انطلق اليوم الأحد بالعاصمة وبعض الولايات العام الدراسي الجديد، وسط ظروف اقتصادية بالغة التعقيد حسب ما يقول السودانيون، إذ أن الرسوم الدراسية المرتفعة وتكاليف الوجبات المدرسية أدت إلى "حالة من اليأس".
ناشط: في المناقل يحاول متضررو السيول استعادة حياتهم المعيشية وقد يكون إرسال طفل إلى المدرسة نوعًا من الترف
وكانت منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة أعلنت وجود ستة ملايين طفل خارج صفوف الدراسة في السودان، محذرة من الاضطرابات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تؤدي إلى فقدان الأمل لملايين الأطفال.
وشوهدت الحافلات المدرسية اليوم في بعض أحياء العاصمة الخرطوم وهي تبدأ في نقل الأطفال إلى المدارس، بينما كان وضع التلاميذ في بعض الولايات التي تعرضت للسيول "مأساويًا" بحسب مواطنين من تلك المناطق.
وفي قرية تقع على تخوم مدينة بربر التي دمرتها السيول هذا العام، وقف الأطفال وهم يشاهدون الأضرار التي خلفتها السيول، ومع بداية العام الدراسي لم تُصرف لهم المعينات الدراسية.
وذكر محمد الصافي وهو من بربر لـ"الترا سودان"، أن الوضع في المدارس الواقعة في مناطق السيول "سيئ للغاية"، ولم تتخذ الحكومة المحلية التدابير اللازمة للعام الدراسي الجديد.
ولم تتمكن السلطات من إزالة ركام المباني التي دمرتها السيول، وبقيت أطلالًا تستقبل العام الدراسي لأطفال قادمين من قرى وأحياء تعرضت هي الأخرى لأضرار بالغة، في ولاية غنية بالذهب.
ويتحدث مصعب وهو متطوع في صيانة المدارس الحكومية بمحلية بربر لـ"الترا سودان"، عن الوضع في هذه المحلية، وقال إن المدارس لم يتم تهيئتها بالطريقة المعقولة لاستقبال الأطفال.
وأوضح أن الصرف الحكومي على صيانة هذه المدارس غير موجود في ظل محليات عاجزة لا تملك التمويل الكافي، إلى جانب الفراغ الحكومي وعدم وجود حكومة ولائية فاعلة.
أما في محلية المناقل لم تختلف الأوضاع عن محلية بربر، فالمدارس العامة بالكاد تتجه إلى العودة للموسم الدراسي دون وجود خطة حكومية تسهم في استقرار العام الدراسي.
ويعتقد أحمد حسان -وهو من المهتمين بوضع التعليم في محلية المناقل في حديث لـ"الترا سودان"، أن الأضرار التي خلفتها السيول أثرت على السكان؛ بالتالي المشكلة ليست في المدارس فقط بل في عدم جاهزية أولياء الأمور لإرسال أطفالهم إلى المدرسة.
وقال إن المساعدات الغذائية التي وزعت على المتضررين من السيول لم تكن كافية لسد الرمق، مضيفًا أن السكان يحاولون استعادة حياتهم الاقتصادية، وإذا قرروا إرسال الأطفال إلى المدارس سيواجهون صعوبة بالغة.
وتواصل مراسل "الترا سودان" مع إدارة المدارس بوزارة التربية والتعليم للتعليق على انطلاق العام الدراسي، غير أن المحاولات لم تفلح في ذلك لاعتذار المسؤولين.
بينما قال مصدر حكومي بوزارة التربية والتعليم مشترطًا عدم ذكر اسمه في حديث لـ"الترا سودان"، إن العام الدراسي جاء في وقت حرج متزامنًا مع كارثة السيول والأزمة الاقتصادية وإضرابات العمال.
مصدر حكومي: التربية تعتزم معالجة الأجور حتى لا تواجه بالإضرابات
وأوضح أن الوزارة تعتزم معالجة أزمة رواتب المعلمين لتفادي الاضطرابات التي تواجه العام الدراسي إذا قرر المعلمون الاضراب عن العمل، وفي ذات الوقت لا يمكنها أن تمول صيانة المدارس لأن هذا البند خاص بوزارة المالية الاتحادية.
وأضاف: "الأجور في قطاع التعليم الحكومي غير مجزية وتحاول الوزارة معالجتها مع وزارة المالية الاتحادية".