شهدت مدينة الفاشر، اليوم الأربعاء، هدوءً نسبيًا ساعد المواطنين على النشاط في الأسواق والمحال التجارية، مستغلين تراجع وتيرة الاشتباكات والقصف المدفعي، فيما لا يزال الناس قلقون من عودة المعارك مرة أخرى.
قال إن المدنيين في الفاشر يعتقدون أن القادم لن يكون أسوأ من الهجمات السابقة
يقول بشار من الفاشر لـ"الترا سودان"، إن صباح اليوم الأربعاء، بدأ بشكل هادئ مع عدم سماع الناس أصوات المدافع والرصاص، هذا يعني نشاط حركة الأسواق بالفعل، وشوهد المئات يتابعون حركتهم كالمعتاد.
وتتصدر مدينة الفاشر أكبر مدن السودان التي شهدت صراعات مسلحة بوتيرة يومية، منذ آذار/مارس وحتى منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2024 المشهد في معارك الإقليم، لما تتمتع به من بعد إستراتيجي خاص، ويحافظ الجيش على الفاشر التي تعتبر آخر معاقله في إقليم دارفور.
انخفضت وتيرة النزوح بعد أن نقلت القوات المسلحة و"المشتركة" المعارك إلى بلدات شمال دارفور، لإغلاق منافذ قوات الدعم السريع، فيما يتعلق بالسلاح والعتاد. ورغم نجاح هذه الخطة إلى حد كبير في فك الحصار عن الفاشر، إلا أن الدعم السريع لا يزال يحشد لشن معارك جديدة وفق شهود.
يقطن في الفاشر نحو مليوني شخص، وفر 60% من المواطنين إلى محليات تقع خارج المدينة، بما في ذلك محليات تحت سيطرة قوات حركة عبد الواحد نور، في منطقة طويلة.
يقول بشار ربما انخفض النزوح، لكن هذا لا يعني أنه توقف. لأن الوضع لا زال مرشحًا للتصعيد، خاصة وأن قوات الدعم السريع درجت على حشد المقاتلين بين الحين والآخر، لكن الخبر الجيد أن أكبر عملياتها للسيطرة على المدينة فشلت في أيول/سبتمبر 2024، بالتالي لن تبلغ ذروة الهجوم قريبًا.
وأوضح أن حركة الحافلات بين بعض الأحياء والسوق نشطت صباح اليوم، كما فتح سوق الماشية أبوابه أمام المزارعين والرعاة هناك، وقال إن المدنيين في الفاشر يعتقدون أن القادم لن يكون أسوأ من الهجمات السابقة خلال الشهرين الماضيين على الأقل.
ولا تزال حركة الجنود والقطع الحربية مستمرة وسط المدينة، كما عززت القوات المشتركة انتشارها في الشوارع الرئيسية ومداخل المدينة، فيما تصل شاحنات محملة بالسلع التجارية إلى السوق الرئيسي.
وكان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، قال إن قوات الدعم السريع دمرت البنية التحتية، وشلت الخدمة المدنية في الفاشر، جراء القصف المدفعي والهجمات العسكرية واستهداف المواقع المدنية.