أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كلمينتين نكويتا سلامي عن "قلقها العميق" إزاء التقارير المستمرة عن الهجمات ضد البنية التحتية المدنية مع استمرار "القتال الوحشي" في جميع أنحاء السودان.
ناشدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان الجيش السوداني والدعم السريع بـ"إنهاء هذه المعاناة الرهيبة بإسكات الأسلحة"
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كلمينتين نكويتا سلامي في بيان صحفي اليوم الخميس اطلع عليه "الترا سودان": "إنني أشعر بقلق بالغ إزاء تعرض المرافق الضرورية لتشغيل الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، للهجوم في السودان".
وأشارت المسؤولة الأممية إلى وقوع عدة حوادث في شهر تشرين الأول/أكتوبر وحده، لافتةً إلى سقوط قذائف على مستشفى النو الذي قالت إنه "أحد آخر المستشفيات العاملة في أم درمان"، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين، بينما كان العاملون الطبيون يعالجون المرضى، في حين انفجرت أربع قذائف أخرى بالقرب من المستشفى، مما أدى إلى مقتل شخصين آخرين – وفقًا لبيان المنسقة الأممية. وذكرت سلامي أن هذا ليس سوى "أحدث هجوم من نوعه". وأضافت: "منذ 15 نيسان/أبريل الماضي تحققت منظمة الصحة العالمية من (58) هجومًا على نظام الرعاية الصحية، مما أدى إلى مقتل (31) شخصًا وإصابة (38) آخرين – بمعدل (10) هجمات شهريًا".
ولفت بيان منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان إلى "إطلاق النار في 21 تشرين الأول/أكتوبر الجاري على محطة المنارة لمعالجة المياه في أم درمان، مما أدى إلى التوقف المؤقت لإمدادات المياه". وتابع البيان: "هذا النوع من الاضطراب مقلق للغاية نظرًا إلى استمرار تفشي وباء الكوليرا في ولاية الخرطوم وأجزاء أخرى من البلاد". "علاوة على ذلك، فإن محطة المياه المتضررة لا تؤدي إلى تعطيل الإمدادات لعدة أيام فحسب، بل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى أزمة طويلة الأمد تؤثر على الزراعة والصناعة والحياة اليومية" – زادت سلامي.
وفي السياق نفسه، اتهمت الخارجية السودانية "الدعم السريع" بإطلاق (12) قذيفة على محطة المنارة في أم درمان. وقالت إن المحطة توقفت جزئيًا إلى حين تنقية المياه من سموم القذائف.
وشددت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان على دعواتها مرارًا وتكرارًا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وجميع أطراف الصراع في السودان إلى حماية البنية التحتية المدنية. وأضافت: "القانون الإنساني الدولي واضح في هذا الصدد. ويجب على جميع أطراف النزاع المسلح أن تحرص باستمرار على تجنب الأعيان المدنية، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني والأصول الإنسانية، والبنية التحتية الأساسية".
وقالت المسؤولة الأممية: "لقد تسبب الصراع في معاناة لا توصف في السودان على نطاق لم يسبق له مثيل". وأضافت أن "الكرامة الإنسانية خرجت من النافذة، ولم يعد هناك سوى القليل مقدسًا، ولا حتى عنابر المستشفيات المليئة بالأطفال المرضى والجرحى". وختمت سلامي بيانها بالقول: "أناشد الطرفين مرةً أخرى: إنهاء هذه المعاناة الرهيبة بإسكات الأسلحة".