10-مايو-2020

مدينة كسلا (الشاهد)

رفض عددٌ من الناشطين والمهتمين بقضايا شرق السودان وصف الحادثة التي نشبت بين أفراد أمس الجمعة في مدينة كسلا شرق السودان، والتي أدت لمقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة آخرين، بأنها صراع قبلي.

ناشطون: ما فاقم الأحداث هو تدخل أشخاص ذوو أغراض سياسية، وتقصير الجهات الأمنية

وبحسب ناشطين وقيادات مجتمعية من أبناء المنطقة فالأمر لا يعدو كونه مجرد مشاجرة حدثت بسبب خلافٍ شخصي، بين أفراد من المكونين الاجتماعيين بالمدينة "النوبة" و"البني عامر" تم فيها استخدام السلاح الأبيض، نجم عنها إصابات وصفوها بالخفيفة بادئ الأمر. لكن فاقم الأمر، من وجهة نظرهم، بسبب تدخل أشخاص، ذوو أغراض سياسية، بالإضافة إلى اتهام الجهات الأمنية بالتقصير، ليشارك في الأحداث لاحقًا وبشكل جماعي عدد من الأفراد من الجانبين الذين قاموا بالتعدي على بعضهم البعض، وحرق عدد من المنازل السكنية التي تخص طرفي النزاع، بلغت عدد أكثر من أربعة منازل بحسب مصادر. ما ترتب عليه تزايد وتيرة العنف، التي توفي جراءها شخصُ واحد على الأقل بالإضافة إلى إصابة آخرين.

اقرأ/ي أيضًا: (100) وظيفة شاغرة بسودانير للمفصولين تعسفيًا بواسطة النظام البائد

يذكر أنه وفي آذار/مارس الماضي كان قد تم التوقيع على وثيقة صلح بين الجانبين، شارك في فعاليات توقيعها، وخاطبها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، خلال زيارته الرسمية للولاية.

وكانت قيادات أهلية واجتماعية قد ذكروا في وقتٍ سابق لـ"ألترا سودان" إن أهم البنود المتفق عليها في الصلح الذي وقّع في آذار/مارس الماضي بين الطرفين هي التأكيد على أنه في حال حدوث أي اعتداءات، من أحد الطرفين يتم التعاطي معها في بوصفها حادثة فردية تحل وتحسم بالقانون.

قبل تطور الأحداث نفي شبهة الصراع القبلي، وتحذيرات مبكرة

في وقتٍ سابق أمس الجمعة، وقبل تطور الأحداث ووفاة شخص السبت، نفت الناشطة والمهتمة بقضايا الشرق، ثويبة هاشم جلاد، عبر تدوينة لها على صفحتها بفيسبوك، أن تكون الدوافع التي أدت لوقوع الحادثة دوافع قبلية، قائلةً: "إن ما حدث هو خلاف عادي ولا توجد أي شبهة أن تكون الحادثة هي صراعًا قبليًا".

وحملت جلاد مسؤولية تطور الأحداث لاعتداءات جماعية على مساكن مواطنين لما وصفته بـ"تراخي الأجهزة الأمنية" مشيرة إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه، من تراخٍ وغياب نقاط التفتيش، سيؤدي إلى صراعٍ أعنف.

وفي ذات الوقت من مساء أمس الجمعة اتهم الصحفي والناشط في قضايا شرق السودان، حسام الدين حيدر، جهات سياسية، بأنها قامت بـ"تضخيم" مشاجرة من أجل كسب سياسي، ذاكرًا أن هذه الجهات غير موجودة بالسودان، واصفًا الأحوال بالهادئة، قائلًا إن الإصابات طفيفة للغاية، كما ذكر أن الشرطة قامت بإلقاء القبض على الجاني مساءًا في ذات اليوم. وفي تعديل لاحق أشار حسام لأحادث الحرائق التي طالت بعض المنازل.

وفاة شخص على الأقل حتى اليوم

في وقت لم تصدر فيه حتى الآن معلومات عن الحادثة، كتب حساب على فيسبوك باسم (mohammed adam) معلنًا وفاة شقيقه الأصغر جرّاء الأحداث.

وصباح أمس السبت، وبعد تفاقم الأحداث، حمّل حساب على فيسبوك باسم ميسر نوراي، مسؤولية الأحداث إلى الأجهزة الأمنية، واصفًا إياها بأنها تقف موقف المتفرج، قائلًا إن المدينة لم تنم، جرّاء الانفلات الأمني.

مصاب يحمل الوالي المسؤولية

وكتب حساب باسم "أحمد حجازي"، منشورًا قال فيه إنه أحد الأفراد المصابين في الأحداث، واصفًا الإصابة بالخفيفة، كما حمّل الحساب مسؤولية الأحداث لوالي الولاية.

وعلّق الكاتب والصحفي حسام حيدر، عن الأحداث الحالية لـ"الترا سودان" قائلًا إنه لا توجد هناك صراعات قبلية بالولاية، وإن الأمر تطوّر نسبة للتقصير الجهات الأمنية. وأضاف: "حتى أن الصلح الذي تم في آذار/مارس الماضي، لم يكن له داعٍ قائلًا إن كل قضايا بجرائم القتل، قد تم حلها بواسطة القانون.

اقرأ/ي أيضًا

حمدوك يصدر قرارًا بإعادة تشكيل المجلس الطبي

الداخلية تكشف تفاصيل مقتل نزيل وإصابة (11) آخرين في أحداث شغب بسجن شالا