في منطقة "فتابرنو" بولاية شمال دارفور -البلدة التي تتبع إداريًا لمحلية كتم- يواجه السكان نقصًا مريعًا في الغذاء نتيجة لتوقف القوافل التجارية وتقلص المساحات الآمنة بسبب انتشار العصابات المسلحة وسيطرة قوات الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور.
عاملة في المجال الإنساني: نقص الغذاء في السودان يؤثر على (25) مليون شخص
ووصف المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين آدم رجال في تصريحات صحفية، الأوضاع في مخيمات النازحين بـ"المزرية"، وقال إن معظم النازحين لم يتمكنوا من الحصول على الإمدادات التي تصلهم من المنظمات أو الزراعة المحلية، حيث فقدوا جميع هذه المصادر في الوقت الراهن بسبب الحرب والوضع الأمني.
سمر الباحثة في مجال التقصي عن الوضع الإنساني في مخيمات النازحين في إقليم دارفور والخرطوم والجزيرة، قالت لـ"الترا سودان"، إن بعض المواطنين لا يحصلون على وجبة في اليوم. ومن خلال بحثها عن الوضع في السودان، تخشى من تضاعف الوفيات بسبب "الإناء الفارغ" حسب ما تسميه.
وقالت إن العلاقات الاجتماعية في السودان تقوم على التكافل، ومن خلال المحافظ الإلكترونية للبنوك كان السودانيون خارج البلاد أو في المدن الآمنة يرسلون المال لأولئك العالقين في المناطق الساخنة. والآن توقف كل شيء ونفدت الأغذية في المنازل.
تحصي هذه الباحثة عشرات المطابخ الجماعية في العاصمة الخرطوم التي خرجت عن الخدمة بسبب قطع الاتصالات، وقالت إن هذه الإجراءات القسرية التي تلاحق الطرفين المتقاتلين بالوقوف وراءها في جميع أنحاء السودان لم تجد الحسم اللازم من المجتمع الدولي.
سوسن عبدالكريم العاملة في المجال الإنساني والمعالجة النفسية، تقول إن نقص الغذاء في السودان يؤثر على (25) مليون شخص، وقد ترتفع الوفيات بسبب الجوع، وهو ما حدث فعليًا في العاصمة الخرطوم ودارفور وولاية الجزيرة.
وترجح سوسن عبدالكريم أن يخرج مؤتمر باريس المخصص للوضع الإنساني في السودان في نيسان/أبريل القادم، بإجراءات أكثر صرامة فيما يتعلق بإيصال المساعدات والضغط على طرفي النزاع في السودان لفتح ممرات آمنة، إلى جانب تخصيص صندوق مالي للسودان لجمع الاحتياجات التي تقدر بـ(4.1) مليار دولار.
وقالت سوسن عبدالكريم إن العالم لن يدفع أموالًا قبل ضمان الممرات الآمنة وكيفية نقل الإغاثة عبر الحدود والموانئ، وربما يحسم الجدل لدى الجيش والدعم السريع ويلزمهما بقبول المقترحات التي ترد في هذا الشأن.
وقال مصدر حكومي من مفوضية العون الإنساني في بورتسودانن لـ"الترا سودان"، إن توزيع الإغاثة على المتأثرين والنازحين إلى الولايات الواقعة خارج دائرة الحرب يمضي صورة جيدة. وأشار إلى توزيع عدد من السلال الغذائية في ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف وسنار والنيل الأزرق.
وأضاف: "قامت بعض المنظمات الدولية بتنسيق مع المفوضية بإنشاء مرافق صحية في النيل الأزرق لمساعدة عشرات الآلاف من النازحين خلال الحرب في مراكز الإيواء".
ورجح المصدر وصول شحنات من الإغاثة إلى الولايات خارج دائرة الحرب لمساعدة نحو ثلاثة ملايين شخص. وقال إن المفوضية تعمل أيضًا على تسهيل عمل المنظمات الإنسانية.
بالمقابل، النازح فضل الذي غادر من ولاية الخرطوم قبل أربعة أشهر إلى ولاية كسلا في مدينة خشم القربة، لا يتذكر متى كان آخر مرة تسلم فيها مساعدات غذائية من الجهات العاملة في المجال الإنساني.
نازح لـ"الترا سودان": الناس عادة لا ينتظرون المساعدات الإنسانية لأن هناك بيروقراطية في التوزيع، إلى جانب عدم جدوى الاعتماد على خدمات غير منتظمة
ويقول فضل لـ"الترا سودان" إن الناس عادة لا ينتظرون المساعدات الإنسانية لأن هناك بيروقراطية في التوزيع، إلى جانب عدم جدوى الاعتماد على خدمات غير منتظمة شهريًا أو أسبوعيًا.
وأضاف: "نحن نقيم مع المجتمعات المستضيفة الناس هناك يتشاركون الطعام والعلاج ويساعدون بعضهم البعض دون انتظار المنظمات أو الحكومة".