أكد فاعلون في الشأن الإنساني بمدينة الأبيض، أن الوضع تحول إلى أزمة شاملة بعد (18) يومًا من انقطاع الاتصالات والكهرباء ومياه الشرب وتفاقمت الأوضاع المعيشية.
انقطعت الاتصالات والكهرباء والمياه لفترات متفاوتة في الأبيض
وقال بيان صادر عن غرفة "الأبيض مباشر"، اطلع عليه "الترا سودان" اليوم الخميس، إن ولاية شمال كردفان بما فيها العاصمة الأبيض، تعيش في ظروف معيشية صعبة، منذ إندلاع الحرب في منتصف نيسان/أبريل من العام الماضي.
وأشار البيان إلى أن السكان يعانون من من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، يتراوح بين ثلاثة أيام إلى شهر. وتشهد المدينة انقطاعًا مستمرًا للتيار الكهربائي منذ يوم 12تشرين الأول/أكتوبر 2024 الحالي، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان، وزاد من تحديات المعيشة.
وأضاف البيان: "تُعتبر أزمة المياه واحدة من أبرز النتائج الناجمة عن انقطاع الكهرباء بسبب تعطل المضخات الكهربائية، مما تسبب في نقص حاد في إمدادات المياه، كما ارتفع سعر برميل المياه إلى (3.5) ألف جنيه، وهو مبلغ يتجاوز القدرة المالية للعديد من الأسر، وأصبح تأمين المياه الصالحة للشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى أمرًا بالغ الصعوبة مما يعمق معاناتهم اليومية".
وأردف: "ارتفعت أسعار الوقود بشكل كبير، حيث وصل سعر جالون البنزين إلى (64) ألف جنيه، والديزل إلى 25 ألف جنيه، هذا الارتفاع زاد من تكلفة نقل المياه، مما ساهم في رفع أسعارها بشكل أكبر، ويعكس مدى الأزمة التي يعاني منها المواطنون".
كما تطرق البيان إلى أسعار المواد الغذائية، وقال إن ثمانية قطع من الخبز تباع بألف جنيه، مما يشكل عقبة أمام تأمين الاحتياجات اليومية للأسر. كما ارتفع سعر جوال البصل إلى (300) ألف جنيه، وأصبح سعر "الملوة" (16) ألف جنيه، مما يضيف عبئًا جديدًا على المواطنين، ويزيد من صعوبة تأمين احتياجاتهم اليومية من المواد الغذائية الأساسية.
وقال البيان، إن أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية شهدت تحسنًا طفيفًا عقب وصول شاحنات إلى مدينة الأبيض وقرى شمال كردفانـ وانخفض سعر جوال الدقيق إلى (50) ألف جنيه، وسعر جوال السكر من (250) ألف إلى (145) ألف جنيه.
وحسب البيان تواجه الأسواق والمحال التجارية أزمة سيولة نقدية حادة، دفعت بعض التجار إلى إغلاق محالهم. وأصبح الحصول على السيولة اللازمة للشراء والبيع أمرًا صعبًا للغاية، مما دفع من يمتلك السيولة من التجار والأفراد إلى بيعها بخصم يتراوح بين (15إلى25%) من قيمتها.
وقال البيان إن انقطاع شبكات الاتصالات في المنطقة منذ أكثر من أسبوعين، أدى إلى عزل السكان تمامًا. وأصبح التواصل مع أسرهم أو إدارة شؤونهم اليومية أمرًا بالغ الصعوبة.
وتابع البيان: "زادت هذه العزلة من حدة المعاناة، إذ أصبح الحصول على المعلومات والخدمات الأساسية أمرًا أكثر تعقيدًا، مع منح حكومة الولاية تصاريح تسمح باستخدام أجهزة الستارلينك التي تتراوح تكلفة ساعة منها ما بين ثلاثة إلى خمسة آلاف جنيه".
وأوضح البيان أن الوضع الأمني في هذه الفترة، يشهد استقرارًا نسبيًا، مما يعكس حالة من الهدوء في الشوارع، ويعطي السكان بعض الأمل في إمكانية العودة إلى حياة طبيعية. وزاد البيان بالقول" "يسهم هذا الاستقرار في تعزيز الشعور بالأمان، مما قد يساعد في تحسين الوضع الاقتصادي إذا ما تم دعمه بتوفير خدمات الكهرباء والمياه الأساسية".