة تشاد، وقدمت لها قرضًا من صندوق أبوظبي للتنمية بقيمة (1.5) مليار دولار، بجانب اتفاق للتعاون العسكري بين البلدين، مضيفًا أن الإمارات بمثل هذه الأفعال تقوم بـ"رشوة" دول جوار السودان، على حد تعبيره.

وأكد أن الإمارات تسعى إلى استمرار حرب السودان، وربط إيقافها بالمساعي السياسية التي تحافظ على وجود محمد حمدان دقلو، ومليشيات الدعم السريع بشكل مؤسسي.

وشدد فريد على إيقاف الإمارات عند حدودها والتي تجاوزتها منذ وقت طويل، وإنهاء أكبر عملية ابتزاز اقتصادي تقوم به الإمارات بشكل منظم، في مناطق الساحل والبحيرات والقرن الإفريقي.

وكان السودان أبلغ جنوب السودان رسميا في آذار/مارس الماضي، بتوقف الخام عن التدفق إلى موانئ التصدير، للأضرار التي طالت أنابيب النقل في منطقة النيل الأبيض، وجراء هذه التطورات انخفضت عملة جنوب السودان إلى مستوى قياسي وتوسعت رقعة الأزمة الاقتصادية في هذا البلد.

وتسيطر الدعم السريع على أجزاء من ولاية غرب كردفان التي تضم منشآت نفطية، إلى جانب مناطق أخرى تمر من خلالها أنابيب النفط في العيلفون وولاية الجزيرة.