16-ديسمبر-2023
مواطنون سودانيون يحملون حاجياتهم وهم في طريق النزوح من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة

حركة نزوح واسعة من ولاية الجزيرة إلى سنار والقضارف على خلفية هجوم قوات الدعم السريع (Getty)

غادر آلاف المواطنين مدينة ود مدني لليوم الثاني على التوالي، وذلك على خلفية المعارك الطاحنة التي تدور بين الجيش والدعم السريع في أجزاء من المناطق الشرقية والغربية بالمدينة التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين منذ اندلاع الحرب في منتصف نيسان/أبريل الماضي.

حقائب على الظهر والأيدي ونزوح إلى المجهول.. هكذا جاء اليوم الثاني لهجوم قوات الدعم السريع على ود مدني

وشوهد المئات من المواطنين يعبرون جسر حنتوب شرق مدينة ود مدني صباح اليوم السبت سيرًا على الأقدام، وذلك عقب الإغلاق المستمر لهذا الجسر منذ بداية المعارك صباح الجمعة، وفتحه أمام حركة المرور لساعات محدودة.

وجراء ارتفاع حركة النزوح ارتفعت أسعار التذاكر إلى مدينتي سنار جنوبًا والقضارف شرقًا إلى (60) ألف جنيه لبعض الحافلات، و(40) ألف جنيه للحافلات الكبيرة.

ومع تحليق مكثف للطيران الحربي التابع للجيش وارتفاع أصوات المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع، يشعر المواطنون بالذعر من تمدد نطاق الحرب إلى هذه المدينة التي تضم مراكز إيواء نازحين بلغت أكثر من (50) مركزًا.

الهجوم على الجزيرة 

والخميس الماضي هاجمت قوات الدعم السريع مدينة "أبو قوتة" الواقعة شمال شرق ولاية الجزيرة، وفي وقت مبكر من صباح الجمعة وصلت قوات أخرى من الدعم السريع إلى تخوم مدينة ود مدني ودخلت في اشتباكات مع الجيش في منطقة أبو حراز الواقعة شرق المدينة.

وقالت تهاني التي تقيم في منطقة أبو حراز، لـ"الترا سودان"، إن أصوات المدافع وتحليق الطيران لم يتوقف منذ صباح الجمعة حتى ظهر اليوم السبت، وأضافت: "في بعض الأحيان نضطر للاختباء أسفل السرير في الغرفة".

وأشارت إلى أن منطقة أبو حراز تنقسم إلى الشرق والغرب، والمعارك تدور في الجهة الشرقية بشكل مكثف. وأضافت: "لم نخرج منذ صباح الجمعة وحتى ظهر اليوم السبت حيث لا نستطيع الخروج من المنطقة لأن الرصاص والمدافع لم تتوقف. سنبقى هنا لأننا أيضًا لا نعرف وجهة بعنيها نذهب إليها".

وقوبل هجوم الدعم السريع على قرى وبعض مدن ولاية الجزيرة من بينها مدينة ود مدني بانتقادات من مسؤولين دوليين وسياسيين محليين.

رفض أمريكي للهجوم 

وعبرت مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن الدولي ليندا توماس عن قلقها من التقارير التي تحدثت عن هجوم قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة.

وقالت توماس: "ود مدني اصبحت ملجأ لآلاف الهاربين من الحرب من مناطق السودان"ن وحثت قوات الدعم السريع على الامتناع عن الهجوم عليها.

ودعت توماس جميع الأطراف على الالتزام بحماية المدنيين بأي ثمن. وأضافت: "من يرتكبون الجرائم الإرهابية سيواجهون العواقب".

من ناحيته قال عضو الكونغرس الأمريكي السيناتور غريس كونس -بحسب بيان صحفي- إنه منزعج جدًا من هجوم الدعم السريع على ولاية الجزيرة وسط السودان.

ودعا كونس الطرفين المتحاربين في السودان إلى الالتزام بالتعهدات التي صدرت منهما في قمة الإيقاد في جيبوتي الأسبوع الماضي.

كارثة وشيكة

بينما قال مصدر من برنامج الأغذية العالمي لـ"الترا سودان"، إن الوضع في مدينة ود مدني "مزعج جدًا" ويتجه إلى أوضاع خطرة قد تواجه ملايين السكان في هذه الولاية إذا استمر هذا الهجوم دون توقف.

وأوضح أن الأمم المتحدة تدرس عدة خيارات للعمليات الإنسانية المتوقفة منذ الجمعة مع بداية الهجوم على تخوم ودمدني.

مواطن بمدينة ود مدني لـ"الترا سودان": الوضع خطير في بعض الأحياء، خاصة في أحياء الدباغة وجوار حنتوب حيث غادر المئات منازلهم سيرًا على الأقدام وهم يحملون الحقائب

عمر الذي يقيم وسط مدينة ودمدني، قال لـ"الترا سودان" إن الوضع خطير في بعض الأحياء، خاصة في أحياء الدباغة وجوار حنتوب حيث غادر المئات منازلهم سيرًا على الأقدام وهم يحملون الحقائب، وربما يتوجه الغالبية إلى مدن سنار والقضارف باعتبارها بعيدة نسبيًا عن المعارك العسكرية.

وأضاف: "يواجه المواطنون ظروف اقتصادية حرجة جدًا، والبعض قد لا يملك ثمن تذكرة الحافلة، ومع ذلك قرروا الخروج مجبرين حتى يتفادوا المعارك".