07-مايو-2024
جنود من الجيش السوداني

أدانت القوات المسلحة السودانية محتوى مقطع فيديو صادم يظهر شخصين يقومان بتقطيع جثة قتيل بزي قوات الدعم السريع، وسط جمهرة من الناس وهم يهتفون ضد هذه القوات. وقالت القوات المسلحة في بيان لها اليوم الثلاثاء، إن إعلام "مليشيا آل دقلو الإرهابية" حاول إلصاق هذه الجريمة بالجيش السوداني.

مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة: تؤكد القوات المسلحة أن من ظهروا بالفيديو لا علاقة لهم  بأي من مكونات معركة الكرامة الوطنية من قوات ومستنفرين

وتلقى المقطع المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، إدانات واسعة من العديد من الجهات، واتهم قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو منسوبي الجيش السوداني بارتكاب الجريمة البشعة التي كشفها المقطع، كما قال القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، خالد عمر يوسف إن التسجيلات المصورة توثق لـ"منسوبين للقوات المسلحة"، وقال إن هذه الممارسات "خرجت من كونها ممارسات فردية لتصبح أفعالًا متكررة"، حد قوله.

مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية، رد على المقطع الصادم بالقول بأن الجيش السوداني يلتزم بقوانين وأعراف الحرب، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع "شهد لها العالم أجمع بممارساتها الهمجية التي طالت الجميع عسكريين ومدنيين". وقالت القوات المسلحة في بيانها الذي اطلع عليه "الترا سودان"، اليوم الثلاثاء، إنها تجدد التزامها وتقيدها "الصارم" بالقانون الدولي الإنساني والأعراف المنظمة للحرب "كقوات وطنية محترفة".

ووصف الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة محتوى المقطع بأنه "تمثيلية سيئة الإخراج" من صنع قوات الدعم السريع وأعوانها، قائلًا إن من ظهروا في الفيديو لا علاقة لهم  بأي من مكونات معركة الكرامة من قوات ومستنفرين، ولا يرتدون أيًا من أزياء القوات المسلحة.

ويتهم طرفا الحرب في السودان بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واستهداف المدنيين العزل، وكشفت تقارير عن مذابح بحق المدنيين يرتكبها الطيران الحربي التابع للجيش ومنسوبيه من المستنفرين من جانب، وقوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها من جانب، لا سيما في ولاية الجزيرة وإقليم دارفور.

المقطع واسع الرواج أثار ردود فعل متباينة على مواقع التواصل، وأثار مخاوف من انزلاق الحرب السودانية إلى سيناريوهات أكثر وحشية، لا سيما في ظل الاستقطاب الأهلي والقبلي الحاد الذي تسببت به الحرب التي أكملت عامها الأول منتصف نيسان/أبريل المنصرم.

وأسفرت الحرب عن مغادرة حوالي تسعة ملايين لمنازلهم في السودان، نزح أكثر من ستة ملايين منهم داخل البلاد، بينما عبر حوالي مليوني شخص الحدود نحو دول الجوار. وتقول إحصائيات أولية، إن أكثر من (15) ألف مدني قتلوا في الاشتباكات التي تجري وسط الأحياء السكنية في العديد من مدن البلاد، بينما يقول تقرير أممي إن الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قتلت (15) ألف شخص في دارفور، في سيناريو مشابه لسيناريو الإبادة الجماعية التي حدثت في الإقليم قبل عقدين من الزمان.