03-يونيو-2022
ذكرى فض الاعتصام

مواكب اليوم في ذكرى فض اعتصام القيادة العامة بمحطة (7) الصحافة - خاص محمد حلفاوي - الترا سودان

تظاهر الآلاف اليوم الجمعة، في ضاحية الصحافة جنوب الخرطوم، لإحياء الذكرى الثالثة لمجزرة القيادة العامة، وردد المحتجون هتافات ترفض إعادة الشراكة في السلطة مع العسكريين، وحذر متحدثون باسم تنسيقيات لجان المقاومة بمدينة الخرطوم القوى السياسية من أي تقارب مع قادة الجيش لتكرار نموذج الشراكة السابقة.

درج المتظاهرون على إحياء ذكرى مجزرة القيادة العامة وسط شعور بتأخر العدالة 

وفي الثالث من حزيران/ يونيو 2019 داهمت قوات عسكرية، مقر اعتصام المدنيين قرب القيادة العامة، وتسبب الهجوم العسكري في مقتل نحو (130) شخصًا من المتظاهرين السلميين، وإصابة نحو (800) شخص.

وكانت تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم، حددت ضاحية الصحافة، موقعًا للتظاهر وإحياء ذكرى مجزرة القيادة العامة للمطالبة بالعدالة، والسلطة المدنية.

تيليغرام

ودرج المتظاهرون على إحياء ذكرى "فض اعتصام القيادة العامة" سنويًا، للمطالبة بالعدالة ومحاسبة الجناة، وتزامنت هذا العام مع الإجراءات العسكرية التي نفذها قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما أدى إلى تنامي الشعور بالرفض لأي تقارب مع العسكريين.

ويرى المدنيون وأعضاء المقاومة الشعبية، أن الإجراءات التي أعلنها قائد الجيش تُعد إنقلابًا عسكريًا على السلطة المدنية وبمثابة عرقلة لأهداف الثورة الشعبية، فيما يقول قادة الجيش إن هذه الإجراءات لتصحيح مسار الانتقال.

وتجمع الآلاف في محطة (7) بضاحية الصحافة جنوب العاصمة، اليوم الجمعة مرددين هتافات ترفض التسوية السياسية، على خلفية إعلان الآلية الثلاثية إطلاق الحوار السوداني الأسبوع القادم.

وقال المتحدث باسم تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم فضيل عمر، من المنصة الرئيسية، إن التسوية مع العسكريين مرفوضة، وقال إن: "من جرب الشراكة لا يمكن أن يعود إليها مرة أخرى مع ذات القيادات العسكرية".

وأوضح عمر أن الشعارات التي رفعتها تنسيقيات لجان المقاومة، بعدم الشراكة والمساومة والتفاوض، مستمرة وقال إن السبيل الوحيد أمام المتظاهرين إسقاط الانقلاب العسكري.

ذكرى فض الاعتصام
مواكب اليوم في ذكرى فض اعتصام القيادة العامة بمحطة (7) الصحافة - خاص محمد حلفاوي - الترا سودان

ودعا فضيل المجتمع الدولي للقيام بدوره، مشيرًا إلى أن الحوار مع العسكريين، لن يحقق التحول الديمقراطي.

وكانت قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على متظاهرين في الشارع الرئيسي، في محطة (7) بضاحية الصحافة، بالتزامن مع تجمع الآلاف قرب المنصة الرئيسية، وجرى نقل مصابين إلى المستشفى.

ونقلت سيارة أحد المصابين بالرصاص إلى المستشفى، في حالة حرجة، فيما أعلن عضو مبادرة حاضرين ناظم سراج مقتل متظاهر من الخرطوم.

وتصاعدت الهتافات الرافضة للشراكة والتفاوض مع العسكريين في احتجاجات الخرطوم اليوم الجمعة، كما طالب المتظاهرون القوى السياسية بعدم الاندفاع إلى الحوار المرتقب.

ووقع المدنيون والعسكريون، على وثيقة دستورية في آب/ أغسطس 2019، أدت إلى شراكة في السلطة الانتقالية بين الطرفين، ومجلس وزراء مدني برئاسة عبد الله حمدوك.

 وشكل مجلس الوزراء، في نهاية العام 2019 لجنة وطنية برئاسة المحامي نبيل أديب للتحقيق في مجزرة القيادة العامة، لكن اللجنة لم تكشف عن نتائج التحقيقات، وتتهمها لجان المقاومة بالتقاعس عن أداء مهمتها، وتأخير نتائج التحقيقات.

من جهته قال المتحدث باسم تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم محمد أنور، والذي تحدث في المنصة الرئيسية التي أقيمت على هامش احتجاجات الخرطوم بضاحية الصحافة الجمعة إن التسوية مرفوضة، داعيًا القوى السياسية إلى معرفة اتجاهات الشارع وخياراته الرافضة للتسوية والشراكة.

متحدث باسم المقاومة: من فض الاعتصامات السلمية لا يمكن الوثوق به 

وشدد أنور على أهمية العدالة الانتقالية، وقال إن مجزرة القيادة العامة يجب أن تمنح السودانيين أهم الدروس في كيفية تنفيذ العدالة الانتقالية، لافتًا إلى أن المدنيين وقعوا المواثيق مع قادة الجيش، ولم يلتزم المكون العسكري بها ونفذوا الانقلاب في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وأردف: "لا يمكن الوثوق بهم مجددًا".

وكانت السلطات بولاية الخرطوم، أغلقت الجسور الرئيسية الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاث، منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، مُستبقةً الاحتجاجات، كما نشرت قوات أمنية في محيط القصر الجمهوري، ومقر القيادة العامة، لمنع وصول المتظاهرين إلى هذه المواقع.